رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"محاربو الصحراء".. نحاور الجاليات الجزائرية في مصر بعد تتويجهم بالبطولة

جريدة الدستور

أناشيد وطنية تهز المدرجات والشوارع،والأعلام ترفرف في كل مكان، تعبيرًا عن الفرحة التي انتظرها الشعب الجزائري منذ سنوات عدة؛ للفوز ببطولة الأمم الأفريقية للمرة الثانية في تاريخهم، لكن هذه المرة كانت على الأراضي المصرية؛ ما توافد عدد كبير من الجزائريين في آخر أيام البطولة لمساندة فريقهم وسط تشجيع من المصريين.

الجماهير الجزائرية لم تنام منذ ليلة الأمس، منغمسين في الاحتفال بمنتخبهم الوطني سواء في مدرجات استاد القاهرة أو التوجه إلى الميادين العامة بعد انتهاء المباراة، في السطور التالية نحاور بعض الجماهير التي احتفت بتتويج منتخبها على أرض مصر، وكيف كانت أجواء الاحتفالات بمشاركة الشعب المصري لهم.

"بقالي 29 سنة مستني اليوم ده، ومكنتش متخيل إننا هنفوز بالبطولة في مصر"، هذا ما بدأ به حفيظ عنبر، 48 عام، جزائري يعيش في مصر، حديثه مع "الدستور" موضحًا أنه وصل مصر منذاإندلاع الأيام الأولى للبطولة مع الجاليات القادمة من الجزائر لمساندة منتخبهم الوطني، ويعبر عن سعادته بالحصول على البطولة قائلًا: "كنا خايفين من مواجهة مصر بس زعلنا إنها طلعت من البطولة".

ويضيف حفيظ، أنه كان ينوي تشجيع مصر في حالة خروج منتخب الجزائر، لكن ما حدث كان عكس ذلك حين خرج المنتخب المصري من البطولة، وانضمت الجماهير المصرية لمساندة الجزائريين في المدرجات، ولم يتوقفوا عند ذلك فقط بل احتفلوا سويًا بعد التتويج بالبطولة في الشوارع المصرية مرددين للهتافات والأغاني، وعن العرض النهائي: "لم نشاهد احتفالية أو تنظيم لأمم أفريقيا مثل ما شهدناه في بلدنا الثانية مصر".

"نشعر كما لو أننا في وهران حين انطلقنا بالأعلام والهتافات في الشوارع المصرية"، تقولها عبلة، 28 عام، جزائرية تعيش في مصر، أنها ستظل تتذكر هذا اليوم طوال عمرها بسبب اللحظات السعيدة التي عاشتها بعد فوز منتخب الجزائر بالبطولة، والاحتفالات الموسعة التي انطلقت في ميادين مصر بعد المباراة مباشرة بجانب الشعب المصري، موضحة أن هذه المرة هي أول زيارة لها في مصر التي أثارت إعجابها الشديد سواء من المعالم السياحية أو المشاعر النبيلة لدى المصريين.

وتسطرد عبلة، أن الجاليات الجزائرية توجهت إلى مطار القاهرة صباح اليوم وسط هتافات وتشجيعات لم تتوقف لمدة ثانية واحدة، حتى يعودوا إلى ديارهم في الجزائر، ويحتفلون من جديد وسط شعبهم بهذه البطولة التي تمنوها منذ العديد من السنوات، وتضيف أيضًا أنها تنوي زيارة مصر في الفترة القادمة لكن مع ذويها حتى تزور باقي الأماكن السياحية التي لم تستطيع الذهاب إليها.

الاحتفال بتتويج منتخب الجزائر لبطولة الأمم الأفريقية عام 2019 لم يقف عند الشعب الجزائري فقط، بل كانت فرحة عارمة على كل البلاد العربية، والعروبة الموحدة كانت تتصدر الشاشات في إستاد القاهرة منذ الساعات الأولى قبل بداية المباراة النهائية، وبالحديث مع أحد المصريين المشاركين في المدرجات، يقول أيمن سليم، 24 عام، أنه كان يشجع منتخب الجزائر كأنه المنتخب الممثل لبلاده، بالإضافة إلى مشاعر الحب والسلام التي ظهرت في المدرجات.

ويستكمل أيمن، حديثه لـ"الدستور" قائلًا: "لم نعود إلى منازلنا سوى الصباح الباكر بسبب الاحتفالات الجميلة التي اندمجنا بها كشعب مصري مع الجاليات الجزائرية، وبالفعل استطعنا حفظ الأغاني والهتافات الخاصة بالشعب الجزائري لنرددها سويًا طوال اليوم، كما كانوا يهتفون للمصريين أيضًا بسبب المساندة الطيبة".

"أفضل شئ في هذه البطولة هي عودة الروح الطيبة بين الشعب المصري والجزائري"، يقول عمار عبدالقادر، 25 عام، أنه غادر الفندق المقيم به في القاهرة متجهًا إلى المطار وسط احتفالات لم تتوقف منذ الأمس، كما اكتسب صداقة بعض من المصريين أثناء اقامته في مصر، وينوي على زيارتهم مرة أخرى قريبًا، معبرًا عن سعادته بعودة العلاقات الطيبة بين الشعبين.

ويضيف عمار، أن الجمهور المقيم في الفندق لم ينم بسبب الاحتفالات التي لم تنته حتى يعودوا إلى الأراضي الجزائرية، ويستكملوا في شوارع وميادين الجزائر وسط شعبهم، وعن مساندة المصريين لهم: "مصر فعلًا أم الدنيا، لو كنا في أي بلد تانية مكناش هنفرح زي مافرحنا هنا".