رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بطل من الشرطة.. نموذج مُشرف للشجاعة والإقدام


ما زال بيننا مَنْ لديهم طباع وقيم عرف بها المصريون، لكنها أصبحت نادرة الوجود فى زمننا، بل أرى أنها تكاد تندثر إلا بين خير أجناد الأرض من ضباطنا وجنودنا الذين يقدمون النفيس والغالى ويضحون بحياتهم لحماية أرض مصر وأهل مصر.. هذه القيم التى أقصدها هى قيم نبيلة وغالية تتطلب إيثار الذات ومواجهة الخطر وركوب الصعب والعطاء من أجل الآخرين حتى فى ظل أكبر الصعاب والتحديات والأخطار.

كثيرًا ما كتبت عن أبطال من الجيش المصرى وخصصت لهم عدة مقالات بقلمى، لأننا نعيش فى أمان فى بلدنا بفضل بطولاتهم وحمايتهم للأرض ولأهل مصر.. وأنا لا تزال تستوقفنى قصص البطولة والشجاعة والشهامة، لأنها عملة نادرة، ولأنها تعنى أن بيننا من تستحق قصصهم أن تروى لأنهم قدوة لغيرهم، ولأنهم فى حد ذاتهم لا بد أن ينالوا التكريم المستحق من الدولة والمجتمع المدنى ومن الكتاب مثلى ومن الإعلام.

أما تفاصيل قصة البطولة، التى أتوقف عندها اليوم، فهى تستحق أن تُروى وأن نعرف اسم صاحبها، رغم أننى قليلًا ما أذكر اسم ضباط الشرطة رغم تقديرى لهم، كما أننى أيضًا بصفة عامة أحترم وأُثمّن دورهم فى حمايتنا بداخل حدود الوطن.. إنها قصة بطل آخر يضاف إلى سجل البطولات المصرية فى بلدنا، اسمه العميد صفوت الخشت وهو مأمور قسم أول أسيوط.. والذى أطالب وأرجو من وزير الداخلية أن يقوم بتكريمه نظرًا لما قام به من بطولة وإقدام وشجاعة نادرة.. فلقد أنقذ هذا المأمور الشجاع ٩٥ رضيعًا من الموت حرقًا.. إنه مصرى ابن بلد يتسم بالشجاعة والإقدام، حيث قال بكل بساطة المصرى الطيب.. وبعفوية عن الحادثة:

«ما قدرتش أمسك نفسى عن اقتحام النار والدخان طالع من الحضانة وأصوات الأطفال وهما بيصرخوا إلحقنى يا بابا إلحقينى يا ماما، حسّيت إن اللى جوه ده فى الحضانة ابنى محمد وفى النهاية دا واجبى الشرطى تجاه الوطن والشعب».

هذه بعض كلمات العميد حاتم صفوت الخشت الذى أنقذ مؤخرًا ٩٥ طفلًا من موت محقق بسبب حريق مروع نشب فى حضانة الشابات المسلمات بأسيوط، بينما الأطفال موجودون بداخلها.

بدأت الحادثة حينما تلقى بلاغًا بنشوب حريق ضخم فى حضانة الشابات المسلمات بدائرة القسم فتوجه على الفور وبسرعة فى سيارة البوكس، حيث كانت صرخات الأطفال الرضع تدوى فى أرجاء المكان.. أما هو فإنه حينما وجد الناس خائفين من إنقاذهم من وسط الحريق، حيث كان الأطفال موجودين يصرخون من ٣ طوابق من سن ٨ أشهر إلى ٤ سنوات.. فإنه لم يتردد فى اقتحام ألسنة النار لإنقاذهم، وقام بمساعدته ٣ من الشباب الذين يتصفون بالشجاعة والموجودين بالمكان.. وقام أولًا بنقل الأطفال الرضع بإخراجهم من الغرف.. ثم توجه بعدها بصحبة الشبان الثلاثة إلى باقى الأدوار، فوجد أبواب الغرف قد بدأت النيران تلتهمها، بينما ارتفعت أصوات صراخ الأطفال، وهنا تذكر ابنه محمد، كما وصف ذلك بنفسه فى روايته بعد إنقاذهم، ومع استغاثات الأطفال المتصاعدة لم يأبه بالخطر والنيران المشتعلة وألسنة اللهب واندفع بجسارة لإنقاذهم وإخراجهم من الغرف كلها.. وأصيب هو بحروق واختناق ثم أُغمى عليه بعد إنقاذ الأطفال جميعهم.. وتم نقله إلى المستشفى.. ويقول عن هذا: «لم أشعر بنفسى سوى وأنا فى المستشفى أتلقى العلاج».

هذه هى تفاصيل قصة إنقاذ الأطفال، الذين كادوا يختنقون ويموتون حرقًا لولا شجاعة بطل من قلب الشرطة المصرية.. لم يفكر كثيرًا ولم يتردد، بل اقتحم النيران والأبواب التى تلتهمها النيران وأنقذ كل الأطفال فى الطوابق الثلاثة من موت محقق، وساعده فى هذا الموقف الخطير ٣ من الشباب الذين يتحلون أيضًا بالشجاعة والجسارة عندما رأوه يُلقى بنفسه داخل ألسنة اللهب ليُنقذ أطفالًا لا حول لهم ولا قوة.

انتهت تفاصيل القصة التى تصلح فيلمًا سينمائيًا.. لكن يبقى لدىَّ سؤالان مُهمان: ما سبب الحريق الكبير؟ وأين المشرفون والمشرفات عن الحضانة؟ وأين المسئولون عنها وأين صاحب الحضانة؟ وأين معدات الأمان وطفايات الحريق؟ وكيف تَرَكُوا الحريق يكبر ليصعد إلى الطوابق العليا؟ وما هذا الاسم الغريب الذى يدعو للتحقيق حضانة الشابات المسلمات؟ أين هن هؤلاء الشابات المتخاذلات؟، لماذا لم تتحرك إحدى الشابات المسئولات لإنقاذ الأطفال، وإخراجهم قبل وصول البوليس وقبل تضخم الحريق؟، وقبل أن يصل إلى الطوابق العليا؟.

إنها قصة بطولة مأمور قسم أول أسيوط!! ولكنها أيضًا قصة إهمال كل مسئولى حضانة الشابات المسلمات بأسيوط.

إن حاتم صفوت الخشت يستحق تكريمًا لائقًا من وزير الداخلية، كما يستحقه أيضًا الشبان الثلاثة الذين ساعدوه حتى تصبح الشجاعة ميزة، وحتى يصبح الشجاع قدوة تكرم ويتم تقديرها من قبل الدولة، وحتى يتم تشجيع آخرين على التحلى بها وعدم التخاذل أو التباطؤ وقت الضرورة.

أما المتسبب فى الحريق فلا بد أن نعرفه.. لتتم مساءلته وحسابه على التخاذل والإهمال فى حماية ورعاية الأطفال فى هذه الحضانة، لا بد أن نحيل الأمر إلى جهات التحقيق المنوطة بذلك فى الدولة المصرية لمحاسبة المتسببين فى هذا الحريق والمتخاذلين عن رعاية الأطفال الأبرياء.. ولا بد من إغلاق هذه الحضانة إلى حين ظهور ومعرفة نتيجة التحقيقات.. ولا بد قبل هذا من إشراف أكبر من الدولة على الحضانات وعلى مسئولى الحضانات حتى نحمى أطفالنا من المخاطر والإهمال والتسيّب.


أصالة تشدو فى مهرجان صلالة بعمان

تُحيى المطربة السورية أصالة نصرى حفلًا غنائيًا بمهرجان صلالة السياحى بسلطنة عمان، ونشرت «أصالة» بوستر دعائيًا للحفل، الذى يقام على مسرح المروج، فى تمام الحادية عشرة مساء، ويذاع على تليفزيون عمان، يذكر أن آخر أعمال أصالة أغنية «كبير الشوق»، من كلمات الشاعر الجابر، وألحان أسامة العطار، وتوزيع محمد صالح.

أصالة

لا تزال تستوقفنى قصص البطولة والشجاعة والشهامة لأنها عملة نادرة ولأنها تعنى أن بيننا من تستحق قصصهم أن تروى لأنهم قدوة لغيرهم من المواطنين