رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الإسبرين فيه سم قاتل.. دراسات طبية تحذر من الإفراط فى تناوله

جريدة الدستور

حذرت دراسات طبية حديثة من الإفراط فى تناول الإسبرين، الذى يعد أحد أكثر الأدوية إنتاجًا ومبيعًا واستخدامًا وشعبية فى العالم، ودعت الذين لا يعانون أمراض القلب والمصابين بالقرحات الهضمية بعدم استخدامه، لكونه يضر أكثر مما ينفع.


وطلبت ٣ دراسات، أجريت بجامعة «هارفارد» الأمريكية، من ملايين الأشخاص التوقف عن تناول الإسبرين يوميًا، نظرًا لكونه يؤثر على صحة القلب، ناصحة كبار السن الذين يتناولونه يوميًا بعدم فعل ذلك، بعد النتائج التى أظهرها استطلاع شمل أكثر من ١٤ ألف مواطن أمريكى ممن تجاوزوا سن الـ٤٠ عامًا.
وأظهرت نتائج الدراسات أن عقار الإسبرين قد يكون مسئولًا عن الإصابة بالقرحات الهضمية التى تظهر فى جدار المعدة أو بداية الأمعاء الدقيقة أو زيادة القرحات الموجودة، بسبب ما يحدثه من سيولة فى الدم تزيد من النزيف بالقرحة.
ووفقًا للدراسة، فإنه يمكن السماح بتناول العقار لمن سبق إصابتهم بنوبة قلبية أو سكتة دماغية أو من يعانون أمراضًا بالأوعية الدموية، مع امتناع غيرهم فورًا عن تناوله بشكل يومى، وهو ما يخالف ما اعتاد عليه الأطباء حول العالم، خاصة فى الولايات المتحدة، من وصف جرعة منخفضة من العقار يوميًا لمعظم البالغين.
وأوضحت الدراسات أن العقار، الأكثر شعبية فى العالم، ينصح به الأطباء عادة لمرضاهم المصابين بأمراض القلب ولزوجة الدم لتجنب تكوين الجلطات المسببة للنوبات القلبية، نظرًا لتأثيره على سيولة الدم وقدرته على تقليل لزوجته.
وكشفت عن أن نحو ٢٩ مليون شخص بالولايات المتحدة ممن تزيد أعمارهم على ٤٠ عامًا يتناولون الإسبرين كل يوم، وفقًا لبيانات عام ٢٠١٧، وأن نحو ٦.٦ مليون منهم تناولوا الإسبرين دون أن يوصى به الطبيب.
وأشارت إلى أن ربع البالغين بالولايات المتحدة ممن تجاوزوا الـ٤٠ يتناولون الإسبرين يوميًا رغم عدم معاناتهم أى أمراض فى القلب والأوعية الدموية، خوفًا من الإصابة بهذه الأمراض، كما أن نصف السكان ممن تجاوزوا الـ٧٠ يفعلون ذلك دون أى سابقة إصابة بهذا النوع من الأمراض للوقاية منها.
وعن نتائج الدراسة، قالت كريستينا وى، الطبيبة بـ«هارفارد»، فى تصريحات لشبكة «سى. إن. إن» الأمريكية: «ما فاجأنا هو الأعداد الكبيرة التى تتناول الإسبرين من كبار السن، والذين لا يعانون بالفعل مرضًا أو سكتة دماغية حالية أو سابقة، خاصة أن كبار السن هؤلاء معرضون لخطر النزيف بسبب الإسبرين».
فيما قال كولن أوبراين، المشرف على إحدى الدراسات: «النتائج أظهرت الحاجة الماسة إلى أن يقوم ممارسو الرعاية الصحية بسؤال مرضاهم، خاصة من كبار السن والمصابين بالقرحة الهضمية، عن استخدامهم المستمر للإسبرين وتقديم المشورة لهم حول أهمية تحقيق التوازن بين الفوائد والأضرار».
أما ستيفن جوراشيك، المؤلف المشارك بالدراسة، فدعا كل من يتناول الإسبرين، خاصة ممن ليست لديهم أى سابقة فى التعرض لأمراض القلب والأوعية الدموية والسكتات الدماغية، إلى سؤال الطبيب أولًا حول وجود حاجة حقيقية لذلك، أو التوقف عن تناوله فورًا.
تأتى نتائج هذه الدراسة فى سياق الإرشادات التى دعت إليها جمعية القلب الأمريكية مؤخرًا بشأن استخدام الإسبرين، والتى نصت على تجنب تناول العقار كإجراء وقائى، خاصة للذين تزيد أعمارهم على ٧٠ عامًا.
وقالت الجمعية إن هذه الإرشادات تنطبق على مرضى القلب الأصغر سنًا، خاصة من يخشون التعرض لخطر النزيف الذى يعد أحد الآثار الجانبية الشائعة للإسبرين.
وأضافت: «يجب أن يقرر الأطباء ما إذا كان الأشخاص، الذين تتراوح أعمارهم بين ٤٠ و٧٠ عامًا والذين لا يعانون أمراض القلب، سيستفيدون من جرعة منخفضة من الإسبرين أم لا، كما يجب على الناجين من الأزمة القلبية الاستمرار فى تناول جرعة منخفضة من الإسبرين يوميًا».
يذكر أن العام الماضى شهد إجراء عدد كبير من الدراسات على عقار الإسبرين، الذى ينتشر تناوله يوميًا على نطاق واسع، خلصت إلى أن معظم البالغين ممن تزيد أعمارهم على ٤٠ عامًا لم يحققوا سوى فوائد قليلة من تناول عقار الإسبرين بشكل يومى.
وتسببت الدراسات المختلفة فى صدور توصيات من عدد من الهيئات الطبية تنصح بتجنب الإفراط فى تناول الإسبرين، كما تنصح بتخفيض الجرعات الموصوفة طبيًا للمرضى الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية.