أثري يكشف أسرار التوابيت الذهبية للملك توت عنخ آمون
كشف الدكتور نور محمد بدر أخصائي ترميم الآثار الخشبية الملونة والمذهبة ومعقدة التركيب بالمتحف المصري الكبير، أسرار توابيت الملك توت عنخ آمون، أحد أشهر ملوك الأسرة الـ18 "عصر الدولة الحديثة"، والتي سيتم عرضها لأول مرة مجتمعة مع بعضها داخل المتحف الكبير عند افتتاحه، موضحا أن التوابيت الذهبية المتخذة الشكل الآدمي للملك توت تعد أحد أهم وأجمل مقتنيات مقبرته.
وقال بدر- في تصريح له اليوم الأحد - إن "شهرة الفرعون الذهبية التى حصل عليها لم تتعلق بإنجازات حققها أو حروب انتصر فيها كما هو الحال مع الكثير من الملوك المصريين.. لكن لأسباب أخرى من أبرزها اكتشاف مقبرته في وادي الملوك عام 1922 والتي تقع تحت رقم (KV62) والمحتوية على كنوزه الذهبية بالكامل دون أية سرقة.
وأضاف أن المقبرة - التي اكتشفها عالم الآثار هوارد كارتر- تتكون من غرفة رئيسية محتوية على 4 مقاصير خشبية مذهبة وبداخلها النعش الحجري وتابوتين من الخشب المذهب وآخر من الذهب الخالص، بداخله مومياء الملك مرتدية القناع الذهبي الشهير للملك توت عنخ أمون، ويسمي هذا الأسلوب بـ"التداخل"، إلى جانب 3 غرف ملحقة بها باقي الأثاث الجنائزي للملك توت عنخ أمون.
وأوضح "بدر" أن الـ3 توابيت الخاصة بالملك توت عنخ آمون تتميز عن غيرها باستخدام طبقات من الذهب الخالص في تذهيبها، حيث تم استخدام أوراق من الذهب في تذهيب البدن وغطاء التابوت، ورقائق ذات سمك أكبر من الذهب لتذهيب الوجه ليعطي مظهرا براقا مماثلا للقناع الذهبي للملك.
وبالنسبة للتابوت الأول الخارجي والذي تم نقله من مقبرة الملك في الأقصر مطلع شهر يوليو الماضي للمتحف الكبير للبدء في ترميمه لأول مرة منذ 97 عاما، أوضح الدكتور نور بدر أنه يتكون من الخشب في الوضعية الأوزيرية ومغطى بطبقة من الجص المذهب والمزخرف بالزخرفة الريشية والمطعم بالأحجار الكريمة والزجاج الملون والقيشاني الأزرق وأبعادة (أقصي طول 223.5 سم، أقصى عرض 83.8 سم، أقصى إرتفاع 108.5سم)، لافتا إلى أن التابوت يعد من النوع الريشي نظرا لما يحمله غطاؤها من زخارف على شكل ريش طائر بالحجم الكبير.
أما عن التابوت الثاني الذي كان موجودا داخل "التابوت الخارجي" والمعروض حاليا بالمتحف المصري بالتحرير، قال "بدر" إنه يشبه التابوت الأول فهو من الخشب المغطي بطبقة من الجص المذهب والمطعم بالأحجار الكريمة والزجاج الملون والقيشاني الأزرق، ولكنه يختلف عن التابوت الأول في أسلوب الزخرفة وكذلك المعبودات المرسومة عليه.
وأضاف أن هذا التابوت كان داخل التابوت الأول ومغطي بطبقه من النسيج والراتنج الأسود وأكاليل النبابات وأبعاده (أقصى طول 204.0سم، أقصى عرض 68.0 سم، أقصى إرتفاع 78.5سم).
ولفت إلى أن التابوت الثالث الذى كان موجودا داخل (التابوت الثاني) والمعروض أيضا فى المتحف المصري بالتحرير،مصنوع من الذهب الخالص والذي يبلغ سمكه حوالي 2 الي 3 ملم ومطعم بالأحجار الكريمة، موضحا أن هذا التابوت احتوى علي مومياء الملك توت عنخ آمون مرتدية القناع الذهبي للملك، وكافة الحلي الذهبية، وأبعاده تبلغ (أقصى طول 187.5 سم، أقصى عرض 51.3 سم، أقصى إرتفاع 51سم).
ونوه الدكتور نور بدر إلى أنه سيتم نقل التابوتين الثاني والثالث للملك توت عنخ آمون وقناعه الذهبي من المتحف المصري بالتحرير قبيل افتتاح المتحف الكبير وبذلك سيتم لاول مرة عرض كنوز الملك مجتمعة داخل المتحف الكبير، حيث تم تخصيص قاعة تبلغ مساحتها نحو 7500 متر مربع لعرضها بالمنتحف الذي يعد من أهم متاحف العالم.