رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من قلب النجع.. "بتاع الجحرود" الذي نعته "الفراريج"

جريدة الدستور

منذ عشرين سنة تقريبًا، كان أهل الصعيد الجواني، لا يعرفون إلا البيض البلدي، الذي يلقبونه بالجحرود، أو الدحي، أو الكحروت.

وكان البيض لا يباع في المحلات، بل يباع في البيوت أمّا تاجر البيض الملقب "ببتاع الجحرود" فكان يمر كل صباح وسط الشوارع والدروب الضيقة، ممتطيًا حمارًا عليه قفصين كبيرين، يربط بينهما بحبيلين، ليكون أحدهما على جنب الحمار الأيمن، والآخر على جنبه الآيسر، وينطق بكلمة واحدة "الجحرود".

ثم يقف أمام كل بيت، وينادي باسم أكبر الذكور، فتخرج صاحبة الدار، ومعها علبة صفيح، بها عدد معين من البيض، على حسب عدد الفراريج فيأخذ "بتاع الجحرود" البيض منها، ويسجل عدده في الدفتر، فيخبرها بما لها وما عليها، حيث كانت النساء تأخذ منه مبلغًا مقدمًا، وأحيانًا كان "بتاع الجحرود" يبيع للنساء الشال والبردة والقماش، مقابل البيض ليربح في البيض وفي البضاعة. ومع ظهور مزارع الفراخ الأبيض، ظهر البيض الملقب في الصعيد بالبيض الزراعي، ومع زيادة السكان وبناء البيوت بشكل عصري، دون أحواش لتربية الطيور، اندثر البيض البلدى تقريبًا، لذا انتهى دور "بتاع الجحرود" وأصبح فى طي النسيان.