العالم يقرأ.. 3 كتب عالمية ترصد أسرار التاريخ المصرى من "ملكات الفراعنة" إلى عهد عبدالناصر
تشغل مصر حيزًا هائلًا من موضوعات الكتب التى ستنضم إلى المكتبة العالمية خلال الفترة المقبلة، بما يعكس حجم الاهتمام الكبير الذى يوجهه الباحثون والعلماء والمؤلفون تجاه بلد الأهرامات.
وتتناول ٣ إصدارات من تلك الكتب جوانب مهمة من التاريخ المصرى، الأول جهود الزعيم الراحل جمال عبدالناصر فى المجال النووى، والثانى جوانب من حياة المصريين القدماء، والثالث حول نهر النيل واقتصادياته.
خطة الزعيم لدخول عصر النووى وموازنة القوة مع إسرائيل بمساعدة الألمان
تُصدر دار النشر التابعة لجامعة إدنبرة العريقة ببريطانيا، غدًا، كتابًا جديدًا للعالم المصرى البريطانى حسن البهتيمى، يتناول فيه جوانب من جهود الزعيم الراحل جمال عبدالناصر فى المجال النووى، تحت عنوان: «Nasser Egypt and the Arrival of the Nuclear Age.. ١٩٥٥-١٩٧٠»، أو «ناصر..مصر والدخول إلى العصر النووى، ١٩٥٥-١٩٧٠».
يتناول الكتاب، الذى يقع فى ٢٠٨ صفحات، برنامج الطاقة النووية المصرى الذى دشّنه الزعيم الراحل، وجهوده فى هذا الصدد، وصولًا إلى الخطوات التى حققها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى هذا المجال.
وقال البهتيمى فى كتابه إن «ناصر» بدأ التفكير فى برنامج الطاقة النووية المصرى عام ١٩٥٤، أى بعد عامين من ثورة يوليو ١٩٥٢، وهو أول زعيم مصرى طرق هذا الباب، وشكل فى عام ١٩٥٥ هيئة الطاقة الذرية، وفى يوليو ١٩٥٦ وقعت مصر والاتحاد السوفيتى السابق اتفاقية ثنائية للتعاون فى شئون الطاقة الذرية وتطبيقاتها، ثم وقع الجانبان فى سبتمبر ١٩٥٦ اتفاقية أخرى لإنشاء أول مفاعل للأبحاث النووية فى مدينة أنشاص بطاقة ٢ ميجاوات، وبدأ العمل الفعلى به عام ١٩٦١.
وأضاف «البهتيمى» أن الهجوم البريطانى الأمريكى الشديد على «ناصر» دفعه لمخاطبة مشاهدى التليفزيون البريطانى فى برنامج بثته قناة «بى بى سى»، ليقول بشكل مباشر إن إسرائيل لديها مفاعل ذرى بقوة ٢٤ ميجاوات ينتج البلوتونيوم، ولهذا السبب يجب على الدول العربية وليس مصر فقط أن تبدأ العمل فى المجال النووى.
وأشار إلى أن «ناصر كان واضحًا ومُصرًا على خطواته فى هذا المجال وكانت لديه أسباب وجيهة لإدخال مصر إلى المجال النووى»، لافتًا إلى أن «الزعيم وافق على مقترحات الأمم المتحدة لمكافحة انتشار الأسلحة النووية، لكن إسرائيل رفضتها، ما جعله يفكر فى مشروع نووى يمكنه من امتلاك قوة رادعة ضدها فى حال إذا امتلكت هى قنابل نووية، وكان ناصر يرى أن الحل الوحيد يكمن فى امتلاك هذه القوة».
وذكر أنه على الرغم من مساعدة السوفيت لـ«ناصر» آنذاك لإنشاء أول مفاعل نووى، فضل الزعيم المصرى الحصول على مساعدة الألمان، واستعان بـ٥٠٠ عالم وخبير نووى ألمانى، وكانت هناك تخوفات دولية من امتلاك «ناصر» القوة النووية.
وقال إنه بفضل مساعدة العلماء الألمان اتخذ «ناصر» خطوات فى طريق جعْل مصر قوة نووية بسيطة، وتكوّن برنامجها النووى آنذاك من ٣ مراحل رئيسية، الأولى هى «عملية كليوباترا»، التى تشمل إنتاج قنابل نووية من النوع الذى استخدمته الولايات المتحدة فى هجومها النووى على هيروشيما فى عام ١٩٤٥، فى حين أن قنبلة هيروشيما تعتبر الآن قديمة بمعايير القوى الكبيرة، وكانت فى حينها كافية لتدمير التجمعات السكانية الإسرائيلية المكتظة، وكانت إحدى خطط «ناصر» التى ناقشها مع أقرب مستشاريه الحصول على ٣ أو ٤ قنابل من النوع الذى أُطلق على المدينة اليابانية.
وكانت المرحلة الثانية من البرنامج «عملية إيبيس»، وتتضمن صنع صواريخ صغيرة ذات «تداعيات إشعاعية محدودة»، ويمكن استخدامها لإسقاط الطائرات، أو كقذائف تطلقها المدفعية.
وشملت المرحلة الثالثة من البرنامج «عملية سترونتيوم- ٩٠»، تحت إشراف العالم البروفيسور فولفجانج فون بيلتز، المتخصص فى صناعة الصواريخ الألمانية، وشارك فى تنفيذ هذا البرنامج علماء وخبراء نوويون مصريون.
وذكر البهتيمى أن هناك طفرة كبيرة فى الصناعة المصرية فى مجال الصواريخ الخفيفة والقابلة للنقل بسهولة، التى تحتوى على كميات محدودة من المواد المشعة، والتى لن تنتج عند انفجارها آثارًا حرارية كبيرة، لكن الآثار الإشعاعية الثانوية بها قد تسبب وفيات لا حصر لها.
وقال مؤلف الكتاب إنه سرعان ما تلاشى الحماس فى تحقيق الحلم النووى، بعد توتر العلاقات بين مصر والاتحاد السوفيتى السابق فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات، عندما وجه الأخير الدفة نحو الولايات المتحدة بعد توقيع معاهدة كامب ديفيد، حيث تم توقيع اتفاق نووى بين القاهرة وواشنطن لبناء ١٠ محطات نووية مصرية تنفذها شركة ويستنجهاوس الأمريكية، لكن الأخيرة لم تتخذ أى خطوة نحو تنفيذ المشروع، ما دفع الرئيس السادات للاتجاه نحو فرنسا لتنفيذه، لكن تعرض الرئيس الراحل للاغتيال.
سيرة نفرتيتى وآلهة المصريين القدماء فى إصدار إنجليزى
يتناول كتاب «Lives of the Ancient Egyptians»، أو «حياة المصريين القدماء»، للكاتب توبى ويلكينسون، عن دار نشر «تايمز آند هودسون» البريطانية الشهيرة، حياة المصريين القدماء، سواء الحكام أو المواطنين العاديين، فضلًا عن الطبيعة الحقيقية والتنوع لأعظم حضارة بالعالم القديم. يصدر الكتاب ٣ سبتمبر المقبل، ويقع فى ٢٨٨ صفحة، ويأخذنا من خلاله الكاتب البريطانى فى جولة عبر آلاف السنين من التاريخ المصرى القديم، من منظور جديد لحضارة رائعة يجسدها عبر تناوله حياة الأشخاص الذين حكموا البلاد وقتها، وبنوا المعالم الأثرية العظيمة، وأجهزة الإدارة والحكم، وينقل لنا مشاهد من مصر الزراعية خلال حكم الفراعنة، وأيضًا الدين وخدام المعابد، والمحاربين والتطور العسكرى لمصر القديمة. ويتضمن الكتاب قصصًا عن ملوك وآلهة الفراعنة ومنهم كبار الحكام مثل خوفو ورمسيس الثانى، والملوك الأقل شهرة مثل أمنمحات الأول وأوسوركون، وأيضًا يتناول سيرة ملكات قويات مثل نفرتيتى الجميلة، وكليوباترا. وقال «ويلكينسون» فى كتابه إنه يتضح من الأعمال الفنية ومشاهد الحياة اليومية تقدم حياة المصريين القدماء وبلوغهم رؤى رائعة، متحدثًا عن النساء العاديات اللواتى غالبًا ما يتم تجاهلهن فى الروايات الرسمية.
النيل.. صانع الحكومات فى عهود الاستعمار
يصدر كتاب «The Lived Nile: Environment، Disease، and Material Colonial Economy in Egypt» أو «نهر النيل: البيئة والمرض والاقتصاد المادى الاستعمارى فى مصر»، اليوم، عن دار نشر جامعة ستانفورد العريقة، وهو للكاتبة الأمريكية جينيفر دير.
وتكشف الكاتبة، فى مؤلفها المكون من ٢٦٤ صفحة، عن علاقة نهر النيل بالاقتصاد الاستعمارى فى مصر، وتقول: «فى أكتوبر ١٩٠٢ امتلأ خزان سد أسوان، ومنذ ذلك الحين تغيرت علاقة مصر بالنيل إلى الأبد، إذ أعاد النهر العظيم تشكيل الاقتصاد الاستعمارى إلى جانب الزراعة والبيئة فى مصر». وتتبعت «دير» فى كتابها المهندسين والرأسماليين والسلطات السياسية والعمال الذين شقوا الترع والقنوات الجديدة المتفرعة من نهر النيل خلال القرنين التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، حيث ساعد النهر فى تشكيل المعرفة التكنوقراطية بشكلها الحالى، وانخرط أولئك الذين سكنوا المجتمعات الريفية فى علاقات بيئية صاغت شكل حياتهم اليومى.