رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من قلب النجع.. "المِجَبر" الذي كسرته يد الطبيب

جريدة الدستور

من المهن التى اندثرت في الصعيد مهنة المجبر الذى كان يهرع أهل الصعيد إليه إذا ما أصيب أحدهم بكسر أو ملخ. بأدوات بسيطة. مثل البيض والعجين وقطعة جريد.

وبرغم صعوبة كسور العظام، وأعادتها إلى سيرتها الأولى بدون مخدر، إلا أن المجبر كان هو المفضّل عن الطبيب بالنسبة لأهل الصعيد الجواني، لما لديه من خبرة متعارف عليها من قبل، من منطلق "المجبر اللى تعرفه أحسن من الدكتور اللي متعرفهوش".

علمًا بأن مهنة المجبر كانت وراثية في الصعيد، يتناقلها الأبناء عن الآباء بلا أجر، فإذا ذهبت إلى المجبر ستجد عنده أناس من مشارب مختلفة، يملؤون مضيفته بالأهات، بسبب الكسور الناتجة عن معارك أو حوادث.

جدير بالذكر أن العجائز كن يقمن بعلاج "الملخ" أو "الفزر" للأطفال، بدهان الجزء المصاب بالسمن البلدى، ثم تقوم بتدليكه حتى تعيده إلى طبيعته، ومع تزايد وجود أطباء العظام في الصعيد، بدأ أصحاب الكسور يثقون فيهم تدريجيًا، فتقهقر دور المجبر رويدًا رويدًا حتى كاد أن يختفى، كما أن العجائز اللواتي كُن يطببن الأطفال قد رحلن، ولم يخلفهن أخريات يؤدين نفس الدور.