رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد افتتاح مجمع الأسمدة الفوسفاتية.. "الدستور" تحاور المهندسين في المجمع

جريدة الدستور


مجموعة من الشباب حملوا على عاتقهم مشقة وعناء العمل، تغلبوا على المصاعب، جعلوا وراءهم عامل الزمن، حرصهم على تنفيذ المشروع على أكمل وجه، جعل منهم أبطال يعملون من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي وعلو مكانة خام الفوسفات المصري، ساهموا في إنجاز مشروع مجمع انتاج الأسمدة الفوسفاتية والمركبة بالعين السخنة، وهو الأضخم على مستوى الشرق الأوسط وإفريقيا، ويضم ٩ مصانع لإنتاج الاسمدة، لذلك تحاور "الدستور" المهندسين الزراعيين بمجمع الاسمدة الفوسفاتية في العين السخنة، والفلاحين المصريين.

"لا يمكن لأحد أن يتخيله إلا من وطأت قدمه أرض هذا المشروع"، بهذه الجملة بدأ المهندس عبد الرحمن أحمد 29 سنة، حاصل على بكالوريوس زراعة قسم أراضي جامعة الازهر، ويقول: "أنا حاليا مهندس بمجمع الأسمدة الفوسفاتية في العين السخنة، والمشروع هنا ضخم وكبير لا يمكن لأحد أن يتخيله إلا من وطأت قدمه أرض هذا المشروع الأكبر في إفريقيا، وانا أعمل في شركة النصر للكيماويات، ونقوم في القسم الذي أعمل به بأخذ عينات من المواد الخام الناتجة من المصنع وتحليها ومطابقتها بالمواصفات الفنية العالمية، ولدينا مجموعة كبيرة من المهندسين يعلمون بالمشروع هنا ونسبة كبيرة منهم شباب، كما يوجد عدد من الخبراء والمتخصصين وأساتذة الجامعات المصرية وهناك خبراء أجانب ايضًا للاستفادة ونقل الخبرات".

وتابع "أحمد"، في تصريحات خاصة لـ "الدستور"، أن اهم ما يميز المشروع العملاق الموقع والفكرة، فالموقع سهل الكثير في سرعة بناء وسيعمل على سرعة وسهولة التصدير بأقل الإمكانيات لوجود ميناء بحري وبري كبيرين، والمشروع سيقضي تماما علي أزمات الساد وسيعمل علي الاستفادة من الإمكانيات البشرية والموارد الخام التي كان يتم تصديرها بسعر أقل ونعاود استيرادها مرة أخري، ونستطيع أن نقول بأن هذا المشروع خطوة كبيرة في منظومة إصلاح الملف الزراعي والاهتمام بحقوق الفلاح وحقوق الأجيال القادمة وتنمية مستدامة كبيرة ليست زراعية فقط بل صناعية ايضًا.

"أزمات السماد كانت كتيير جدا ونتمني يكون المشروع دا قضي عليها نهائيا".. بهذه الجملة بدء مصطفى محمد أحد فلاحي قرية المنيرة، بالقليوبية، حديثه للدستور متابعًا: "المشروع كبير جدا وعملاق كما رأيته على شاشة التلفاز أثناء افتتاح الرئيس له، وتتمنى أن يكون نواة الأختام بملف الزراعة وأن بلدنا تعتمد على نفسها في المأكل والمشرب، حتى لا يتم العدو بنا زي من أمننا، والقرار سيكون من مصر للعالم إذا زرعوا بأنفسنا وقللنا الاستيراد".

من جانبه أكد النائب رائف تمراز، وكيل لجنة الزراعة والري بمجلس النواب، أنه سيوفر أسمدة داخل مصر لأننا نقوم بتصديرها كمواد خام ونعيد استيرادها من جديد بتكلفة عالية، ولا نأخذ إلا 55% من المنتج المحلي لمصر، وكانت تحدث أزمات بين الفلاحين وأصحاب المصانع الخاصة بالأسمدة لنهم يقوموا بتصدير النسبة الأكبر، ووجود مجمع الأسمدة بالعين السخنة سيعمل على توفير السماد، وفرص العمل، وتصدير منتجات للخارج بدلا من المواد الخام، وهذا يعني مكسب أكثر بالعملة الصعبة.

وتابع وكيل لجنة الزراعة والري بمجلس النواب، في تصريحات خاصة لـ "الدستور"، أن افتتاح مشروع كبير بهذا الحجم، رسالة قوية للعالم أجمع بأن مصر على طريق التنمية الزراعية الصحيح والخريطة الاقتصادية واضحة ومصر من دول النمور القادمة بقوة، ورسالة أيضًا للأجانب والعرب بأن مصر تفتح أعينها على الاستثمار بكافة أشكاله، وان مصر بلد أمن وامان، وليدنا سياحة مستقرة وآمنة ايضًا ومصانع يتم إنشائها، و"إيد بتبني وإيد بتعمر"، وكل هذا رسائل للدول الخارجية ولا تنظروا للضربات الإرهابية المفاجأة التي تأتي من مجموعة من الحاقدين.

وأردف "تمراز"، "الدولة كانت في السبعينات تعلم عدوها بكل وضوح، ولم تخف من شيء اطلاقًا، لكن اليوم الخونة أعداء هذا الوطن من الداخل، لكن الإرهاب سيندحر ولا نقف ابدا ولا نخاف من الإرهاب، فمصر كل يوم فيها مشروع جديد، رغم ضربات الإرهاب الأسود وهذا يدل أن القيادة السياسية تعمل في كافة الملفات الأمنية والسياسية والاقتصادية، ولن تتعطل التنمية في مصر، ومستمرون في بناء المدن الجديدة بكل عزم وإصرار".

"فتح مصدر رزق للكثير وقضي على أزمات الفلاح"، بهذه الجملة بدء الحاج حسين أبو صدام حديثه لـ "الدستور"، قائلا إن مشروع إنشاء مجمع الأسمدة الفوسفاتية بالعين السخنة فتح مصادر رزق للعديد من المواطنين المصريين خاصة الشباب، كما ساهم المشروع في القضاء على أزمات نقص الأسمدة الحاد في بعض المحافظات، خاصة مع ارتفاع أسعار بعض أنواع الأسمدة نتيجة تصديرها للخارج، وهذا المشروع يعد مشروعًا قوميًا ويضاف إلى ملف الزراعة.

وأكد " أبو صدام"، في تصريحات خاصة لـ "الدستور"، أن المشروع بإنتاجه الهائل سيعمل على خفض الأسعار او حتى ثباتها بالأسواق، كما أن المشروع به جوانب وميزات كثيرة، من توفير فرص علم عديدة للشباب وتصدير منتج مصري عالي الجودة وتوفير عملة صعبة، وافتتاح هذه المشروع الضخم في هذا التوقيت تحديدا، عيد للفلاح المصري قبل عيد الأضحى، ومشاكل الفلاح مع الأسمدة سابقًا كانت متمثلة في التوزيع من قبل الجمعيات الزراعية المدعمة لأنها كميات قليلة لا تكفي احتياجات الفلاح، فيلجأ المواطن للشراء من السوق السوداء بأضعاف الثمن وافتتاح المشروع سيقضي علي كل هذا وأكثر.

وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي قد افتتح في نهاية الأسبوع الأول من أغسطس 2019، مشروع إنشاء مجمع الأسمدة الفوسفاتية المركبة في العين السخنة، وهو الأضخم على مستوى الشرق الأوسط وإفريقيا، ويضم 9 مصانع لإنتاج الأسمدة بطاقة إنتاجية نحو مليون طن سنويا بتكلفة 12 مليار جنيه، ويوفر 1500 فرصة عمل، ويهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي لمصر، ويقع المشروع على مساحة 400 فدان ليكون صرحا صناعيا عملاقا كما، كما أن المجمع تم الانتهاء منه في وقتٍ قياسيٍ، وطبقًا لأعلى معدلات الجودة في العالم.