رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«جنود مجهولة».. «الدستور» تحاور صناع مبادرة حملة 100 مليون صحة

جريدة الدستور

على النواصي وفي قلب الميادين وداخل الوحدات الصحية، تجدهم يعملون لساعات متواصلة، في سباق مع الزمن للكشف على أكبر قدر من المواطنين، وإتخاذ الإجراءات الصحية حيالهم، سواء بتحويلهم إلى مستشفيات لعلاجهم أو صرف أدوية لهم.

هم جنود حملة "100 مليون صحة"، التي انتهت مؤخرًا من أداء دورها بالكشف على المصريين من الأمراض المستعصية، وتستعد حاليًا وزارة الصحة لإقامة احتفالية عالمية؛ للإعلان عن نتائج المباردة، والتي استهدفت توقيع الكشف الطبي على المصريين فوق سن 16 سنة؛ وعلاج المرضي مجانًا، ودعت وزراة الصحة خبراء صحة دوليين للمشاركة في الاحتفالية.

"الدستور" خلال التقرير التالي، تواصلت مع صناع نجاح المبادرة من ممرضين وأطباء للكشف عن كواليس مشاركتهم في الحملة والصعوبات التى واجهتهم، ولتسليط الضوء على الجهود التي بذلوها خلال تلك الفترة.

إيمان مسعد، ممرضة، شاركت في حملة 100 مليون صحة خلال مرحلتها الثالثة بمحافظة الدقهلية، قالت: "عندما جاءنا تكليف المشاركة في الحملة شعرت بفخر شديد لمشاركتي بها، ليس فقط لأنها حملة قومية تخدم ملايين من المصريين ولكن لأنني من خلالها أساعدت أهل بلدتي الذين استهدفتهم الحملة في مرحلتها الثالثة".

وتابعت: "كنت أعمل في الفترة الصباحية من الحملة، ورغم أن عدد ساعات عملي خلال الحملة كانت أكثر من فترات عملي العادية، لكنها أتاحت ليّ القيام بدوري الذي قضيت في المعهد عامين أدرس فيه، وهي خدمة المواطنين أكثر من عملي في الوحدة الأسرية التى كانت مخصصة لتنظيم الأسرة".

أضافت: "في الأيام الأولى للحملة بمركز أجا بالدقهلية، والتي تمركزت داخل مستشفي أجا العام كان الإقبال شديد من المواطنين على الحملة، فكنا نوقع الكشف على ما يقرب من 700 مواطن في اليوم الأول، وكانت طوابير المترددين على الحملة تتخطى أبواب المستشفي إلى الخارج، وكنت أنا وزملائي لا نجد دقائق قليلة لتناول طعام الإفطار بسبب كثافة الإقبال".

لحظات ألم كثيرة مرت بها "إيمان"، خلال أيام الحملة ارتبطت معظمها بردود أفعال المواطنين، عندما اكتشفوا إصابتهم بفيروس سي أو السكر، ولكن أكثر هذه اللحظات قسوة عندما جاءت خالتها للكشف وكانت تخشي من وجود فيروس سي، لكنها فوجئت بإصابتها بمرض السكري، وشعرت وقتها بالصدمة لأنه لا يوجد فرد في العائلة يعاني من هذا المرض.

وتابعت: "الحملة أنقذت روحها فطبيب الباطنة الذي ذهبت إليه للكشف، قال أنها أصيبت بالمرض منذ ثلاثة أشهر وأن مستوى السكر لديها كان مرتفع"، مضيفة الحملة أنقذت المئات من المواطنين الذي كانوا يعانوا من فيروس سي والسكر والضغط دون علمهم، ولو لم تكن الحملة لم يكن هؤلاء الناس قد علموا بأمراضهم".

وبلغت عدد الفرق الطبية المشاركة في تنفيذ المرحلة الثالثة 8 آلاف و52 ألف فريق طبي، مقسمين على فترتي عمل صباحية ومسائية، وذلك في 2401 نقطة مسح في المحافظات السبعة، قامت الوزارة خلالها بتدريب ١٧٦٥ من أعضاء الفرق الطبية المشاركة في هذه المرحلة.

محمد رشاد حجاب، مدخل بيانات بمعمل تحاليل الفيروسات الكبدية بقرية سنديون، قال إن مبادرة 100 مليون صحة بدأت في القليوبية في المرحلة الأولى، وعملت الحملة على الاستعانة بمتطوعين طلاب ودكاترة من جامعة بنها ومستشفى بنها الجامعي، نظرًا لزيادة الإقبال عليهم، موضحًا أن كل وحدة صحية بها 2 دكاترة متخصصين و 2 ممرضين و 2 مدخلين بيانات تحت إشراف مديرية الصحة بالقليوبية.

وتابع حجاب خلال تصريحه لـ"الدستور"، أن كل وحدة تقوم بسحب العينات، وفور ظهور نتيجة العينة يتم تحويل المريض على أقرب مستشفى حميات؛ إذا كانت نتيجة العينة سلبية للتأكد من صحتها، ولإجراء التقارير الطبية، ويبدأ في مرحلة العلاج، مشيرًا إلى أن صحة المواطن تأتي في مقدمة أوليات مديرية الصحة بالقليوبية، والعربيات المتنقلة منتشرة في كل المحافظة، لتقديم الخدمة الصحية لجميع المواطنين في إطار خطة بناء الإنسان المصرى.

وأردف مدخل بيانات بمعمل تحاليل الفيروسات الكبدية بسنديون لـ"الدستور" أن الحملة نالت نجاح كبير في كل أرجاء محافظة القليوبية، وتتم شفاء الحالة خلال 6 أشهر من العلاج، و أن الإقبال كبير خاصة في المناطق السكنية كثيفة العدد مثل شبرا الخيمة، بالإضافة إلى وجود حملات متنقلة لسحب عينات من المواطنين في جميع المناطق، ويتم صرف العلاج للمواطنين بسهولة بمستشفيات حميات بنها، وطوخ، وقليوب، وشبرا الخيمة.

وقال أنه وضعت وزارة الصحة عدة نقاط عمل بها طبيب وممرضة ومدخل بيانات، وتكزت في المرحلة الأولى من الحملة ٨٨ نقطة ثابتة منها ١٨ نقطة مسح بمحافظة البحيرة، و١٠ نقاط مسح بالإسكندرية، و٥ نقاط مسح ببورسعيد، و١٠ نقاط مسح بالقليوبية، و١٤ نقطة مسح بأسيوط، و٥ نقاط مسح بمطروح، و١٠ نقاط مسح بالفيوم، و١١ نقطة مسح بدمياط، و٥ نقاط مسح بجنوب سيناء.

وأشار إلى أن استمرار تلك النقاط يأتي في إطار حرص الدولة على الوصول إلى كل المواطنين ومسحهم، بما يضمن تلقيهم الخدمة الطبية بالمجان.

وخصصت ٢١٠ مراكز لعلاج الأمراض غير السارية ضمن الحملة خلال مرحلتيها الأولى والثانية منها ٣٩ مركزا بمحافظة القاهرة، و١١ مركزا بسوهاج، و٦ مراكز ببني سويف، و١٢ مركزا بالمنوفية، و٦ مراكز بالبحر الأحمر، و٥ مراكز بالأقصر، و١١ مركزا بكفر الشيخ، و٨ مراكز بالسويس، و٥ مراكز بشمال سيناء، و٦ مراكز بالإسماعيلية، و٧ مراكز بأسوان، و٦ بجنوب سيناء، و١١ مركزا بأسيوط، و١٩ مركزا بالبحيرة، و٧ مراكز بمطروح، و١٧ مركزا بالإسكندرية، و٦ مراكز بالفيوم، و١١ مركزا بالقليوبية، ومركزين ببورسعيد، و١٥ مركزا بدمياط.

"أول مرة أشوف الفرحة في عيون الناس" بهذه الجملة بدأ أمجد مصطفى، دكتور تحاليل (بي سي أر)، أن الحملة نجحت في مسح أكثر من مواطن حتى الآن، من فيروس سي، بالإضافة إلى الكشف عن الأمراض غير السارية "السكر - الضغط - السمنة"، وقاموا بإجراء العينات للوفد الأجنبي، وأن أكثر الوقت يكرثوه للعمل موضحًا أنهم قضوا الأعياد في العمل أمام المساجد والكنائس.

وأشار مصطفى إلى أن تقديم تحليل "100 مليون صحة"، سيكون أحد الشروط الأساسية للحصول على الخدمات الحكومية، مثل استخراج التصريح والأوراق الحكومية، والالتحاق بالجامعات.