رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مع تنسيق الثانوية.. حكاية أزمة خريجي صيدلة مع سوق العمل

جريدة الدستور

"سنة كاملة بذاكر علشان أجيب مجموع يدخلني كلية الصيدلة، وفي الآخر يقولوا مش عايزين صيادلة في مصر"، هذا ما بدأ به الطالب حازم القصاص، حديثه مع "الدستور" معبرًا عن الجهد الذي بذله في الحصول على مجموع درجات القبول بكلية الصيدلة، حتى اصطدم بتصريحات نقابة الصيادلة بشأن عدم إقبال طلبة الثانوية العامة على كليات الصيدلة في مصر.

يضيف القصاص، أنه كان ينوي خوض تجربة التدريب في إحدى الصيدليات المعروفة أثناء العام الدراسي الأول في الجامعة، لكن بعد تلك التصريحات حذره والده من الالتحاق بهذه الكلية خوفًا على مستقبله المهني، وعدم وجود فرصة عمل تناسبه بعد الانتهاء من الدراسة.

وأوضح الدكتور محمد الشيخ، نقيب صيادلة القاهرة، أن هناك حالة من التكدث في مهنة الصيدلة بسبب أعداد الخريجين الكبيرة خلال السنوات الماضية في مصر، مشيرًا إلى أعداد الصيادلة التي تخطت 4 أضعاف المعدل العالمي، ويحذر أولياء الأمور والطلبة من الالتحاق بكليات الصيدلة، وخاصة الكليات الخاصة التي تطلب مبالغ باهظة.

ويقول الشيخ، إن فرص عمل الصيادلة في مصر أصبحت شحيحة للغاية بسبب هذه الأعداد الكبيرة، خاصة بعد اتجاه وزارة الصحة لإلغاء التكليف، بالإضافة إلى عودة الصيادلة المصريين العاملين في الخليج إلى مصر، كما أن فتح صيدليات جديدة أصبح يمثل مخاطرة كبيرة في هذه المهنة؛ مما تواجهه الصيدليات الصغيرة من منافسة غير عادلة مع سلاسل الصيدليات الكبيرة التي انتشرت في السوق المصري.

"زينب حليم" المتحدثة عن خريجي دفعة 2017، توضح لـ"الدستور" أزمة التكليف التي واجهت دفعتها منذ الانتهاء من الدراسة، قائلة: "كانت منذ تسجيل البيانات في شهر 7، وتسجيل الرغبات في شهر 9، فمن المفترض أن أكثر دفعة تأخرت يكون نتيجة التكليف الخاص بها في شهر 11، وانتظروا فترة كبيرة لم يتلقوا أي رد بخصوص اعتماد النتيجة من وزارة الصحة"، وأضافت "زينب" أن انتخابات النقابة سبب في تأخير الرد مع العلم أن تأخر التكليف يقف على إمضاء الوزيرة.

وقالت "زينب" أيضًا، أن تأخر التكليف تسبب في تعطل مستقبل الكثير من الشباب الخريجين حديثا، وأن الصيدليات تمنع معظم الخريجين من العمل خوفًا من ترك العمل بعد شهرين أو أكثر بسبب الموقف من التكليف، وكل ما يطلبه هؤلاء الشباب هو ضرورة الرد السريع من الوزارة على ميعاد التكليف حتى يستطيعوا تنظيم حياتهم ومواكبة الحياة العملية.

• ما هو تكليف الصيادلة؟

بحسب الموقع الرسمي لوزارة الصحة على الإنترنت، فالتكليف هو فترة من مزاولة مهنة الطب أو الصيدلة، يقضيها الصيدلي بعد تخرجه في إحدى الجامعات المصرية، في أي جهة حكومية تابعة لوزارة الصحة والسكان.

يحكم التكليف قانون رقم 29 لسنة 1974، وقرار وزير الصحة رقم 38 لسنة 2008، فيتم إصدار قرار تكليف الطبيب أو الصيدلي عقب عام من تخرجه، وتكون مدة التكليف عامين قابلة للتجديد ويجوز لوزير الصحة، الموافقة على إنهاء التكليف بعد عام من مزاولة المهنة.

ويتم بحسب القانون، توزيع الأطباء على الهيئات التالية: (الإدارات الصحية التابعة لمديريات الشئون الصحية بالمحافظات، المستشفيات الجامعية، الشركة القابضة للأدوية، الإدارات الطبية بالجامعات، معهد البحوث الطبية، المؤسسات العلاجية الحكومية).

وأيضًا: (المركز القومي للبحوث، أكاديمية البحث العلمي، الشركة القابضة للأمصال واللقاحات، هيئة الطاقة الزرية، وزارة الدفاع، وزارة الداخلية، وزارة التعليم العالي، مركز المقاولون العرب، الهيئة القومية للرقابة والبحوث الدوائية).

وكذلك: (شركة مصر، شركة النصر، شركة دمياط، شركة مصر للصباغي، شركة الغزل للحرير الصناعي، مستشفى مصر للطيران، مستشفى هيئة النقل العام، مستشفى سكك حديد مصر، المعهد القومي للأورام).

ويقول القانون، إنه يتم الإعلان عن التكليف خلال شهر مارس من كل عام، ويستغرق تسجيل البيانات الخاصة بالخريجيين 10 أيام، وتسجيل رغبات التوزيع 15 يوم. وحدد القانون أيضًا معايير تحكم توزيع التكليف وهي: (احتياجات الجهات الطالبة، ترتيب الرغبات وفقًا لمجموع الدرجات بشهادة التخرج، مجموع الدرجات).

الأزمة تكمن أيضًا في أن المادتين رقم (1، 6) من القانون السالف ذكره، تحظر على الصيادلة العمل في مكان خاص بعيدا عن الهيئة الحكومية التي سيتم توزيعه عليها، وذلك من تاريخ استلامه التكليف، وعند انقطاعه عن عمل التكليف خلال هذه المدة أو عدم تسليمه، يعاقب وفقًا للمادة رقم (8) من القانون.

وتنص تلك المادة على أنه يعاقب على مخالفة أحكام هذا القانون بالحبس مدة لا تتجاوز ستة أشهر وبغرامة لا تقل عن مائتي جنيهًا، ولا تزيد على خمسمائة جنيهًا أو بإحدى هاتين العقوبتين.

• مصر تخرج 15 ألف صيدلي سنويًا

يقول الكتاب السنوي للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء لعام 2018، أن العدد الإجمالى للأطباء بالقطاع الحكومي، يتضمن 103.337 ألف طبيب بشرى، و44.310 ألف صيدلي، هذا بالإضافة إلى 20.544 ألف طبيب أسنان، و187.090 ألف ممرض.

وعلى صعيد كلية الصيدلة، يتخرج 15 ألف صيدلي في كليات الصيدلة سنويًا من جامعات الجمهورية، وكل صيدلية تخدم نحو 1200 مواطن، إذ يوجد 184 ألفًا و923 صيدلانيًا مقابل 67 ألفا و511 صيدلية، بنسبة 1271 مواطنًا لكل صيدلية، و7.9 صيدليات لكل 10 آلاف مواطن.