رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبراء: لقاء كيري ولافروف في جنيف يضع الأزمة السورية على مفترق الطرق

خبراء: لقاء كيري
خبراء: لقاء كيري ولافروف في جنيف يضع الأزمة السورية على مفت

وصف خبراء لقاءً مقررا اليوم بين وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف لاستعراض مقترح موسكو بوضع الأسلحة الكيميائية السورية تحت الرقابة الدولية بأنه مفترق طرق صعب للغاية.

ويقول مطلعون على خلفيات المحادثات في تصريحات مختلفة لوكالة الانباء الكويتية (كونا) أن وصول الطرفين إلى جنيف رفقة حشد كبير من الخبراء مع كل منهما يعني أن الوفد الروسي قد أحضر معه بالفعل كافة تفاصيل خطته التي يتوقع أن تلقى قبولا من الطرف الأمريكي.

كما يعكس هذا الحشد من الطرفين حسب رأي المطلعين رغبة كليهما في التأكيد امام المجتمع الدولي على ان البحث عن حلول سلمية يبقى دائما هو الطريق الامثل اذا كان واضح المعالم ويسير وفق منهجية متفق عليها تتوفر بها كافة الضمانات.

وفي المقابل يرى آخرون "ان الملف برمته ليس سهلا لاسيما الضمانات التي يجب الحصول عليها بأن سوريا ستلتزم فعلا بما سيتم الاتفاق عليه اذ يجب على دمشق الكشف عن مخازن تلك الاسلحة المحظورة دوليا واين يتم انتاجها ومن سيتولى جمعها ومن سيقوم باعداد برنامج التخلص منها".

ويلفت المتخصصون في هذا المجال الى ان القضاء على ترسانة متكاملة من الاسلحة الكيميائية لا يتم بين عشية وضحاها بل يستغرق الامر سنوات ويحتاج الى خبراء وتقنيات عالية ومن ثم يجب ان توضع كل تلك الخطوات في برنامج خاضع للامم المتحدة قد يتطلب توقيع سوريا أولا على معاهدة حظر الاسلحة الكيميائية بلا تحفظات على بنودها. وفي الوقت نفسه يحذر بعض المراقبين من احتمال ان تضع سوريا فقرات في هذا الاتفاق المرتقب تشترط فيها على سبيل المثال عدم دخول مراقبين او مفتشين تابعين لدول بعينها الى اراضيها او ان تتم عمليات التفتيش والتخلص من الاسلحة المحظورة بشروط سورية قد لا تتفق بالضرورة مع المعايير الدولية.

لكن الخطوة المهمة حسب رأي المحللين هنا هي الربط بين تلك الخطة وبين اقناع الجميع بحضور مؤتمر (جنيف - 2) في اقرب وقت ممكن ما يعني اعطاء الحل السياسي فرصة اوسع واقناع طرفي الازمة بضرورة الاستفادة من تلك الاوضاع الآن بحثا عن وقف فوري لكافة الانتهاكات المتواصلة لحقوق الانسان في سوريا ورفع الغبن عن المدنيين هناك.

لكنه تبقى هناك العديد من الاسئلة الملحة التي يحار الخبراء في الاجابة عنها بينها ما يتعلق بمصير محاسبة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة التي حدثت في سوريا والقصاص للضحايا وتعويض المصابين والارامل والثكالى والايتام وثمن موافقة سوريا على القبول بتسليم اسلحتها الكيميائية وهل هذا يعني فقط الافلات من محاولات توجيه ضربة عسكرية لها.

الى جانب هذا هل الموافقة السورية ليست سوى خطوة تكتيكية لكسب مزيد من الوقت والدخول في دهاليز مفاوضات لا نهاية لها تستمر اثنائها معاناة الشعب السوري وهل يعني قبول سوريا بتلك الخطة بداية التعاون مع آليات الامم المتحدة مجددا لاسيما مفوضية حقوق الانسان التي لم يتم لها السماح بدخول سوريا الى اليوم.

ويخلص المحللون الى ان اجتماع كيري - لافروف الذي قد يتواصل الى مساء الجمعة حسب بعض التقديرات هو مرحلة حاسمة للغاية ستتحدد بعدها معالم طريق كلا الطرفين الروسي والامريكي فاما يخرجان متفقين في حل الازمة لتبدأ رحلة بناء الثقة نحو حل سياسي او يخرجان مختلفين ليحبس العالم انفاسه مجددا مما هو آت.