رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الحقيقة والسراب».. كيف ردّ المصريون على شائعات الإخوان حول «حادث الأورام»؟

جريدة الدستور

تركوا البلد تنزف وجعًا، والنيران تأكل سطح مبني احتضن آلام مئات المرضي الذي رفضوا الرضوخ للموت ومحاربته، تناسوا واجبهم الإنساني في محاولة مساعدة المرضى الذين تم إخلائهم من داخل مبني المعهد القومي للأورام الذي احترقت واجهته بالكامل، وتصدعت أقسامه لاداخلية بعد انفجار سيارة مفخخة أمامه أدت إلى استشهاد 19 شخصًا وإصابة العشرات، وجلسوا خلف أجهزتهم الإلكترونية يبثون الشائعات، وينفخون في النيران لتشتعل.

"الدستور" في السطور التالية عرضت جزء من الأكاذيب التي أطلقتها الجماعة الإرهابية عبر إعلامها لإثارة الرأي العام، مستغلة الحادث الإرهابي الذي استهدف معهد الأورام، وكيف رد المصريون على هذه الشائعات؟

أحمد منصور، الإعلامي الإخواني، على الرغم من تداول العالم كله مسئولية حركة حسم التابعة للجماعة الإرهابية عن الحادث، إلا أنه اختلق قصة جديدة هزلية عن قيام قوات حفتر في ليبيا بضرب المدنيين هناك في حفل زفاف وبعد انقلاب الرأي العام عليهم خططوا لتفجير معهد ناصر لإبعاد الرأي العام عن قضية ليبيا.

وأعلنت وزارة الداخلية في بيان لها بعد الحادث بعدة ساعات، أن التحريات المبدئية في حادث الانفجار الذي وقع أمام معهد الأورام بالقاهرة، توصلت إلى أن السيارة المتسببة في الحادث كان بها كمية من المتفجرات، وكان يتم نقلها لأحد الأماكن وبها متفجرات، تمهيدًا لتنفيذ عمليات إرهابية، مشيرة إلى أن التحريات تشير إلى تورط حركة "حسم" في العملية الإرهابية.

وروجت العناصر التابعة للجماعة صورة لطفل يسير شبه عاري ويلف جسمه الدعامات الطبية، وادعوا أنها لأحد أطفال المعهد القومي للأورام خرج من الإنعاش سيرًا على قدمية بعدما لم يجد أحد يعاونه في الخروج من المعهد بعد التصدعات التي حدثت له نتيجة الانفجار، والحقيقة أن الصورة كانت لشاب سوري التقطت له في فبراير عام 2018، وتداولتها المواقع السورية معلقين "طفل من الغوطة يحمل عوضَا أو كنبة.. جراحاته وأنابيب تخرج من جسده.. لا معين له إلًا الله.. اللهم ارحم ضعفهم واجبر كسرهم وانصرهم على من عاداهم ونكل بهم".

وترك الإخوان الحادث وضحاياه الأبرياء ليصطادوا في المياه العكرة، ويطلقوا سيًلا من الشائعات التي ليس لها أي هدف سوى تحريض الرأي العام، وادعى البعض أن الحادث الإرهابي الذي وقع أمام المعهد المقصود به تفريغ كورنيش النيل من المباني المحيطة به ليتم إعادة بيعه إلى مستثمرين.

وقال الممثل الإخواني هشام عبد الله من خلال إحدى قنوات الجماعة الإرهابية في قطر، إن الحادث الإرهابي الذي تم أمام معهد الأورام، الهدف منه هو إجبار مصر على الموافقة على صفقة القرن، وتحاول الدولة إلصاق التهمة بجماعة حسم الإخوانية، فيما زعم الإعلامي الإخواني حمزة زوبع، أن التفجير نفذته الدولة بهدف نقل مكان معهد الأورام من مكانه لأنه يزعج الدولة، وأن الدولة تريد تفريغ هذه المنطقة لإنشاء فنادق لرجال الأعمال.

وبعد ساعات قليلة من الانفجار روّج جماعة الإخوان أن الانفجار وقع داخل المستشفي وزوروا شهادات قالوا إنها لأطباء من داخل المعهد، رغم أن الحقيقة أظهرت أن الانفجار وقع في الخارج من سيارة مفخخة، وتأثر الهيكل الخارجي للمبنى فيما لم تقع سوى تصدعات بسيطة من واقع الانفجار داخل المعهد.

محاولين إثارة البلبلة طوال الوقت، روّج الإخوان عبر صفحات السوشيال ميديا، أن المعهد القومي للأورام أغلق أبوابه أمام المرضى الذي لم يجدوا مستشفى آخر لإيوائهم رغم وضعهم الصحي الحرج، ولكن الحقيقة أن العيادات الخارجية في المعهد مازالت تعمل بكامل قوتها ويذهب المرضى إلى المستشفى حتى الآن لتلقي العلاج والحصول على جلساتهم الكيماوية، بالإضافة إلى حجز المرضي الذين كانوا في المعهد في 3 مستشفيات حكومية أخري لتلقي الرعاية الطبية حتى يصبح المعهد جاهزًا لحجز المرضي مرة أخرى.