رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد الباز يكتب: المرعوب.. لماذا يخاف أيمن نور؟

محمد الباز
محمد الباز

«الأجير الإخوانى» يسرق أموال التبرعات وينفقها على نزواته والمقربين منه ولا يُلقى للشباب إلا الفتات
نور جاسوس ارتضى أن يجلس على مائدة رجال المخابرات التركية وينفذ تعليماتها بكل دقة


يعرف أيمن نور أكثر من غيره أن مصيره- طالت الأيام أو قصرت- سيكون السجن لنهاية حياته، فالعجوز المتصابى يدرك حجم الجريمة التى ارتكبها فى حق وطنه، ولذلك يحاول أن يبدو بطلًا ومناضلًا ومقاومًا عنيدًا، رغم أنه يدخل فراشه كل يوم وهو يعانى من خوف لا يفارقه، فكل ما يظهره على الشاشات المؤجرة والمؤتمرات المدفوعة والندوات الممولة من شجاعة، ليس إلا محاولة لإخفاء فزعه من نهايته التى يدركها جيدًا.
حاول أيمن هنا أن يلعب بكل الأوراق المتاحة له ليحجز مكانًا فى المجال العام، لكنه لم ينجح أبدًا، لأنه لم يكن يومًا مستقيمًا أو شريفًا أو نزيهًا، كشفه الناس وأشاروا إليه بأنه مزور ومدلس ومضلل ومرتشٍ ولص، فلم يمنحوه ثقتهم أبدًا، ولم تكن الأصوات التى حصدها فى انتخابات الرئاسة المصرية فى ٢٠٠٥ إلا أصواتًا عقابية لنظام مبارك سرعان ما تطايرت وتبخرت فى الهواء.
بعد ثورة يناير كانت الفرصة متاحة أمام أيمن، فها هو نظام مبارك الذى يعوق تقدمه سقط، زالت الحجة التى كان يُعلق فشله عليها، لكنه لم يجرؤ على أن يرشح نفسه للرئاسة مرة أخرى، لأنه كان يعرف جيدًا أنه أصبح ورقة بالية لا قيمة لها، محترقة لا تأثير لرمادها، فرضى أن يقوم بدور الخادم لمن يدفع أكثر.
اقترب أيمن نور من نظام محمد مرسى، قدم خدماته لجماعة الإخوان، ألقى نفسه فى أحضانها، لكن الجماعة التى تعرف تاريخه جيدًا لم تلق له إلا بالفتات فرضى به، لأنه كان يدرك حجمه، فهو صغير فى ركاب صغار.
بعد ثورة ٣٠ يونيو حاول أيمن تقديم نفسه مرة أخرى للشعب المصرى، ولمن وقفوا إلى جوار الثورة، لكن ولأنهم يعرفون مراوغاته وسيرته الذاتية الملوثة بالعمالة والخيانة لم يلتفتوا إليه، رفضوا يده الممدودة، لأنها يد ذليلة منافقة حاقدة لا تبحث إلا عن المكسب الرخيص، وذلك كله لأن نفسه رخيصة.
اعتقد أيمن أنه عندما يهاجم محمد مرسى ونظامه ستفتح له الأبواب، راهن على ذاكرة الناس التى لا تلتقط التفاصيل، لكن رهانه خاب وخسر، فالناس لا ينسون من وقف إلى جوارهم ولا ينسون من كان شريكًا لرئيس فاشل وخائن.
جمع أيمن أوراقه وملابسه وحيله التى لا تنفد، وأعلن أنه مسافر إلى بيروت ليجرى عملية جراحية، ولما قلنا إنه هرب، حاول أن يغسل سمعته، فتحدث حديثًا لزجًا مثل وجهه بأنه سيعود مرة أخرى إلى مصر، لكننا كنّا نعرف أنه لن يعود أبدًا، فالخونة عندما يغادرون لا يجرؤون على العودة أبدًا.
كان لا بد لأيمن نور من وظيفة جديدة، وهنا تلاقت الأهواء، جماعة الإخوان الإرهابية تريد تصدير الأمر على أنها ليست وحدها من تناصب العداء للنظام الجديد فى مصر، فاستعانت بأيمن باعتباره وجهًا مدنيًا لا ينتمى إليها، صنعته على عينها، وصدرته على أنه معارض شرس، وضعته على عجلة قيادة منظومتها الإعلامية، التى يأتى تمويلها من دول معادية لمصر وأجهزة مخابرات تسعى لهدم البلد وإعادته إلى الوراء.
راقت المهمة الجديدة لأيمن نور، فمن خلالها سيظل فى دائرة الأضواء التى يدمنها، وبها سيضمن أنه سيكون المتحكم فى أموال التبرعات والتمويلات التى ستأتى من أكثر من مكان للإنفاق على المنظومة الإخوانية الإرهابية، ثم- وهذا هو المهم- ستجعل منه شخصًا مؤثرًا، وهو التأثير الذى يضمن من خلاله تحقيق نزواته من خلال ابتزاز الفتيات الصغيرات جنسيًا، ويعلم أيمن جيدًا ماذا فعل، ومن خضعت له ومن هربت.
لا تعتقد أن سيطرة أيمن نور على منظومة الإخوان الإرهابية مطلقة، فهو فى النهاية مجرد أجير، وأجير «عويل» جدًا، يعرف من استأجروه أنه سيكون عصا غليظة لتنفيذ أهدافهم وإخضاع من يعملون فى منظومتهم، فالخسيس يتعامل مع الآخرين بخسة، يمنح ويمنع ويذل ويطرد، وهو ما بدا واضحًا من فضائحه التى طفت على السطح، وهتك سترها من يعملون معه، فهو يسرق أموال التبرعات والتمويلات وينفقها على نزواته والمقربين منه، ولا يلقى للشباب إلا الفتات، ولم يكن غريبًا أن يسلم من يعارضه للأمن التركى، وهو الأمر الطبيعى جدًا، إذ ما الذى تنتظره من عبد سلطوه على عبيد.
مهمة أيمن نور حولته إلى خائن مكتمل النمو، جاسوس ارتضى أن يجلس على مائدة رجال المخابرات التركية، ينفذ تعليماتها بدقة، وهى التعليمات التى تتحول إلى برامج ومبادرات وحوارات تحاصر مصر بالشائعات والتحريض على رجالها.
حاول أيمن نور وأتباعه من الإعلاميين، هؤلاء الذين التقطهم من صناديق الزبالة، أن يشيعوا الخوف فى مصر، ركزوا على التحريض على رجال الجيش والشرطة، ظلوا لسنوات يفعلون ذلك، وفى كل مرة كان يرتقى شهداؤنا إلى السماء، كان يشمت فيهم ويقيم هو ومن يعملون معه الأفراح.
فى المرة الوحيدة التى لعبت فيها مع أيمن نور ورفاقه نفس اللعبة صرخوا فى العالم كله: أدركونا يريدون قتلنا، ذهب إلى المحاكم الدولية ليقاضينى ببجاحة يحسد عليها، وتخيلوا أن راعى المحرضين يتهمنا بالتحريض عليه، بل ويجدد مقاضاته لى مرة أخرى مستغلًا تصريحات لوزيرة الهجرة فى كندا.
فى كل مرة يؤكد أيمن خوفه ورعبه وفزعه، يفعل ذلك لأنه يعرف حجم جرمه وفداحة خيانته، ولأنه أيضًا يعرف مصيره الذى سيكون السجن طالت الأيام أو قصرت. ويا أيمن يا نور.. يا من لا نعرف له أبًا.. إن غدًا لناظره قريب.