رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الدستور" تكشف حقيقة إدمان مشروبات الطاقة وتدميرها لخلايا الجسد

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

بهدف زيادة الطاقة والنشاط البدني والعقلي للجسم يستهلك كثير من الطلاب والرياضيين مشروبات الطاقة، وهناك نمو واضح في مبيعاتها بالأسواق العالمية، هذه المنتجات التي يسوق لها على أنها ترفع مستويات النشاط الذهني والجسدي، فقد ظهرت أول علامة تجارية منها عام 1977م في أمريكا وازدهرت صناعتها وزاد انتشارها حتى وصلت إلى أكثر من 500 علامة تجارية متنوعة في عام 2006م.

وكشفت دراسة جديدة نُشرت في مجلة "فرانتيرز" المتخصصة في الصحة العامة، أن المخاطر الصحية الجسيمة للكافيين في مشروبات الطاقة، يفوق بكثير الفوائد قصيرة الأجل والمحتوى الغذائي، ووجد الباحثون أن هناك سلوك تنافسي خطير بين الشباب نتيجة تناولهم هذه المشروبات، وأنها تدمر الكلى وتؤثر على صحتهم العقلية، وارتفاع ضغط الدم، والسمنة.

"الدستور" تحاور ضحايا مشروبات الطاقة

"بطلت التدخين ومقدرتش أبعد عن مشروبات الطاقة إلا بعد 6 شهور متابعة مع طبيب" بهذه الجملة بدأ حسين علي من شباب القليوبية، حديثه لـ "الدستور"، حول قصة إدمانه مشروبات الطاقة والسجائر ويقول، بدأ مشواري الجامعي بشرب السجائر والتدخين ووصلت لمرحلة صعبة، بدأت أفوق لوحدي متأخر شوية واكتشفت إن مدمن سجائر وانا لسه شباب، وكانت المصيبة إن أدمنت مشروبات الطاقة، وعرفت إن بها نسبة كافيين عالية جدا تؤثر علي الدم والمعدة والقلب وأجهزة الجسم كلها تقريبًا، أي مكان كنت بأقعد فيه أشرب مشروب شهير للطاقة بدلا من الحاجة الساقهة او الشاي، واتعودت علي كدا.

وأردف "علي"، فجأة لاقيت نفسي وزني بيزيد جدا، والرئة عندي بها مشاكل وكحة جافة ومشاكل صحية أخري قولت هبطل تدخين هو السبب، بعداه مشاكل كتيير موجودة وبتزيد، اكتشفت إن مشروب الطاقة اللى اعتدت تناول بكثرة يوميًا هو السبب الرئيسي في المشاكل دي، توقفت فورا عنه تناوله وشعرت بارتياح كبير في النوم وقلة عصبيتي، رجعت إنسان طبيعي.

اما محمد مصطفي، متخصص في اللياقة البدنية، وصاحب مركز تأهيل رياضي يقول، في البداية كنت بأشرب مشروبات الطاقة بكثرة وبأنصح بها الشباب المتدرب بالمركز، ولم أعلم عن أضرارها حتى بدأت أشعر بصداع مزمن، وكنت أعتقد في البداية أن هذا مجرد إرهاق عمل أو قلة نوم، ذهبت إلي دكتور باطنة في الأول طلب مني تحليل، وسألني عن وظيفتي، وسألني ايضًا هل تتناول البيرة أو تدخن بكثرة أو تتناول كحوليات؟ تفجأت من السؤال وأجبته فورا " انا لا أشرب إلا مشروب طاقة معين"، فحدثني الطبيب عن أضرار مشروبات الطاقة، وانا اسمع منه عن عدم اقتناع في الحقيقة، ونصحني بالإبتعاد عن هذه المشروبات.

وتابع "مصطفى"، كشفت عند طبيب آخر لمعرفة أسباب الصداع والقيء الذي ما زال موجودا، فنصحني الدكتور بالابتعاد عن مشروبات الطاقة وذكر لي العديد من الأضرار التي بدأت أشعر بها بكثرة، وقال لي علاجك في تركك هذه المشروبات وأنصحك بالعسل والمكسرات وكثيرة الخضروات والفاكهة الطازجة يوميًا، والحمد لله، تركت هذه المشروبات التي سرقت مني الكثير من الأموال والجهد.


طبيب قلب: مشروبات الطاقة تغلق شرايين القلب وتسبب ضغط عصبي للإنسان
قال الدكتور محمد الفقي، رئيس قسم جراحة القلب بجامعة عين شمس، بها نسبة كافيين وبها مجموعة من الأحماض الأمينية ولها أضرار جانبية كبيرة، ولا أفهم لماذا يتم إنتاجها؟، وهناك تحذيرات مستمرة من استخدام مشروبات الطاقة للأطفال والمراهقين خصوصًا وحتى الكبار، هذه التحذيرات وفقًا لدراسات متخصصة من قبل منظمة الصحة العالمية والأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، ونسبة السكريات الموجودة بهذه المشروبات وغيرها تؤثر علي وظائف عديدة في جسم الإنسان محدثة ضررا كتسوس الاسنان وإغلاق شرايين القلب بسبب نسبة مواد الكافيين والتورين الموجودة بهذه المشروبات، كما أن نسبة الكافين المرتفعة تسبب ضغط عصبي للإنسان.

وتابع رئيس قسم جراحة القلب بجامعة عين شمس، في تصريحات خاصة لـ "الدستور"، أن تواجد هذه المشروبات في الأسواق بهدف تجاري ليس إلا، وليس لها علاقة بصحة الإنسان طبعًا، وأنصح الشباب بالابتعاد عن مشروبات الطاقة واستبدالها بالمشروبات والعصائر الطبيعية، ومشروبات الصودا ايضًا المنتشرة في كل مكان سيئة للغاية ونسبة السكريات بها عالية وتسبب أضررا صحيًا، والرياضة أفضل بديل لكل العادات الغذائية الخاطئة وتنمي عقل وجسم الإنسان بصورة صحيحة.

استشاري تغذية علاجية: تؤثر على الدورة الدموية وتجعل الإنسان عصبي لا ينام جيدا
من جانبها أكدت الدكتورة جيهان رابح، استشاري باطنة وتغذية علاجية، أن مشروبات الطاقة ضارة مما لا شك فيه وتعمل علي زيادة ضربات القلب وترفع الضغط والتوتر لدي الإنسان الطبيعي وتجعله لا ينام بشكل جيد خاصة لدي الشباب لكثرة تناولهم لها، واحتواء مشروبات الطاقة على نسبة عالية من الكافيين يؤثر على الدورة الدموية بصفة عامة، وتجعل الإنسان عصبي في أبسط المواقف، واحتوائها ايضًا على السكر المحلي المضر كثيرا لصحة الإنسان.

ونصحت الدكتورة جيهان رابح، في تصريحات خاصة لـ "الدستور"، الشباب والرياضيين بتناول مشروبات طازجة بها عسل، وتناول الفاكهة والخضراوات الطازجة والمكسرات وكل هذا به طاقة ويعتبر بديل مناسب وغير مضر أو مكلف مقارنة بمشروبات الطاقة، كام أن تنازل الشاي والقهوة بكميات لا تزيد عن 2 كوب يوميًا وبدائل للمواد الضارة المرتفعة في هذه المشروبات، وعلى الشباب البعد عن الحلول السريعة والاهتمام بالتغذية الصحيحة المناسبة وتعويض الجسم بما يحتاجه من العناصر الغذائية المناسبة والموجودة بكثرة في الخضراوات والفاكهة والطعام الصحي.


مبيعات مرتفعة وتحذيرات عالمية ومخاطر جسيمة لمشروبات الطاقة
يذكر أن هناك حالة من النمو الإجمالي لمبيعات مشروبات الطاقة ومبيعات الطاقة في الولايات المتحدة بنسبة 29.8 ٪ في الفترة من 2013 إلى 2018، ليصل إلى ما يقدر بنحو 13.5 مليار دولار في المبيعات في العام الماضي، وفقا لشركة الأبحاث العالمية "Mintel" حيث أكدت الشركة أن مشروبات الطاقة، التي تمثل 92٪ من سوق الطاقة، مسؤولة بالكامل عن هذا النمو.

كما لا تسمح العديد من محلات السوبر ماركت في إنجلترا وبقية المملكة المتحدة للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا بشراء مشروبات الطاقة، والأمر كذلك في اسكتلندا حيث تمنع الدولة لمراكز الرياضية ببيع مشروبات الطاقة للأطفال دون سن 16 عامًا، لاحتواها على مادة الكافيين هو ما يعرف باسم "المنبه"، مما يعني أنه يؤثر على جسمك لتجعلك تشعر بمزيد من اليقظة، والتي يمكن العثور عليها بصورة طبيعية وغير ضارة مع شرط عدم الإفراط في القهوة والشاي والطعام مثل الشوكولاتة وفقًا لـ CNN.

كما نشرت منظمة الصحة العالمية بحثًا يشير إلى أن المشروبات يمكن أن تسبب الصداع ومشاكل النوم والتهيج والإرهاق، كما أن مشروبات الطاقة مصممة لتمنحك رشقات نارية قصيرة من الطاقة، وتحتوي على مستويات عالية من السكر وما يسمى الكافيين.

وذكرت مؤسسة مشروبات الطاقة في أوروبا، التي تمثل مصنعي المشروبات، إن علبة مشروب الطاقة التي تحتوي على 250 مل تحتوي على نفس مقدار الكافيين الذي يحتوي عليه فنجان القهوة والكثير من السكر الموجود في العصائر والمشروبات الغازية، كما وجدت دراسة نشرت مؤخرًا في مجلة جمعية القلب الأمريكية أن مشروبات الطاقة التي تحتوي على الكافيين، غيرّت من النشاط الكهربائي للقلب، وزادت من ضغط الدم، ووفقًا لمؤلف الدراسة ساشين شاه، أستاذ الصيدلة في كلية الصيدلة والعلوم الصحية في جامعة المحيط الهادئ، فإن مدى هذه التغييرات الكهربائية يُعتبر خفيفًا بشكل عام، ومع ذلك، فالأشخاص الذين يتناولون أدوية معينة أو يعانون من نوع محدد من أمراض القلب، يمكن أن يكونوا أكثر عرضة لخطر عدم انتظام ضربات القلب عند استهلاكها.