رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد انهيار واحدة.. "الدستور" تحقق في قواعد الأمان الموجودة في الصوامع

الصوامع
الصوامع

صوت انفجار مدوّي فاجأ العاملين بشركة مطاحن المنيا دفعهم إلى الهرع إلى مصدر الصوت ليفاجئوا بانهيار كامل لصومعة طولها 25 مترًا، أصبحت في لحظة حطامًا، متساقطًا منها ما يقرب من 30 ألف طن من القمح، صاعدًا غبارهم السماء.. لتقرّر بعدها النيابة بالتحفظ على ملف إنشاء الصومعة، وتكليف هيئة الرقابة الإدارية بعمل التحريات اللازمة عن الواقعة.

واقعة انهيار صومعة المنيا، دفعت "الدستور" للبحث في أسباب انهيار صوامع الحبوب الغذائية وشروط الأمان والسلامة بها، وكيف يتم الحفاظ على الحبوب الغذائية وعلى الأرواح البشرية التي من الممكن أن تتضرر حال حدوث أي كارثة.

تعتمد فكرة الصومعة على حفظ القمح داخل حاويات كبيرة عاكسة للحرارة، ومحكمة الإغلاق تشبه الأقماع الضخمة، وبها أجهزة تحكم يجرى ضبطها كي تعمل بطريقة آلية، لتحديد درجة الحرارة والرطوبة داخلها، وتستقبل هذه الصومعة حصة من القمح المدعم كي تحفظها، وتحصل على مقابل مادي في نهاية موسم التوريد.

مصدر مسئول: رداءة هيكل الصومعة وراء الانهيار

أكد مصدر مسؤول بوزارة التموين في حديثه لـ"الدستور" أنّ "الصومعة انهارت بعد أن ظهر بها شروخ مفاجأة في الآونة الأخيرة"، موضحًا أنّ هناك صومعة مجاورة لها بها ميل واضح وجاري اتخاذ اللازم.

في الوقت الذي رجح فيه أحد مهندسي شركات الصوامع رافضًا ذكر اسمه، أن أسباب انهيار صومعة المنيا هي رداءة صنع مادة الهيكل الخاص بالصومعة.

ومن جانبه فقد رفض الدكتور أنور القاضي مدير مكتب الاستشارات الخاص بشركة مطاحن المنيا التابع لها الصومعة المنهارة الإدلاء بأي تصريحات، مؤكدًا بأن الواقعة مازالت قيد تحقيقات النيابة، ولم يبت في أسباب انهيار الصومعة إلى الآن.

يتعرض القمح داخل الصومعة إلى عملية تهوية وتبريد عن طريق أحد المبردات الكبيرة التى تضبط نسبة الحرارة والرطوبة داخل الصومعة، وتوجد حساسات للحرارة فى كل خلية تظهر درجات الحرارة فى كل مناطق الصومعة من الداخل، كما تحتوى على مراوح كبيرة إلى جانب المبردات، ودائمًا ما تكون درجة الحرارة مضبوطة على نسبة 10 درجات، والرطوبة على 13 درجة.

مسؤول بالشركة المصرية للصوامع: الصوامع المعدنية رخيصة

يشير المهندس أحمد المزار رئيس قطاع بالشركة المصرية للصوامع، أن الصوامع تنقسم إلى قسمين الأول منها وهي الخرسانية، والثاني وهي الصوامع المعدنية، مشيرًا إلى أن النوع الأول يعد الأفضل والأطول عمرًا من نظيرها النوع الثاني "المعدني"، ضاربًا المثل بصومعة الإسكندرية وصومعة شبرا اللتان لازال يتم تخزين القمح بهما منذ أكثر من 60 عامًا، ولكن نظرًا لارتفاع تكلفة الصومعة الخرسانية وما تطلبه من أسمنت وحديد يتم اللجوء حاليًا لإنشاء صوامع معدنية.

ويؤكد المزار، أنه على العكس فالصوامع المعدنية تتميز برخص ثمنها، حيث أنها تتكون في هيكلها من الصاج المعالج بالكروم، والذي قد يتأثر بسهولة ببعض العوامل الخارجية، وعلى رأسها تواجد الصومعة في مكان به رطوبة عالية، مما يتسبب في صدأها وتهالكها، وبالتالي انهيارها بالكامل.

فترة حفظ القمح، موسمًا كاملًا تصل إلى 6 أشهر وأحيانًا أكثر، وخلالها تسحب إدارة الصومعة عينات من القمح على فترات دورية، لتحليلها، والتأكد من جودة عملية التخزين، وبعد إنهاء الفترة بالاتفاق مع وزارة التموين، تأتى السيارات لتحمل القمح إلى المطاحن.

أحد مهندسي "صومعة شبرا": اللحام والمسامير أهم عوامل الأمان

في الوقت نفسه يؤكد أحمد عبد الغني أحد مهندسي مشروع صومعة شبرا لـ"الدستور"، أنه ممنوع تمامًا تواجد أي لحام في الصومعة، بجانب أنه لابد من إحكام ربط المسامير داخلها، لأن الاثنين من أهم عوامل الأمان في الصومعة، وفي حال حدوث ذلك تعتبر الصومعة غير مناسبة، وتفتقد لعوامل الأمان والسلامة.

وتابع أنه إذا تطلب الأمر اللحام، فلابد أن يتم تحت إشراف أحد أفراد الفنيين الخاصين بالسلامة، وفي وجود أجهزة إطفاء، موضحًا أنه لابد من التأكد من سلامة واستكمال التجهيزات المقامة الحرائق ووسائل الأمان بالمواقع والمعدات وتوافر وسائل الإنذار، وإبلاغ الجهات المختصة في حالة وجود أي تلف أو نقص.

وشدّد عبد الغني، على ضرورة التأكد من نظام سحب الأتربة وكفاءتها داخل الصومعة، ونظام قياس درجات الحرارة داخل الخلايا حتى لا تتاثر بدرجات الحرارة الخارجية، مما يؤثر على صلاحية الحبوب داخلها، منوهًا إلى أهمية الكشف على نظام الإنذار الآلى والإطفاء التلقائي داخل الصومعة، ونظم موانع الانفجار ونظام الإطفاء بالمياه، وكذلك الكشف الدوري على فلاتر الصومعة، بجانب أهمية متابعة نظافة الأقماح المتساقطة من الصومعة وإزالة الغبار، تفاديًا لحدوث كوارث الانقجار أو الانهيار للصومعة.