رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"من النهارده مفيش بنزين".. سائقون حولوا سياراتهم للغاز الطبيعي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

في إطار التوسع في تحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعي، ووضع خطط استراتيجية محكمة هدفها تقليل العبء على المواطنين، وزيادة استثمارات الدولة المصرية، وافق مجلس الوزراء في الفترة الأخيرة على بعض الإجراءات التشجيعية لذلك.

جاء ذلك بعد توفير البنك المركزي لتمويل بفائدة 5٪ لسيارات النقل والأجر لمساعدة المواطنين الذي سوف يلجأ إليه الكثير من مالكي السيارات خلال الفترة المقبلة، بعد إلغاء الدعم علي المواد البترولية وارتفاع أسعار البنزين.

ووجهة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، متابعة تنفيذ برنامج تحويل المركبات للعمل بالوقود المزدوج (بنزين - غاز طبيعي)، وإعداد تقرير عن التمويل المطلوب لتنفيذ المشروع، وخطوات ومراحل التنفيذ، مؤكدًا أن البرنامج يستهدف تحويل المركبات للعمل بالغاز الطبيعي، وفي الوقت نفسه إنشاء محطات التموين التي تسمح بتقديم هذه الخدمات.

"الدستور" حاورت عدد من السائقين حول ذلك القرار. تامر محمد، سائق ميكروباص، يعمل على خط (عبد المنعم رياض - فيصل)، يرى أن خدمة تحويل المركبات لـ"بنزين - غاز طبيعي"، تُعد نقلة كبيرة من نوعها تقوم الدولة بها خلال الفترة المقبلة، مؤكدًا إنّها ستعود بالنفع عليه من حيث التكلفة، خاصة وإن الغاز الطبيعي سعرة أقل بكثير من السولار وهذا كبديل للهروب من الأسعار المرتفعة.

وقال محمد، الذي عمل على تحويل سيارته من الـبنزين لـ"الغاز الطبيعي" منذُ 5 سنوات، أنه كان يستهلك شهريًا بنزينًا قد يصل إلى ألف جنيه، إلا أنه بعد تركيبه الغاز الطبيعي تغيّرت الأحوال وأصبح يستهلك 300 جنيه فقط، مشيرًا إلى إنه يُسبب الكثير من الأعطال لسيارته بعد مرور الوقت، خاصة وإنه يتجمد من حين لأخر.

لكن على الرغم من التأثير السلبي الذي يُحدثه الغاز الطبيعي على المدى البعيد، إلا أنه يرى أن الغاز في المقابل يوفر الكثير ماديًا، مضيفًا: "الغاز بيُحدث أضرار كثيرة. بس الفلوس اللي بيوفرها مع الوقت تخليني أشترى موتور جديد لو حصل ليه حاجة وهوفر كتير".

في بداية عام 1996 أنشأت وزارة البترول أول شركة تعمل في مجال تحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعي كوقود إضافي، وبديل للوقود التقليدي في مصر وهي شركة "كارجاس"، وفي العام التالي شهدت محطة الغاز الطبيعي الأولى بمنطقة ألماظة في مصر الجديدة تحويل أول سيارة في مصر وأفريقيا للعمل بالغاز الطبيعي.

الارتفاعات المتتالية لأسعار الوقود على مدار الأعوام الثلاثة الماضية، والتي حدثت إحداهم مؤخرًا، كان لها التأثير الأكبر في تغيير قناعة "وليد السيد""، صاحب سيارة، وافق على تحويل سيارته الملاكي للعمل بالغاز الطبيعي بدلًا من البنزين رغم ما يحدث من أثار سلبية على ماتور السيارة على المدى البعيد.

وقال السيد، إنه قام بتحويل سيارته للعمل بالغاز الطبيعي منذ عام، مؤكدًا أنها تجربة ناجحة للغاية، فقبل التحويل كان لديه خوف من الغاز الطبيعي على سيارته خاصة لأنها حديثة، ولكن التجربة أثبتت أنه أكثر أمانًا وتوفيرًا.

سمير صبري، سائق ميكروباص، قال أنه قام بتحويل سيارته منذ ثلاثة أشهر ماضية، بعد أن نجحت تجارب زملائه وساهمت في توفير أموال كبيرة لهم، مؤكدًا أنه وفر خلال أسبوع واحد مبلغ كبير، واصفًا الفرق بين البنزين والغاز، أنه فرق بين السماء والأرض.

وأشار صبري إلى أنه يوفر حوالي من 30 جنيهًا إلى 50 جنيهًا يوميًا، نظرًا لرخص سعر الغاز الطبيعي مقارنة بسعر البنزين، مؤكدًا أنه لم يواجه أي مشكلة نتيجة التحويل طوال هذه الفترة.

تشجيع الحكومة للمواطنين لتحويل سياراتهم إلى الغاز الطبيعي من الأشياء الإيجابية، وفق النائب حسن السيد، عضو لجنة الشؤون الاقتصادية بمجلس النواب، والذي طالب الحكومة باتخاذ عدة خطوات استباقية منها، توفير المحطات الكافية للمواطنين لتسهيل التموين، وخاصة على الطرق الصحراوية السريعة التي تفتقد لتلك الخدمات.

ووفقا للإحصاءات الرسمية لوزارة البترول، يقدر عدد السيارات التي حولت وقودها على مدار أكثر من 20 عاما بـ260 ألف سيارة، يبلغ متوسط استهلاكها سنويا 455 مليون م3.

فيما يصل إجمالي عدد السيارات التي حولتها "شركة غازتك" للعمل بالغاز الطبيعي منذ بداية نشاطها لأكثر من 120 ألف سيارة، منها 11 ألف سيارة تم تحويلها خلال عام 2018 فقط، وبحصة سوقية قدرها 51 % من إجمالي السوق، وهو أعلى معدل تحويل للسيارات بين جميع الشركات العاملة في المجال.

مدحت فوزي، خبير اقتصادي، يقول إن فوائد استخدام الغاز الطبيعي كبديل للوقود العادي، يُعد نقلة ناجحة تُنفذها الدولة، خاصة وأن الغاز الطبيعي صديق للبيئة وليس له أضرار على الجانب البيئي والصحي، كما أنه صالح تمامًا إلى الجانب الاقتصادي، حيث يحقق استخدام الغاز الطبيعي في المركبات وتوفيرًا في كلفة التشغيل يصل إلى 30% من مثيلاتها التي تعمل بالوقود.

وأشار فوزي، إلى أن تكاليف صيانة المحركات التي تعمل بالغاز الطبيعي تقل بصورة ملحوظة عما عليه الحال في المركبات التي تستخدم البنزين أو السولار، إضافة إلى أن الغاز الطبيعي يطيل العمر التشغيلي للمركبة.