رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالصور.. فتيات يدخلن البهجة على الأطفال بتلوين مدرستهم

جريدة الدستور

لم تكن صحيحة ابدًا المقولة المعروفة 'فاقد الشئ لا يعطيه'، لأن فاقد الشئ يعطيه فعليًا، ونرى ذلك فى مجموعة من الفتيات فى عمر الزهور، قرروا تأسيس 'مبادرة شبابية'، لمساعدة أطفال مدرسة بإحدى قرى أسوان لاكتشاف مواهبتهم وتنميتها، حيث إنهم عندما وصلوا إلى مرحلة الجامعة، اكتشفوا أن كان عليهم تعلم الكثير من الأشياء لتنمية مواهبهن قبل الالتحاق بالجامعة.

أثناء تأديتهم للخدمة العامة فى إحدى المدارس التابعة لقريتهم، لاحظوا حرمان أطفال المدرسة الابتدائية من البهجة والألوان وجميع الأنشطة التى تشجعهم على التفوق وتوسيع مستوى إدراكهم؛ لذلك قرروا تشجيعهم لكى يبتكروا ويخرجوا بعيدًا عن الحيز الضيق التى فرض عليهم من خلال العيش داخل القرية.

وقالت صفاء عمر عبدالمقصود، أحد القائمين على مبادرة 'تزين المدارس' بأسوان، إن فكرة المبادرة جاءت عندما عرضت صديقتهم هذه المشكلة عليهم، حيث إنها تؤدى الخدمة العامة فى مدرسة عزبة العرب الابتدائية الشرقية التابعة لإدارة كوم أمبو التعليمية، ولاحظت أثناء تواجدها فى المدرسة عدم وجود مكتبة للاطفال، ولا يوجد أى ألوان ومصادر للبهجة لهم، موضحه ان أطفال هذه المدرسة محرومين من الأنشطة، وأن هذه المبادرة جاءت بالتزامن مع انطلاق مسابقة الامارات 'تحدى القراءة العربى'، قائلة 'قولنا الناس بتوصل للمكان ده وهما معندهمش حتى كتاب ف المدرسة'؛ لذلك قرروا على الفور تأسيس مبادرة لإقامة مكتبة داخل هذه المدرسة، وتلوين المعمل لكى يشجعوا الأطفال على التعليم، بالإضافة إلى المساهمة فى رفع مستوى الوعى لديهم.

وأضافت "عبدالمقصود"، في تصريح لـ"الدستور"، أن الأساسين فى هذه 3 بنات هى واثنين آخرين من صديقاتها، ولكن تطوع عدد كثير من أصدقائهن أيضًا بالكليات الأخرى، حيث وصل عددهم بالمتطوعين حوالى 20 فتاة، وأنهن عرضن على مديرة المدرسة فكرتهن وعلى الفور وفرت لهن مساحة فارغة فى غرفة التحضير الخاصة بالمعمل، لإنشاء المكتبة، مشيرة إلى أنه تم شراء الكتب من معرض الكتاب، وأن تم دعمهم من الأهالي بالألوان والأدوات المستخدمة للرسم من خلال محال الدهانات بمركز كوم أمبو، حيث إنهن عرضن فكرتهن عليهم ووافقوا بمد يد المساعدة لهن لتلوين المدارس والارتقاء بها من أجل أبناءهم.

وأوضحت أن بعدها تم التلوين والرسم بواسطة صديقتها المتطوعات بكلية فنون جميلة، وأن هناك هدفين للمبادرة أولهما، لكى يتعرف الأطفال على الأنشطة وتشجيعهم على المشاركة بها وتحفيزهم لحب القراءة، أما الهدف الثانى تحسين نفسية الأطفال البهجة التى تضيفها الألوان والرسومات، ولكى يحددوا موهبتهم منذ الصغر، لافتة إلى أنهم نظموا عدد من الأنشطة لهؤلاء الأطفال لاكتشاف موهبتهم وتنميتها، لكى يبدعوا ويبتكروا يخرجوا بعيدًا عن الحيز الضيق التى فرض عليهم من خلال العيش داخل القرية.

وتابعت: "إحنا لما روحنا الكلية اكتشفنا أنه في حاجات كتير لازم نتعلمها قبل ما نروح الكلية، لو كنت في ابتدائى مثلًا بحبها كنت عرفت موهبتى، إحنا حبينا نعلمهم كده من صغرهم، علشان لما يكبروا يبقوا محددين هما عاوزين آية"، لافتة إلى أن خطتهن المستقبلية خلال الفترة القادمة الوصول لباقى مدارس القرية وتنمية قدرات اطفالها أيضًا وتحفيزهن للمشاركة فى الأنشطة، أما خطتهن على المستوى البعيد خدمة عدد كبير من المدارس بالقرى المحرومة.

واختتمت حديثها، قائلة: "نتمنى الدعم من مؤسسات المجتمع المدنى، لتقديم الخدمة لهؤلاء الأطفال وتنمية قدراتهم لكى يكتشفوا مواهبهم".