رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من قلب النجع.. "سيدة الوشوم" التي محا الدهر خطاها

جريدة الدستور

امرأة عجوز تجلس القرفصاء، تمسك إبرة تثقب بها كف أو وجه أوساق امرأة أو رجل، أو طفل، لتجري له عملية الوشم، الذي كان ينقسم إلى قسمين، الأول للزينة، أما الثانى فللعلاج.

وإذا تفحصت أشخاصًا تجاوزوا الأربعين من الصعيد الجواني، ستجد وشمًا في عدد منهم فوق المعصم، وحين تسأله عن سر هذا الوشم سيخبرك بأن جدته وشمته من أجل الزينة والبهجة. هذا فيما يخص وشم الأطفال، أما وشم السيدات فكان يتمثل فى رسم ثلاثة خطوط، أسفل الفم أو على الجبهة وثلاث دوائر فوق المعصم. أمّا الوشم العلاجي، فتجده فوق المفاصل مثل المعصمين، والركبة أو الكعب.

ومما لا شك فيه أن عملية الوشم مؤلمة جدًا، حيث تقوم سيدة الوشم بثقب الجلد بإبرة حتى ينزف دمًا، ثم تقوم بسكب لبن الماعز دون غيره على المكان المثقوب، فيتحول مكان الجرح المخضب باللون الأحمر إلى اللون الأخضر، ويبقى على هذه الحال حتى الموت، ولا يمكن إزالته إلا باجراء عملية جراحية. ومنذ أربعة عقود تقريبًا بدأ الوشم في الاندثار وولّى بغير رجعة.