رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شبابنا.. وشبابهم


بشبابها خاضت مصر، ولا تزال، معركتها ضد الإرهاب، وبهم، وعبر «منتدى شباب العالم»، خاضت وتخوض واحدة من أهم معارك البناء والتنمية، وبنجاحنا في المعركة، استحق المنتدى إشادة «مجلس حقوق الإنسان الدولي» وإشارته إليه باعتباره محفلًا دوليًا لمناقشة القضايا الدولية من منظور الشباب. وشاءت الأقدار أن تأتي تلك الإشارة أو الإشادة، بعد ساعات من انتهاء فعاليات منتدى آخر للشباب، استهدف اللعب بعقولهم وغسل أدمغتهم، أقامته العائلة الضالة التي تحكم قطر بالوكالة، بمشاركة ما يوصف بـ«الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين» المدرج، مع أعضائه ومؤسسه يوسف القرضاوي، على قوائم الإرهاب في العديد من الدول.

تحت عنوان «الشباب وحقوق الإنسان» انعقدت، يوم الجمعة، الدورة الحادية والأربعون لمجلس حقوق الإنسان الدولي، التابع للأمم المتحدة. وفيها أشار المجلس إلى المساهمات التي قدمها منتدى شباب العالم في نسختيه الأوليين، اللتين استضافتهما مدينة شرم الشيخ المصرية خلال عامي ٢٠١٧ و٢٠١٨، وتمكنت بعثة مصر الدائمة لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف، من استصدار أول قرار أممي يشير إلى الإسهامات التي قدمها المنتدى في مجالات تمكين الشباب، خاصة في الدول النامية ومواجهة التحديات. وليس في ذلك، في تصورنا، أكثر من تحصيل حاصل، لأن المنتدى، كما هو ثابت، نجح في بناء مساحات مشتركة للعمل الجماعي بين الشباب من مختلف الجنسيات، تتجاوز حدود الدول واختلاف الثقافات وتباين الأعراق.

جاياثما ويكراماناياكي، مبعوثة الأمين العام الخاصة للشباب، كانت قد شاركت في النسخة الثانية من «منتدى شباب العالم»، التي انعقدت في نوفمبر الماضي، وأشادت في كلمتها بـ«لقاء شباب العالم من الجنسيات المختلفة للتحاور والتشاور وتبادل الخبرات والأفكار». وقالت: إن «مثل هذه المناقشات تسهم في نقل أفكار الشباب إلى زعماء العالم، وتفتح لهم المجال أمام مشاركتهم في المشروعات التنموية، بما يسهم في تطوير الحياة للشعوب»، مؤكدة أن «أفكار الشباب لن يكون لها واقع دون المشاركة الفاعلة في مثل هذه المنتديات والمنصات العالمية، وأن الفرصة متاحة الآن لمشاركة الشباب في بناء مجتمعاتهم والرقي بها».

منتدى شباب العالم، الذي انطلقت نسخته (دورته) الأولى في نوفمبر ٢٠١٧، يقام سنويًا في الشهر نفسه بمدينة شرم الشيخ، ضمن إطار أشمل تتبناه الدولة المصرية، للاستثمار في الإنسان المصري، انطلاقًا من إرادة حقيقية لتمكين الشباب من المشاركة السياسية والاجتماعية، وتأهيلهم لتولي الوظائف القيادية، بدءًا من الخطاب السياسي، مرورًا بتطبيق ما يطرحه هذا الخطاب، وصولًا إلى تكليف الحكومة وأجهزة الدولة ومؤسساتها المعنية بتنفيذ توصيات وقرارات المنتدى. وعبر تنظيم العديد من الفعاليات على مدار العام، وقبل شهور من صدور القرار الأممي، تحديدًا في أبريل الماضي، شارك عدد من أعضاء المنتدى في «منتدى الشباب الاقتصادي والاجتماعي» الثامن، الذي انعقد بمقر الأمم المتحدة في نيويورك.

في البيان، الذي ألقاه وفد مصر، الجمعة، خلال جلسة اعتماد مشروع القرار الأممي، تم التأكيد على إيمان مصر بأن زيادة نسبة الشباب على مستوى العالم، خاصة في الدول النامية، تقترن بها فرص وتحديات ضخمة، منها ما يتعلق بتوفير المُناخ المُواتي الذي يُمكن الشباب من التمتع بحقوق الإنسان والحريات الأساسية وتجاوز ما يواجهونه من تحديات في هذا الشأن. ومنها أيضًا ما يرتبط بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، عبر الإسهام بشكل فعّال في إدراك الحق في التنمية والسلام للجميع، انطلاقًا من كون الشباب سيمثلون المحرك الأول والمُستفيد الرئيسي من مكتسبات أجندة التنمية المُستدامة ٢٠٣٠.

نحو ٥٠٠٠ شاب من جميع أنحاء العالم شاركوا في النسخة الأخيرة للمنتدى، وناقشوا التحديات التي تواجه عالمنا اليوم، في العديد من الندوات وورش العمل. أما منتدى «العائلة الضالة»، الذي أشرنا إليه في البداية، الذي أطلقوا عليه «منتدى الشباب الإسلامي»، فأقيم بالتعاون بين وزارة الثقافة والرياضة القطرية، و«منظمة التعاون الإسلامي» التي ترأسها تركيا حاليًا، وبإشراف «مركز قطر للفعاليات الثقافية والتراثية». وشارك اتحاد القرضاوي بالترويج له عبر موقعه الإلكتروني وحساباته على شبكات التواصل الاجتماعي. وعليه، تم استغلال الجلسات، للترويج لأفكار تنظيم الإخوان، بهدف تجنيد شباب يمثلون ٥٦ دولة، وتتراوح أعمارهم بين ١٨ و٣٠ سنة.

..وتبقى الإشارة إلى أن استراتيجية الحوارات في «منتدى شباب العالم»، ترتكز على ورش عمل وجلسات حوار، يقدم فيها الشباب رؤاهم لكيفية التعامل مع القضايا الدولية على مدار أيام المنتدى. على عكس استراتيجية التلقين والتدجين التي قام عليها منتدى العائلة الضالة. ويكفي، مثلًا، أن شبابنا قاموا بتشكيل مجموعة بحثية متخصصة لدراسة الإيجابيات والسلبيات الناجمة عن الاستخدام المفرط لمواقع التواصل الاجتماعي. أما شبابهم، فتم تدريبهم وتأهيلهم للانضمام إلى جيش الذباب الإلكتروني التابع للتنظيم الإرهابي.