رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ما قبل الموت.. "الدستور" تحاور أطباء أول مركز لعلاج السكتات الدماغية في مصر

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

فقدان توازن يؤدي إلى صعوبة في الحركة، كلام متثاقل ورؤية ضعيفة، الأعراض الأولية ظهرت على يحيى الصياد، 25 عامًا، من قاطني محافظة القاهرة، أصيب بمرض السكتة الدماغية في مرحلة مبكرة من عمره، بالرغم من أن السكتات الدماغية تُصيب كبار السن فوق الـ50.

"إهمالي للأعراض الأولى هو اللي صّعب حالتي، المرض ده كل ثانية فيه خطر"، يوضح "الصياد" في حديثه مع "الدستور" أن أعراض المرض ظلت تنتشر دون إدراك منه، حتى جعلته لا يستطع يومًا ما تحريك ذراعه أو القيام من مكانه، وغير قادر على الاستغاثة بأحد من ذويه لكون الأعراض تصيبه بشلل النطق، حتى وجده شقيقه الأكبر في هذه الحالة، ونقله إلى المستشفى على الفور.

التحاليل الطبية أثبتت تعرض الشاب لإنسداد مفاجئ في الأوعية الدموية بالمخ؛ مما نتج عنه موت عدد كبير من الخلايا، ودخوله في مراحل السكتات الدماغية الخطيرة، ويضيف أنه حُجز داخل المستشفى عدة أيام لمتابعة العلاج، والتدريب على النطق بشكل سليم، رغم أن علاج هذا المرض مكلف للغاية.

يقول الصياد، أن سبب تعرضه لسكتة دماغية كان العمل لأكثر من عشر ساعات متواصة بجانب التدخين المستمر، وعدم تنظيم ساعات النوم، هذا ما كشفه له الطبيب المختص في أمراض المخ، محذرًا الشاب من تكرار تلك العادات حتى لا يدخل مراحل أكثر خطورة تؤدي إلى الوفاة.

"الصياد" واحد ضمن شباب ومواطنون كثيرون، أصيبوا بمرض السكتة الدماغية في مصر، ولم يجدوا علاج مخفض أو مدعوم من الدولة، بسبب قلة هذا التخصص في المستشفيات الحكومية، ما يعرض حياتهم للخطر قد تصل إلى الموت.

ربما لن يعانوا مرة أخرى، لاسيما بعد الإعلان افتتاح أول مركز لعلاج السكتات الدماغية، واستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي في اكتشاف السكتات الدماغية، بحسب ما أعلن عنه الفريق الطبي المؤسس للمركز الأول في مصر والرابع في الشرق الأوسط، والذي يمتلك أحدث التقنيات التكنولوجية التي تتمكن من علاج المريض في ساعات قليلة، وتتمكن هذه التقنيات أيضًا من ومعرفة الخلايا التي تم فقدها، والخلايا التي يجب التدخل الفوري لانقاذها سواء بالعلاج المذيب أو القسطرة الدماغية.

الدكتور أسامة ياسين منصور، أستاذ المخ والأعصاب والقسطرة العلاجية بجامعة الإسكندرية، يقول أنه يحدث حالة سكتة دماغية جديدة كل ثانيتين في العالم، أما بالنسبة لمصر فيتراوح عدد الإصابات بين ٢٥٠ ألفا إلى ٧٥٠ ألفا سنويًا بينهم أكثر من ٢٠٠ طفل، طبقًا للإحصائيات العالمية، مشيرًا إلى تدشين مركز علاجي للسكتات الدماغية داخل جامعة الإسكندرية.

ويضيف منصور، أن الإسكندرية بها نسبة 1% من المرضى يصلون في التوقيت المناسب لتلقي العلاج سواء بالمذيب أو بالقسطرة الدماغية، على عكس أرقام الصعيد في الوصول إلى العلاج لتكون 1 لكل 400 مريض، بينما تصل قيمة تكلفة علاج السكتات الدماغية إلى 18 مليار جنيه سنويًا.

يحذر أستاذ المخ والأعصاب بجامعة الإسكندرية، من خطورة هذا المرض كونه السبب الرئيسي الثاني للوفاة، كما يتعرض ثلث المرضى للوفاة والثلثان الآخران ما بين إعاقة خفيفة إلى إعاقة خطيرة في حالة غياب العلاج، ويعاني المرضى من حالات اكتئاب يعد السكتة الدماغية، منوهًا عن ضرورة توفر مراكز علاجية مجهزة لعلاج السكتات الدماغية في ساعاتها الأولى، وتوعية مجتمعية بأعراض المرض وخطورته.

يشير منصور، إلى أن جامعة الإسكندرية حصلت على الجهاز مجانًا بسبب خبرة أساتذة الجامعة فى علاج الجلطات، خاصة أنه لا يوجد إلا فى ١٢٠٠ مستشفى فقط على مستوى العالم، كما سيتم تطبيق المركز بأقسام المخ والأعصاب بمستشفى سموحة للطوارئ ومستشفى ناريمان، مشيرًا إلى أن سعر منظومة الذكاء الاصطناعى يصل إلى ٦٠ ألف يورو فى العام.

يؤكد الدكتور أحمد عثمان، عميد كلية الطب بالإسكندرية، على إمكانية المركز من استقبال 12 مليون مواطن سنويًا باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي، موضحًا أن التقنية ستتمكن من علاج المرض بالعلاج المبكر حتى ٩ ساعات باستخدام المذيب حتى ٢٤ ساعة واستخدام القسطرة المخية.

أما الدكتور هاني عارف، أستاذ المخ والأعصاب بكلية طب جامعة عين شمس، يرى أن تحرك المريض للمستشفى في الساعات الأولى لإصابته بالجلطة تُعتبر أهم خطوة، وتقدر بـ4 ساعات ونصف بالنسبة لعلاج الجلطة بإذابة الوريد أما بالنسبة للقسطر المخية يجب إنقاذ المريض خلال 6 ساعات من الإصابة، ويوجد بعض الحالات التي قد تصل إلى 24 ساعة تكون وفقًا لمعايير محددة بعد فحصها.

يضيف: "وفي حالة التعثر عن العلاج في الساعات الأولى يحدث تلف لخلايا المخ بسبب تأخر وصول الدم، وعندما تتلف الخلايا لا يمكن تصليحها نهائيًا؛ مما يؤدي إلى إصابة المريض بإعاقة طوال حياته، وما نقوم به في الساعات الأولى للجلطة هو محاولة إنقاذ خلايا المخ التي لم تتلف، عن طريق فتح الشريان المغلق الذي يوصل الدم للمخ".