البيت الابيض: بوتين وضع مصداقيته على المحك بمبادرة الاسلحة الكيميائية السورية
قال السكرتير الصحافي للبيت الابيض جاي كارني هنا اليوم ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استثمر مصداقيته في نقل أسلحة الرئيس السوري بشار الأسد الكيميائية للرقابة الدولية وتدميرها في نهاية المطاف.
واعتبر كارني خلال مؤتمر صحافي أن هذه الخطوة "مهمة" خاصة أن "روسيا هي راعي (بشار) الأسد وحاميته والعالم سيراقب ما اذا كانت روسيا قادرة على الإيفاء بهذه الالتزامات" التي تتعلق بترسانة سوريا من الأسلحة الكيميائية.
وردا على افتتاحية بوتين التي نشرت في عدد اليوم من صحيفة (نيويورك تايمز) التي انتقد فيها الرئيس الروسي نظيره الامريكي لتركيزه على "الاستثنائية" الامريكية علق كارني بأن روسيا تقدم تناقضا صارخا يوضح لماذا أمريكا استثنائية.
وأضاف "على عكس روسيا فإن الولايات المتحدة تدافع عن القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان في بلادنا وحول العالم.. ونحن نعتقد أن أمننا العالمي متقدم عندما لا يمكن لديكتاتور أن يقتل الأطفال بالغاز" مشيرا الى أن روسيا معزولة الآن في إلقائها باللوم على المعارضة السورية في الهجوم بالأسلحة الكيميائية 21 أغسطس الماضي.
وأوضح كارني أنه "ليس هناك أي تقارير ذات مصداقية تظهر أن المعارضة استخدمت الأسلحة الكيميائية في سوريا وقد انضمت لواشنطن حتى الآن 34 دولة في إعلانها أن نظام الأسد هو المسؤول عن استخدام الأسلحة الكيميائية في تلك الليلة".
وأشار الى أنه "حتى إيران التي تقاتل مع الأسد في سوريا فقد اتهمته علنا بتحمل مسؤولية هجوم ال21 من أغسطس" مؤكدا أنه بالإضافة إلى التقارير الاستخبارية عن استعدادات النظام السوري للهجوم فقد بات واضحا أن المعارضة لا تملك القدرات لإطلاق مثل هذه الصواريخ بشكل منسق والهجوم بالمدفعية على احياء تسيطر عليها المعارضة.
وتحدث كارني عن "المفارقة الكبيرة بنشر افتتاحية مثل التي كتبها بوتين على (نيويورك تايمز) لأنها تعبر عن تقليد استثنائي في هذا البلد من حرية التعبير وهو ليس تقليدا مشتركا في روسيا التي ظلت فيها حرية التعبير في انخفاض متواصل على مدى السنوات الأخيرة".
وشدد المتحدث الامريكي على أن النقطة الأكثر أهمية فيما يتعلق ببوتين هي أن روسيا قد وضعت هيبتها ومصداقيتها على المحك في دعم اقتراح أن يتخلى نظام السوري عن أسلحته الكيميائية التي ادعى الاسد قبل يومين أنه لا يملكها وتحويلها الى إشراف دولي بغرض تدميرها في نهاية المطاف.
وذكر أن الامريكيين سيعملون مع الروس لمعرفة ما إذا كان هذا السبيل الدبلوماسي سيؤتي ثماره ويحل الأزمة السورية سياسيا.