رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

واشنطن تؤكد أن المبادرة الروسية كانت قيد البحث منذ أشهر

واشنطن تؤكد أن المبادرة
واشنطن تؤكد أن المبادرة الروسية كانت قيد البحث منذ أشهر

نفت الإدارة الأمريكية أمس الثلاثاء أن تكون وجدت بالصدفة في المبادرة الروسية وسيلة لتفادي مأزق الخيار العسكري ضد سوريا، مؤكدة ان مسألة ضمان أمن الأسلحة الكيميائية السورية كانت موضع بحث مع الروس منذ اشهر.

واعطى المسئولون الأمريكيون انطباعا بانهم تفاجأوا صباح الاثنين حين طرح وزير الخارجية جون كيري ردا على سؤال خلال مؤتمر صحفي في لندن ، امكانية تجنيب سوريا ضربة امريكية اذا ما وضع النظام ترسانته الكيميائية تحت اشراف دولي ، قبل ان يصف المتحدث باسمه هذا الطرح بانه محض "خطابي".

غير ان فكرة كيري اثارت خلال ساعات عاصفة من التعليقات و حصلت على الكثير من التأييد ، و على الاثر اعلن الروس عن مبادرة سارع السوريون الى تاييدها ، تقضي بوضع الاسلحة الكيميائية السورية تحت مراقبة دولية تمهيدا لاتلافها.

ويتساءل المعلقون منذ ذلك الحين ان كانت تلك هفوة ارتكبها جون كيري ام مناورة متعمدة من ادارة اوباما لتفادي عملية تصويت تبدو صعبة في الكونجرس لاعطائها الضوء الاخضر لضرب سوريا.

وقال مسئول كبير في الادارة "ان هدفنا منذ البداية كان ضمان امن مخزون الاسلحة الكيميائية في سوريا".

وشدد على ان "الاعلان الذي اصدره الروس كان نتيجة اشهر من الاجتماعات و المحادثات بين الرئيسين اوباما و(فلاديمير) بوتين ، و بين وزير الخارجية كيري و نظيره (الروسي سيرجي) لافروف ، حول الدور الذي يمكن ان تلعبه روسيا لضمان امن هذه الاسلحة الكيميائية".

وبحسب المسئول الذي طلب عدم كشف اسمه ، فان الفكرة طرحت لاول مرة بين اوباما و بوتين قبل عام خلال قمة مجموعة العشرين في لوس كابوس في المكسيك ، و جرى بحثها مرارا فيما بعد "ولو انه لم يتم التوصل الى اتفاق" بهذا المنحى.

وسعى كيري لبلورتها خلال زيارة لموسكو في مايو بحث خلالها مع لافروف امكانية "تكرار نموذج ممكن للبرنامج النووي الليبي الذي تم تفكيكه عام 2003 بموجب اتفاق دولي".

وخلال قمة مجموعة العشرين الاخيرة في سان بطرسبورج الاسبوع الماضي عاد بوتين "وطرح مجددا" هذه الفكرة وفق المسئول الذي اضاف ان "اوباما اعتبر ان ذلك يمكن ان يشكل طريقا للتعاون" بين البلدين.

وعلق المسئول "كانت هذه اول مرة يظهر الروس جدية في تحقيق ذلك بشكل اني واستعدادا لصياغة اقتراح جدي".

وفيما كان من المنتظر اجراء المزيد من المحادثات بدون ان يكون من المقرر اصدار اعلان ، قدم لافروف الاثنين الاقتراح الذي "مضى ابعد مما كان متوقعا".

وتابع ان "الكرة هي الان في ملعبهم. يجب ان يثبتوا .. ان بمقدورهم تقديم طرح جدي".

واكد المسئول ان الرهان رابح لكلا اوباما وكيري ايا كانت نتيجته.

واوضح "اما تنجحون في اقامة صيغة او وسيلة تمكن من تحقيق الهدف بسرعة و بطريقة يمكن التحقق منها ، او يصبح بوسعكم القول او الاثبات بانكم استنفدتم طريقا دبلوماسيا جديدا بدون ان يحقق نتيجة، ما يعطيكم شرعية اكبر ويسمح لكم بكسب تاييد المزيد من الحلفاء واعضاء الكونجرس".

واثار لافروف مفاجأة كبرى الاثنين باعلانه طرحا يقضي بوضع السوريين مخزونهم من الاسلحة الكيميائية تحت مراقبة دولية لتفادي ضربة امريكية لنظام دمشق الذي يتهمه الغربيون بتحمل مسئولية هجوم كيميائي وقع في 21 اغسطس في ريف دمشق واسفر عن مئات القتلى.

واوضح لافروف الثلاثاء ان هذا الطرح "ليس مبادرة روسية بالكامل" ، موضحا ان هذا الطرح "انبثق عن الاتصالات التي اجريناها مع زملائنا الامريكيين وتصريحات جون كيري امس (الاثنين) الذي عرض امكانية تفادي الضربات اذا كان من الممكن تسوية هذه المسألة".

واعلن اوباما امس في كلمة الى الامة ان الوقت ما زال مبكرا لمعرفة ما اذا كانت الخطة الروسية يمكن ان تجنب سوريا ضربة عسكرية لكنه تعهد باعطاء الدبلوماسية فرصة مع ابقاء "الضغط" العسكري.