رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سُيّاح مُعلّقون.. البالون الطائر خطر يهدد السياحة فى الأقصر

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أراد "مصطفى محمد" 27 عامًا، محاسب، ارتياد البالون الطائر في مدينة الأقصر في أثناء رحلته إليها برفقة 7 من أصدقائه في شتاء العام الحالي، ورغم اشتداد الرياح في ذلك اليوم إلا أن البالونات كانت تعمل بطريقتها الطبيعية، وحين استفسروا من أصحابها أكدوا لهم أنهم يعلمون اتجاهات الرياح جيدًا.

صعد الشاب مع بعض من أصدقائه في البالون، وبعد مرور خمس دقائق بدأ يهتز بسبب شدة الرياح، والبالون يتمايل وتعالت صيحات الفتيات من أصدقائه بسبب شدة الاهتزاز، حتى اضطر سائقه إلى الهبوط قبيل انتهاء الرحلة، وعلى بعد مترات قليلة من الهبوط على الأرض سقط البالون بالفعل، وأصيب "مصطفى" بكسر في ذراعه الأيمن وخدوش لأصدقائه.

يقول: "الكارثة أنه المفترض يكونوا عارفين تنبيهات الأرصاد أن فيه رياح شديدة النهاردة، راحوا طايريين عادي، واتفاجأوا بالريح بعد كدة واضطروا يعملوا هبوط اضطراري، بس ملحقناش ووقع واتخبطنا".

"مصطفى" وأصدقاؤه هم ضحايا البالون الطائر في الأقصر، والذي يفتقد لعوامل الآمان والسلامة، إلى جانب تقصير أصحابه في استطلاع حالة الطقس بشكل يومي، ما أدى إلى وقوع إصابات عديدة بين المواطنين والسياح.

ومؤخرًا صدر قرارًا بوقف رحلات البالون الطائر في الأقصر إلى أجل غير مسمى، وذلك بعد إنقاذ 11 راكبًا انحرف بهم البالون عن المسار الصحيح، لإقلاعه أثناء اشتداد الرياح، إلا أن حالة من الغضب سادت بين الأوساط السياحية بسبب القرار.

لاسيما أن وزارة الطيران المدني، أصدرت بيانًا كشفت فيه تفاصيل انحراف بالون طائر على متنه 11 راكبًا نظرًا لشدة الرياح، بأن الطيار لم يكن يعرف مكان الهبوط وبسبب هبوب الرياح واختلافها؛ دفعها غربًا بعيدًا مسافة ما يقارب 50 كيلو قبل محافظة قنا، قبل أن تم الدفع بطائرتين هليكوبتر لتحديد موقعهم وإنقاذهم.

لم يكن الحادث الأول، ففي 2013 لقي 19 سائحًا مصرعهم من جنسيات مختلفة، أثناء استقلالهم "بالون طائر"، وأصيب 3 آخرون من بينهم سائق البالون بإصابات خطيرة، وذلك في مدينة "القرنة" بمحافظة الأقصر؛ نتيجة تسرب الوقود في الجزء العلوي من الخرطوم الأمامي الأيمن المتصل بالحارق.

وفي شهر أغسطس العام 2016 أصيب 22 سائحًا صينيًا، خلال قيامهم برحلة فوق معابد الفراعنة، إلا أن الرحلة دفعت تيارات الهواء بالبالون من غرب المدينة إلى شرقها، وخلال محاولة قائد البالون الهبوط بهم في منطقة الحبيل، شرق الأقصر، ارتطم البالون بالأرض، ما أدى إلى إصابة السياح الصينيين، بخدوش وكدمات.

وفي عام 2018 ارتطم البالون بالأرض في منطقة جبلية بمحافظة الأقصر، وأسفر عن مصرع سائج من جنوب إفريقيا وإصابة 15 آخرين، عقب تغير الحالة الجوية ونشاط حركة الرياح، مما أدى لعدم قدرة السائح للهبوط في مطار البالون المخصص للهبوط.

وفي شهر يناير الماضي، شهد الطريق الصحراوي الغربي الجديد غربي مدينة الأقصر، سقوط بالون طائر وعلى متنه 21 سائحا من جنسيات مختلفة، ما أدى إلى مصرع شخص وإصابة 12 آخرين بكدمات وجروح.

الدكتور زين الشيخ، الخبير السياحي، يقول إنه يجب على جميع شركات السياحة الخاصة برحلات البالون الطائر، المبادرة بعمل صيانات متنوعة ومختلفة، لعدم حدوث وقائع كارثية تُنتج مصرع الكثيرين، خاصة من الجنسيات المختلفة التي تقصد محافظة الأقصر للاستمتاع بركوب البالون الطائر.

ويضيف الشيخ في تصريح خاص لـ"الدستور"، يجب قبل إقلاع رحلة البالون الطائر، التفتيش على أعداد الركاب وأوراق ترخيص البالون ومراجعة إجراءات الطيار لعمليات تسخين الهواء بشكل تدريجي للطيران، والارتفاع للتحليق لمسافة لا تزيد على 500 متر، والذي تتحكم خبرة مهارة الطيار في التحليق بشكل يستمتع فيه السائحون باختيار طبقات الهواء المختلفة لتوجيه البالون.

ويرى أن قرار شرطة السياحة بوقف البالون الطائر حاليًا جاء في الوقت المناسب، وذلك لما تشهده محافظة الأقصر من سقوط العديد من البالونات، والتي تحمل العديد من السياح مختلف الجنسيات.

ويوضح أنه في حال وجود إشارة من سلطات الطيران المدني بزيادة سرعة الرياح وسوء في الأحوال الجوية يجب إلغاء رحلات البالون، وذلك عند تجاوز سرعة الرياح لـ 8 عقدة وارتفاعها إلى 13 أو 15 عقدة، والتي تعد من ممنوعات إطلاق حركة الطيران في مطار البالون بالأقصر.

ويضيف الخبير السياحي، يجب على الشركات صيانة تلك البالونات وتزويد الخدمات الآمنة قبل إقلاع الرحلات، وذلك لعدم حدوث اصطدامات كارثية ينتُج عنها إصابات ومصرع العديد من السياح، موضحًا أن هذه الأمور تُقلل من الشكل الحضاري في مصر.

تلك الوقائع دفعت النائبة إيناس عبدالحليم، عضو مجلس النواب عن محافظة الدقهلية، التقدم ببيان عاجل بوقف تلك الرحلات لافتقادها وسائل الأمان، موضحة أن الرياح الشديدة كانت سبب سقوط البالون الطائر.

يذكر أنه بلغ عدد الرحلات 226 رحلة حملت على متنها 3871 سائحًا أطلقتهم نحو 10 شركات تعمل في مجال البالون بشكل يومي منذ منتصف عام 2018، وتنوعت الجنسيات ما بين الفرنسية والبرازيلية والصينية والبريطانية والهندية وغيرها من الجنسيات.