بـ"ماركات مصرية"..الملابس الجاهزة تغزو الأسواق الأمريكية

مصانع ملابس جاهزة، تعتمد في بداية الأمر على الأسواق المحلية فقط؛ حتى تستطيع تغطية تكاليف الإنتاج، مع الحصول على هامش ربح بسيط، فتعمل على تصنيع أشكال جديدة ذات جودة عالية لتسويق الماركة الخاصة بها وسط السوق المصري، وبالمعرفة الواسعة والانتشار تتجه هذ المصانع والشركات المنتجة إلى تصدير ماركاتها في جميع أنحاء العالم.

عمر رضوان، 32 عامًا، أحد الشباب الذين استثمروا أموالهم في مجال تصنيع الملابس الجاهزة وبيعها داخل الأسواق المحلية، يحكي لـ"الدستور" عن بداية عمله، قائلًا: "بدأت بمحل صغير في مصر الجديدة بالإتفاق مع مصنع على توريد ملابس جاهزة للمحل"، ويضيف أنه بعد خمس أعوام من تجارة الملابس استطاع إنشاء مصنع لتصنيع المواصفات الخاصة التي تميزه في السوق المصري، بالإضافة إلى الماركة التي يُعرف بها.

ويقول رضوان، أنه يخوض حاليًا تجربة تصدير منتجات الملابس خاصته إلى الدول الأوروبية والأمريكية، موضحًا أنه تعامل مع إحدى شركات الملابس المصرية التي تصدر إلى الخارج دائمًا، حتى يتعلم كيفية التصدير، والتعامل مع التجار في الأسواق الخارجية، وساعده في ذلك تقدم صادرات مصر في الملابس الجاهزة لكونها حافزًا كبيرًا له في خوص هذه التجربة.

تقارير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء كشفت مؤخرًا، عن تقدم صادرات مصر من الملابس الجاهزة إلى أمريكا بنسبة 9.5% خلال عام 2018، بينما بلغت قيمة الصادرات المصرية إلى الولايات المتحدة الأمريكية 1716.9 مليون دولار في 2018، وتمثل 5.9% من صادرات مصر للعالم مقابل 1366.2 مليون دولار عام 2017 بنسبة زيادة قدرها 25.7%.

وجاءت صادرات مصر من الملابس الجاهزة في المرتبة الأولى بنسبة 46.3% من إجمالي الصادرات للولايات المتحدة الأمريكية، وبلغت 795.7 مليون دولار عام 2018 مقابل 726.8 مليون دولار عام 2017 بنسبة زيادة قدرها 9.5%

"خطوة تشجعنا على الشغل أكتر بعد ما كنا فقدنا الأمل في إن سوق الملابس يشتغل تاني في مصر"، هذا ما بدأ به الحاج أشرف رسلان، 56 عام،ًا حديثه لـ"الدستور"، موضحًا أنه يعمل مع إحدى الشركات المعروفة في الغزل والنسيج والصباغة للملابس الجاهزة، وأن بداية عمله في تصدير الملابس كانت للأسواق الأفريقية حتى تطور معه الأمر، وأصبح يصدر منتجاته إلى بعض الدول العربية المشهورة بمجال الملابس مثل تركيا.

العائد المادي كان غير متوقع من تصدير الملابس الجاهزة؛ ما جعل "رسلان" يطور في تصنيع منتجاته بشكل يليق بغزو الأسواق الأوروبية والأمريكية، حتى يستطيع الانتشار بداخلها، وتعريف الماركة الخاصة به ليثبت جودة منتجاته، ويقول أنه يعمل حاليُا على تصنيع أكبر قدر من الملابس، وتجهيزهم في أقرب وقت لتصديرهم إلى الأسواق الأمريكية.

يوضح يحيي الزنانيري، رئيس شعبة الملابس الجاهزة بالغرفة التجارية، في حديثه لـ"الدستور" أن القيادات السياسية في مصر اتخذت خطوات اقتصادية جريئة مثل تحرير سعر الصرف؛ ما أدى إلى زيادة نسبة الصادرات المصرية من الملابس الجاهزة إلى الأسواق العالمية.

ويشير الزنانيري، إلى أن الزيادة جاءت محدودة، بينما كان من المتوقع ارتفاعها بشكل أكبر مما عليه الآن، موضحًا أن تلك الزيادة تمثل خطوة إيجابية في سوق الصادرات المصرية، كما أن المنتج المصري لم يطرأ عليه تغييرًا ملحوظًا في جودة التصنيع خاصته، ولكن هذه الزيادة ترجع إلى أسباب إقتصادية بحتة.

في ذات السياق، كشف المجلس التصديري للملابس الجاهزة عن أبزر عشر شركات مصرية مُصدرة خلال عام 2018، إذ جاءت شركة لوتس للملابس الجاهزة في المقدمة، تليها شركة "جيد تكستايل إيجبيت"، ثم شركة إليكس "أباريلز للملابس"، والشركة السويسرية، وشركة "أوراجلو إيجبيت" لتصنع الملابس الجاهزة.