رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دماء تملئ الشارع.. كيف استطاعت الأحياء الحد من ذبح الأضاحي خارج المجازر؟

جريدة الدستور

دماء تسيل فى الشوارع، مخالفات متناثرة من ذبح الأضاحي على الجدران، على الرغم من تشديد السلطات المحلية معلنة عن غرامات مالية فورية بمن يقوم بذبح الأضحية فى الشارع.. "الدستور" تحدثت مع عدد من الجزارين لمعرفة هل قضى القرار على سيلان الدماء في الشارع.

"موسم والمدابح مش موجودة في كل مكان" بهذه الجملة بدء إبراهيم عبد الكريم أحد الجزارين بمحافظة القليوبية، حديثه لـ "الدستور"، قائلًا: ليست كل الدبائح بتكون في الشارع، بمعنى أن نسبة قليلة من الأهالي يذبحون في الشارع لأنه لا توجد مساحة في بيته للدبح فيها، منوهًا أنّ "90% من الأهالي بيدبح في بيته لأن الدبائح بتكون أضحيه لله، يعني مش هينفع في الشارع، ولو حصل ودبحنا في الشارع بتكون في مساحة ضيقة بعيد عن أعين الناس".

وتابع "عبدالكريم"، في حديثه مع "الدستور"، أنه من الصعب للغاية أن يقوم كل مواطن لديه أضحية أو ذبيحة بذبحها في المجزر، لأن المجازر ليست موجودة في كل قرية بالمحافظة، حتي ان هناك مراكز ليس بها مدابح حكومية او خاصة، ولو حصل وذهب كل مواطن بأوضحيته للمدبح سيكون هناك زحام وضغط شديد للغاية علي العاملين والأطباء البيطرين بالمدابح هذه، ما يعني أن الذبح في اي مكان أمر طبيعي للغاية، لكن الجميع مطالب بالحفاظ علي البيئة، لذلك نقوم بوضع شكائر بلاستيكية في الشارع وندبح عليها، حتي لا نلوث الأرض، ثم نقوم بوضع هذه الشكائر في أكياس بلاستيكية مخصصة للزبالة.

وأردف "عبدالكريم"، أن مجلس المدينة قام بتغريمي 350 جنيه قبل ذلك ودفعتهم علشان مش يعمل محضر والموضوع يكبر ويبقي فيها سجن، لابد من وجود مدبح في كل قرية وكل مركز أو مدينة، لأن الموسم كبير، والخير فيه بيكون واسع لمدة 3 أيام بندبح للآهالي منل كل مكان.

قبيل عيد الأضحى أكدت محافظات مصر أنه سيتم توقيع عقوبة كبيرة على المخالفين الذين يقومون بذبح أضاحيهم في الشوارع، وقام المحافظين بمتابعة المجازر الموجودة في المحافظة والوقوف على استعدادتها للعيد، بجانب عمل حملات مكثفة لتشديد الرقابة على الذبائح والكشف الجيد عليها ظاهريًا وداخليًا، والتوجيه بضرورة رفع مخلفات الذبح أولا بأول حتى لا تسبب انسدادًا في شبكات الصرف الصحي مع غسيل العنابر بالمطهرات وحسن معاملة المواطنين.

وصلت الغرامات التي تم تحديدها في عدد من المحافظات إلى ١٠ ألاف جنيه لمن يذبح الأضاحي في الشوارع أو يلقي مخلفات الذبح بها، بالإضافة إلى تحرير محاضر بيئة للمخالفين للقرار، وذلك للحفاظ على النظافة العامة في الشوارع، والحفاظ على البنية التحتية لها، بالإضافة إلى الحفاظ على البيئة من التلوث.

"أغلب مخالفات الدبيح بتكون في القاهرة والمدن الكبيرة".. بهذه الجملة بدء المعلم سيد موسى حديثه لـ "الدستور" قائلًا: المخالفات لا تأتي إلا في المدن مثل الأسكندرية والقاهرة وغيرهم، وسط إجازة الموظفين وضعف الرقابة، لكن موضوع الدبيح وتلوث البيئة بسبب الذبح في عيد الأضحي وهو موسم كبير، له أبعاد كثيرة ومختلفة أولها أن الموضوع يتوقف على شخصية الجزار أولًا ونظافته، مشيرًا إلى أنّ "الجزار لو نظيف هيدبح في أي مكان دون أن يلوث المنطقة أو المكان المحيط به، فأنا مثلا بدبح في البيوت للأهالي بالتالي البيئة لا تتلوث بالدماء أو الذبح وأحيانا بدبح في الشارع بمناطق المدن الكبيرة في الأسكندرية، وأحيانًا في القاهرة لكن قليل".

وأشار "موسي"، في حديثه إلى أن بعض الجزارين لا ينظرون إلا للفلوس ولا يهمه سواء الذبح والذهاب إلي بيت آخر للذبح "ويقولك دا موسم ورزق واسع"، لكن هي مسئولية مجتمعية علي الجميع، ولابد من مراعات كل شئ ناحية المجتمع والبيئة من قبل المواطن أولا والجزار ثانيًا والمسئولين ثالثًا، وفيه جزار معايا في المحل اخد غرامة لأنه ذبح في المحل ورمي مخالفات الذبيح خارج المحل وعلي جانب الطريق، وكانت غرامة كبيرة.

وصلت الغرامة في محافظة البحر الأحمر إلى 50 ألف جنيه لمن يقوم بذبح الأضحية أمام المنازل بشوارع الغردقة طبقا لقانون وزارة البيئة، على أن يتم الذبح بمجازر المحافظة، -حسبما أكد المحافظ- مشيرًا إلى أن المجازر مهيأة تمامًا لذبح أي أعداد من الأضحية طوال أيام العيد.

"موسم الجزارين وكثرة الدماء في الشارع مسئولية علي الجميع".. بهذه الجملة بدء المعلم حسين السيد، الشهير بـ "بوحا الوراق"، حديثه لـ "الدستور" قائلًا: هذا موسم كبير للجزارين كل عام والذبح بيبدأ من قبلها بأسبوع، والجزارين بيدبحوا في الشارع وهذا الطبيعي جدا، والبعض يذهب للمجازر سواء الحكومية أو الخاصة بهدف أن يتم ختم الذبيحة وهذا يعطي للمواطن ثقة أكثر في اللحم.

وتابع "السيد"، أن الذبح في الشوارع يلوث الأرض والبيئة من حولنا، لكن ليس لنا مكان آخر للذبح، والمذابح بها الكثير من الجزارين والمواطنين، وتكون شديدة الزحام، ومن الصعب أن يذهب كل مواطن إلي المجزر بنفسه، والكثير من الآهالي يذبحون في البيوت لأنها أضحية لله بعيدا عن أعين الناس، والأهالي ويجهزون كل شئ بالمنزل ثم يقسمونها، ويتم التوزيع في سرية.

وقال "السيد"، تم تغريمي قبل ذلك من قبل شرطة التموين، وكان المحل هيتقفل، ومن وقتها أقوم بالذبح في المحل وهو مغلق أو في المدبح، وفي الأعياد أقوم بالذبح للمواطنين في منازلهم بعيد عن أعين الناس وهذا لا يضر البيئة في شئ.