رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العيد مش فرحة.. حكايات فتيات حُرِّمَت من العيد بسبب التحرش

جريدة الدستور

أول أيام عيد الأضحى المبارك من العام الماضي، "ميار زيادة" 25 عامًا، صيدلانية بأحد مستشفيات وزارة الصحة، قررت الخروج للتنزه والتمتع بالإجازة برفقة زملائها، وارتاد الجميع مركب نيلي أسفل كوبري عباس وسط القاهرة.

تذكر " ميار" انها انتقلت مع رفيقاتها إلى منطقة وسط البلد؛ لتناول الغذاء ثم دخول السينما عقب ذلك، وأثناء حجزهن لحفلة السادسة مساءً، تعرضت الفتاه لمضايقات وهي تقف في طابور طويل يخص شباك التذاكر، إلا أنها أرجعتها للزحام.

عقب خروجها من الطابور، مرت دقائق من الرعب لا تستطع الفتاه نسيانها، حيث فوجئت بإلتفاف عدد كبير من الصبية لا يتجاوز أعمارهم خمسة عشر عامًا، وفرضوا ما يشبه الحصار عليها هي وزملائها، وقاموا بالتحرش بها ولمس أجزاء من جسدها، وألفاظ بذيئة.

منذ ذلك اليوم، لم تكرر الفتاه تجربة الخروج في أجازة العيد الرسمية، تخوفًا من التحرش، فهي ليست الوحيدة التي أقدمت على ذلك القرار، ولكن هناك فتيات كثيرات قررن المكوث في المنزل خلال أيام العيد، تجنبًا للتحرش رصدت "الدستور" حكايتهم.

"وقعن كفريسة داخل مصيدة" تقولها ميار، مضيفة أن الأولاد من حولهن كونوا سياج، مارسوا فيه كل أنواع المضايقات، من لمس الأجساد والألفاظ الجنسية المبتذلة، كانت الفتيات تصرخن بس هيسيتري للاستغاثة بأحد ينجدهن.

استمر الحال لنحو ربع ساعة، وفِي النهاية خطف حقيبة زميلتها وهرب بها بعيدًا، ليتبعه الآخرون؛ ونتيجة ما مررن به قررت "ميار" ألا تكرر تجربة الخروج حتى مع أخيها في أيّام العيد وتكتفي بمعايدة أقاربها وأصدقائها.

ظاهرة التحرش الجنسي في مصر ليس حصرية على أيّام العيد، وخاصة في القاهرة التي وصفت بالمدينة الاقل آمنًا على السيدات نتيجة ما يتعرضن له من مضايقات، لكن في الأعياد تزداد خطورتها بسبب الزحام الشديد.

لذا تكثف الداخلية والحركات المناهضة للتحرش جهودها ؛لمواجهة تلك الظاهرة بقوة لاسيما في مناطق التجمعات الكبيرة، وأبان الاحتفال بأي مناسبة تقوم الشرطة النسائية بالانتشار في المناطق المكتظة لمساعدة الفتيات في حال حدوث اَي مشكلة.

رغم التزام "أماني" 26 عامًا، بكل التعليمات التي تعلن عنها وزارة الداخلية كل عام، إلا أنها لاقت نفس مصير "ميار"، حيث خرجت الفتاة في أحد أيام العيد، برفقة خطيبه، ووقع اختيارهم على حديقة الأزهر، لطبيعتها الخلابة.
تصف "أماني" ما حدث معها بأنه تسبب لها في عقدة نفسية، تحول بينهم وبين الخروج في اَي منطقة خلال العيد، تقول أن خطيبها تركها لشراء ورد من الحديقة، فاستغلت هي الفرصة للتجول، إلا إنها فوجئت بتعقب شابان لها، وحينما حاول الإفلات منهم وزيادة سرعتها قاما بالجري خلفها.

لحقا بها وقام إحداهم بالتحرش بها حتى سقطت أرضًا وظلت تصرخ إلا أن ساعدها رجلًا كان يمر بالصدفة، تؤكد أن الأمر لم ينته عند هذه اللحظة، فحين وصل خطيبها قام بالاشتباك معه وانهال بالضرب عليه، وأصيب في تلك المشاجرة، لذا نوت الفتاة هذا العام عدم تكرار التجربة.