رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصير صعب.. ما تأثير الثانوية العامة على الشخصية المصرية؟

جريدة الدستور

مصير صعب، يدور حوله طلاب الثانوية العامة لأكثر من عامين، أملًا للحصول في النهاية على مجموع كبير يؤهلهم للالتحاق بكليات القمة، البعض منهم يعتبرها نهاية المطاف وربما الحياه بأكملها، حتى صارت تتحكم في مصائرهم ومستقبله، وتمثل رعب لذويهم.

تمر السنوات وينتظر الآباء والأمهات أن يصل أبنائهم إلى مرحلة الثانوية العامة، لكن بمجرد الوصول إليها تجدهم يخشونها، وتقف محطات حياتهم عند تلك النقطة، فلا شيء يسعون إليه إلا الوصول إلى كلية قمة تضمن مستقبل أفضل لأولادهم من وجهة نظرهم.

وانطلاقًا من هذه الحالة، تظل الأسرة تدور بدوامة من الدروس الخصوصية التي لا تنتهي إلا باختفاء بعبع الثانوية العامة، فتجد الطالب يسارع الزمن من أجل التواجد بهذه الدروس، ويستنزف الجميع طوال تلك الفترة أموال وجهد ربما يضيع هباءً.

الدكتور عبدالرازق الجلبي، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة الأسكندرية، يرى أن الثانوية العامة
أصبحت أداه للتفاخر وأحيان أخرى أداة طاعنة للذل والمعايرة الاجتماعية لمن فشل بها، موضحًا أن ممارسات المصريين المرتبطة بالثانوية تحتاج إلى التغيير عن طريق ثورة تنويرية تثقيفية تغير المفاهيم الخاطئة الراسخة في أذهان الكثيرين.

يشير إلى أهمية دور الأسرة في تشجيع أبنائها على الالتحاق بالكليات التي يحبون الدراسة بها بشكل حقيقي، دون النظر إلى أي اعتبارات أخرى، مشددًا على أهمية دور الأسرة أيضًا في التواصل المستمر مع ابنائها، وعدم ترك الوظيفية التوجيهية للأبناء لأصحابهم فقط، لاسيما أن الشاب أو الفتاة أصبح يتأثر بأصدقاؤه أكثر من أسرته.

يؤكد الدكتور محمد هاني، خبير الصحة النفسية، على أنه لا يمكن التقليل من أهمية الثانوية العامة لدى المصريين، مشيرًا إلى أنها بالفعل بداية جديدة ولكنها ليس ضمانًا لمستقبل باهر كما أن الفشل بها لا يعد نهاية للعالم.

يضيف: "بالفعل تتدخل نتائج أي شاب أو فتاه بالثانوية العامة بتحديد بعض اختياراته الشخصية"، موضحًا أن ذلك أمرًا طبيعيًا لما تمثله الثانوية العامة من كونها محطة مصيرية في حياة أي شاب أو فتاه.

يحذر من أن تدفع هذه النتائج الشخص لاختيار مجال للدراسة لا يرغب فيه، أو اختيارات أخرى لا تكن على هوائه، لمجرد أنها متوافقة في مستوى الكلية العلمي، ضاربًا مثلًا في ذلك باختيار شريك الحياه لدى المصريين والذي يكون معياره الأول في بعض الأحيان التوافق العلمي وليس الفكري.