رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"احنا الأوائل من ورا".. حكايات الحاصلين على 50% في الثانوية العامة

جريدة الدستور

"نعلن عن أوائل الثانوية العامة"، تلك الجملة التي يحلم بها كثير من ملتحقي الثانوية العامة، لتكون مصدرًا للفخر في أرجاء عائلته، ويحقق الحلم الذي طالما رسمه في خياله، إلا أن بعض الطلاب لا يحالفهم الحظ للحصول على مجموع يؤهلهم للالتحاق بأي كلية، لظروف قد تكون خارجة عن إرادتهم، ولكن أثبت الكثير منهم أن المجموع ليس عائقًا أمام الشخص الطموح الذي يضع خططًا بديلة لتخطي أي عقبة تواجهه في حياته.

"الدستور" تحدثت مع عدد من الطلاب الذين كان نجاحهم على المحك، فلم يستسلموا للأمر وجاهدوا ليكونوا أصحاب مكانة عليا في المجتمع، فـ نانسي كامل، القاطنة بمنطقة المرج في محافظة القاهرة، التحقت بالشعبة الأدبية باعتبارها الأسهل كما هو مشاع دائمًا، وظلت طوال السنة التي خضعت فيها للثانوية العامة تحلم بأنها وصلت إلى المجموع الذي يؤهلها لدخول كلية الإعلام، فهو الحلم الذي سعت له منذ الصغر، لكنها فوجئت بالحصول على مجموع إجمالي 50% "وناجحة على الحركرك وعندي تاريخ وفلسفة دور تاني"- حسبما تقول- ليصبح طريقها لأي كلية مسدودا، فباتت بين شقي الرحى؛ إما إعادة سنة كاملة من ترتيب مواعيد الدروس، والاستيقاظ مبكرًا للمذاكرة، وتنظيم وقتها بين 7 مواد أساسية، أو أن ترضخ لفكرة دخول معهد ومتابعة حياتها من خلاله.

قررت "كامل" بعد تفكير ألا تنظر خلفها وتتابع طريقها، فتقول: "قررت أذاكر المواد بتاعة الدور التاني وأنجح فيها، وساعتها مجموعي حتى لو زاد 1% هدخل بيهم معهد وأجيب تقدير فيه وأكمل في تجارة"، وبنظرة يملؤها الحماس، تابعت بأن حلمها كان أن تصبح إعلامية لكن منعه الله عنها لسبب خير لا يعلمه إلا هو، لذا فهناك طريق آخر وخطط بديلة علينا وضعها لنستكمل حياتنا وألا تقف عند عائق نستطيع أن نتخطاه، مختتمة بـ"محدش خد حقه السنة دي, وربنا المطلع".

كشف خالد عبد الحكم، مدير الإدارة العامة للامتحانات ونائب رئيس امتحانات لاثانوية العامة، أن أعداد تظلمات الثانوية العامة خلال أول يومين لها وصلت إلى 26 ألف و300 طلب تظلم، موضحًا أن التظلمات معظمها في مواد الكيمياء والتاريخ واللغة العربية.

إسراء أحمد.. نتيجة الـ53% لا تكفي للطب

نانسي ليست الوحيدة، إسراء أحمد، من مركز السنطة بمحافظة الغربية، وضعت الالتحاق بكلية الطب هدفًا لها، فاختارت شعبة العلمي علوم لتكون الدرجة الأولى في تحقيق حلمها، ورغم اجتهادها طوال العام، ما بين التضييق على نفسها وحذف حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي حتى لا تكون عاملاً مشتتًا لها، أيضًا حرصت على أن تكون كل الدروس في محيط منزلها، حتى لا يكون سببًا في تأخرها خارج المنزل وإضاعة مزيد من وقت استذكارها، لكن كانت صدمتها حين دخلت لترى المجموع الذي حصلت عليه بعد "مرمطة السنة"، فحصلت على 53% دون أي مواد لها دور ثانِ فيها.

"أحمد" لم تستسلم، بل اعتبرت أنه اختبار لها عليها اجتيازه بأقل الخسائر، فتقول: "أنا عارفة أنا كنت بذاكر قد إيه، وازاي تعبت السنادي وإن ربنا مش بيضيع تعب حد، لذلك لازم أدور على البديل"، مشيرة إلى أنها مستعدة لإعادة السنة مرة أخرى لتحقيق حلمها ووالدها في أن تصبح طبيبة تعالج أهل بلدتها "درنكة" في محافظة أسيوط.

نحو 2% من الطلاب حصلوا على مجموع بين 50 إلى 60%

أعلن خالد عبدالحكم، نائب رئيس عام امتحانات الثانوية العامة ومدير عام الإدارة العامة للامتحانات بوزارة التربية والتعليم أنّ نسبة النجاح في الثانوية العامة هذا العام بلغت 78.6%، مؤكدًا أنّ نحو 700 ألف طالب أدوا الامتحان هذا العام.

وأكد عبد الحكم أنّ الطلاب الحاصلين على 95% إلى 100% ما يقرب من 17% من دفعة الثانوية العامة، والحاصلون على 90% إلى 95% يمثلون بنسبة 19% من الطلاب ، فيمثل المجموع الإجمالي لكلا المجموعتين 36 % حاصلون على نسبة 90% هذا العام، والحاصلون على 85% إلى 90% يمثلون بنسبة 16.80% من الطلاب، والحاصلون على 80% إلى 85% يمثلون بنسبة 14.5% من الطلاب.

وتابع نائب رئيس عام امتحانات الثانوية العامة أنّ الحاصلون على 75% إلى 80% يمثلون ما يقرب من 12% من الطلاب، والحاصلون على 70% إلى 85% يمثلون ما يقرب من 9% من الطلاب، والحاصلون على 65% إلى 70% يمثلون ما يقرب من 6% من الطلاب، والحاصلين على 60% إلى 65% يمثلون ما يقرب من 3% من الطلاب، والحاصلون على 55% إلى 60% يمثلون ما يقرب من 1% من الطلاب، والحاصلون على 50% إلى 55% يمثلون بنسبة 0.27% من الطلاب.

غالب.. من الأول في مدرسته لـ60% وضياح حلم الهندسة

من بين الحالات التي التقتها "الدستور" زياد غالب، من حلوان بمحافظة الجيزة، الذي ظل متشبسًا بحلم الهندسة، فالتحق بشعبة علمي رياضة، لكن لم يحالفه الحظ في الثانوية العامة، فقد حصل على 60% وهو أمر كان خارج التوقعات، فهو دائمًا ما يحصد المراكز الأولى في مدرسته، إلا أن هذا العام كان نصيبه ألا يسير على نفس النهج، فقد حدثت مفاجآت سيئة لم يكن لها حسبان.

"غالب" الذي لم يتم الـ19 عامًا توفي والده بالتزامن مع أول أيام امتحانات الثانوية العامة، ولأنه كان شديد القرب من والده الذي اعتبره صديقه أكثر من مجرد أب، فكان حزنه مضاعفًا، وعلم بالخبر بعد انتهائه من امتحان اليوم الأول، فكانت الصدمة شديدة عليه، فما كان منه إلا أن تماسك أمام والدته وإخوته فهو أكبرهم، وظل يواسيهم إلى أن انفرد بنفسه وانفجر بكاء مكتومًا.

كان حلم "غالب" ووالده الالتحاق بالقوات المسلحة ليكون أحد ضباطها البواسل، فوضع هذا الهدف أمام عينيه، وبعد وفاة والده اعتبرها وصية عليه تنفيذها، فحاليًا عكف على متابعة الأوراق اللازمة وما إذا كان مجموعه سيؤهله لذلك أم لا.