رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«Amoxy 20%».. سر الدواء الذي حيّر البيطريين والإدارة المركزية لشؤون الصيادلة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

مفارقة غريبة وقعت بين الإدارة المركزية لشؤون الصيادلة التابعة لوزارة الصحة، والأطباء البيطرين، بشأن دواء اختلفوا عليه من حيث فائدته وأضراره، لاسيما أنه سيتم حظره خلال الأيام القليلة القادمة رغم تعدد إيجابياته.

الاختلاف كان على المستحضر البيطري "Amoxy 20%"، والذي أكدت الإدارة المركزية أنه غير مسجل بها، ولا يحمل رقم تسجيلي أيضًا من الإدارة العامة للتسجيل (إدارة تسجيل الأدوية البيطرية)، والتي أعلنت بدورها أنه لا يوجد مستحضر مسجل بهذه البيانات لدى الوزارة.

ووجهت الإدارة المركزية لشئون الصيدلة، في منشورها رقم 30 لسنة 2019، باتخاذ الإجراءات القانونية في حالة ضبط هذا المستحضر بهذه البيانات في أي مؤسسة صيدلية بالمحافظات، لكونه يشكل خطر على الحيوانات التي تتناوله.

ورغم ذلك إلا أن عدد من الأطباء البيطرين أشادوا بالمستحضر البيطري، وقدرته على إعطاء طاقة وقوة للحيوانات، بل وتفاجئ عدد من الصيدليات البيطرية التي قمنا بجولة عليها، بإعلان الإدارة المركزية بشأن الدواء مؤكدين أنهم لم يصلهم أي شكوى أو نشرة خاصة بالمستحضر البيطري.

المستحضر غير المسجل بالإدارة المركزية، يتم استخدامه منذ فترة طويلة في العيادات والصيدليات البيطرية، بحسب جولة قامت بها "الدستور"، ولا يوجد أعراض جانبية له، فهو لعلاج النزلات المعوية للدواجن، بحسب عدد من الأطباء البيطرين.

وأكدوا أنه يتم إعطائه للدواجن دون إلحاق أي ضرر أو أذى بهم، بل يعمل على إشفائهم من المرض، فما هو إلا مزيج متوازن من الفيتامينات الضرورية، والمعادن والأحماض، كما أن أثاره الجانبية غير المرغوب فيها لا تظهر إلا عندما يتم اتباع نظام الجرعة المقررة.

"الدواء موجود عندنا، والإقبال عليه كتير"، يقولها محمد حافظ، دكتور بيطري بإحدى الصيدليات في منطقة الجيزة، مشيرًا إلى أنه لا أحد يعلم أن دواء له أضرار، لكونه يستخدم منذ فترة طويلة، ولا يوجد أي شكاوى منه.

يوضح أن المزارعين يستخدمونه لعلاج النزلات المعوية للدواجن، مضيفًا أنه مسجل وعليه رقم التشغيلة والتسجيل الخاصة به: «لا أحد يعلم الإدارة المركزية لشئون الصيادلة التابعة لوزارة الصحة والسكان حذرت من المستحضر البيطري على أي أساس».

أما سماح نوح، طبيبة بيطرية بإحدى الصيدليات، قالت أنها تقوم باستخدام دواء «amoxy 20%»، وإعطائه للحيوانات دون وجود أي ضرر عليهم، مشيرة إلى أنه مجرد مضاد حيوي يخفف من حدة الألم، بالإضافة إلى أن الأطباء البيطريين ليسوا على علم بما صدر من الإدارة المركزية لشئون الصيادلة التابعة لوزارة الصحة والسكان.

بينما ويؤكد عثمان عبدالهادي، طبيب بيطري بصيدلية «الحمد»، أن دواء «amoxy 20%» متوافر بالصيدلية، ويتم استخدامه لعلاج الحيوانات الكبيرة والدواجن، ولم يمتنع أحد من شراؤه، ولم يرد إلى الصيدلية أي بلاغ يحذر من بيعه في الصيدلية.

مينا أبانوب، طبيب بيطري، قال أن الأدوية البيطرية المغشوشة يتم تصنيعها بمصانع بير السلم في المحافظات وخاصة القرى،مما تتسبب فى تأثيرات ضارة على الحيوان والإنسان وانتقالها، لكونها لا تطابق المواصفات المطلوبة للمادة الفعالة أو التحليل المبدئي من وزارة الصحة، ويصبح غير مسجل بالوزارة، والمكان غير مرخص له.

وأوضح أبانوب لـ"الدستور" أنه عند صناعة أي دواء في مكان مجهول المصدر لم يتم الاعتناء به حتى لو وجدوا المادة بالدواء أن المادة به فعالة وصالحة للاستخدام لم يعتد بها، وهناك عدة مواصفات يجب اتباعها لتسجيلها من المعامل المركزية بوزارة الصحة.

وأشار الطبيب البيطري، إلى أنه لم يصل له أي بلاغ بتحذير الإدارة المركزية لشئون الصيادلة التابعة لوزارة الصحة والسكان، من عبوات غير مسجلة من المستحضر البيطرى «amoxy 20%»، وأنه يقوم بوصفه لأصحاب مزارع الدواجن.

قال الدكتور علي سعد، الأمين العام المساعد للنقابة العامة للأطباء البيطريين، أنه يتم حظر من الأدوية المغشوشة والمقلدة، وغير المسجلة بقاعدة بيانات إدارة تسجيل الأدوية البيطرية بوزارة الصحة، مشيرًا إلى أنهم سيبدأون في الحملات التفتيشية، واتخاذ الإجراءات القانونية في حالة ضبط المستحضر البيطري، في أي صيدلية بالتنسيق مع كل الجهات الرقابية في لمنع تداولها في الأسواق وبيعها.

وتابع سعد لـ"الدستور"، أن المديرية تضع قائمة تضم كل أسماء الأدوية المحظورة، والشركات المنتجة لها، وتوضيح أسباب المنع والتأكيد على تداول بعض الأدوية تامقلدة، مع الإشارة للشركة الأصلية صاحبة المنتج.

واضاف: "وذلك للتحذير لعدم تداولها بالأسواق المحلية، وتحذير المواطنين، فهناك مصانع غير مرخصة تقوم بغش الدواء في مصر، وتضع اسم ولوجو أشهر الشركات على منتجاتها وتقوم ببيعه في الأسواق".