رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعبع الثانوية.. حكايات طلاب انتحروا بسبب نتيجة الامتحانات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

مجموع 48% كان سبب في حدوث كارثة لم تكُن تتوقعها منطقة حدائق القبّة بالقاهرة، فعلى الرغم من حصول العديد من طلاب الثانوية العاملة على مجموع قليل النسبة، إلا أن الأمر اختلف مع الطالبة "دينا"، ليكون الانتحار وإلقاء نفسها من الطابق الثالث من العقار، هو حل حاسم للنجاة من أزمة الرسوب التي وقعت فيها.

"دينا" بمجرد علّمها بحصولها على ذلك المجموع، طمأنت ذويها بأنها نجحت دون الرسوب في أي مادة، وعلى غفلة منهم قفزت من الطابق الثالث الذي تسكن فيه مع أهلها، متخلصة من حياتها بسبب الثانوية العامة.

نقلت الفتاة إلى المستشفى، إلا أنها فارقت الحياة قبل وصولها، وتبين من التقارير الطبيّة أن الوفاة ناتجة عن الانتحار، لمرورها بأزمة نفسية، بسبب رسوبها.

حالة "دينا" لم تكُن الوحيدة، فعلى مدار عدة سنوات سابقة شهدنا حالات كثيرة أقبلت على الانتحار بسبب نتيجة الثانوية العامة، إذ انتحرت طالبة بالثانوية العامة في المنيا، إثر نشوب مشاجرة مع والدها بسبب نتيجتها في الثانوية العامة.

ونُقلت الفتاة وهى مصابة بتناول قرص غلة، وعقب وصولها إلى المستشفى لفظت أنفاسها الأخيرة، وبسؤال والدها قال أن ابنته كانت ترغب في تقسيم مواد الامتحانات في الثانوية العامة، وعندما رفض تناولت قرص الغله، ما تسبب في وفاتها، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 3308 إداري مركز شرطة ملوى

أميمة عبدالله مصطفى، دكتور الصحة النفسية والارشاد النفسي، تقول إن فور ظهور نتيجة الثانوية العامة انتحر عدد من الطلاب والطالبات نظرًا لأسباب إجتماعية، حيث أن عائلة الطالب وجيرانه ينظروا إليه بنوع من الشفقة، والتقليل من شأنه بنظرة دونية، ووضعه فى مقارانات مع الأخرين والبدء في معايرته والتحقير منه.

توضح أنّ ذلك يرجع إلى أسباب نفسية فيشعر الطالب بمحو قيمته المعنوية والدونية، معتقدًا أنه إذا قام بإعادة العام الدراسي لم ينجح، وأنه لم يكن لديه ثقة بالنفس، وقوة إيمان بالله وصبر.

وتستطرد أن كليات القمة أصبحت حلم للجميع، ومن لم يحصل عليها يشعر أن مستقبله ضائع موضحة أن كليات القمة لم تكُن المعيارالرئيسي للوصول للحلم، ومن الممكن أن تنجح في الكليات الأخرى وتثبت ذاتك وقدراتك المهنية والعملية، وكل شخص فى المجتمع لديه رسالة يقدمها.

وتشير دكتور الصحة النفسية، إلى أنّ الأسرة لديها كاهل أساسي، ويشجعون الطالب دائمًا، ويأهلوه نفسيًا لاستقبال المرحلة الجامعية الجديدة وإثبات ذاته وقدرته الإبداعية، وتزويده بالثقافة الدينية وقربه إلى الله عز وجل، وتأصيل المفاهيم الدينية الصحيحة لديه حتى يمحو ما في ذهنه من الانتحار.

مساء أمس أقدمت طالبة في الشهادة الثانوية العامة بمركز نقادة غرب محافظة قنا، تُدعى "ه.ع.ش" ١٩ عاما، على الانتحار، بتناولها مبيد حشري سام، وتبين من التحريات أن انتابتها حالة تخوف من الفشل في أداء الامتحانات بالثانوية العامة؛ أدت إلى إصابتها باكتئاب حاد منذ فترة وإقدامها بعدها على تناول المبيد الحشري للتخلص من حياتها.

وارتفعت حالات الانتحار بين طلاب الثانوية العامة خلال العام الجاري إلى 11 حالة فى 9 محافظات مختلفة، مقابل 8 حالات العام الماضي 2017، وأربعة في عام 2016، الأمر الذى يضع علامة استفهام حول أسباب استمرار الظاهرة، وجهود الدولة للحد منها فى الأعوام المُقبلة.


وكانت وزارة التربية والتعليم برئاسة الدكتور طارق شوقي، قد اعتمدت نتيجة الصف الثالث الثانوي، وجاءت نسبة النجاح 78.6% في نتيجة الثانوية العامة ٢٠١٩ وجاءت أعداد الطلاب الأوائل 40 طالب وطالبة، منهم 34 طالب بالتعليم العام 14 علمي علوم، 10 علمي رياضة، 10 طلاب أدبي.