رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

البشبيشى: مراجعات عناصر التنظيم «تقية».. و«عصابات المافيا» لا تتوب

 طارق البشبيشى
طارق البشبيشى

قال طارق البشبيشى، الذى كان أحد المسئولين عن القسم السياسى بالجماعة الإرهابية قبل أن يترك التنظيم فى عز قوته، إن ما يثار بشأن «مراجعات فكرية» لعناصر الجماعة «محض أكاذيب لا يجب أن ينخدع بها أحد»، موضحًا أن هذه المراجعات «قد تكون تقية للخروج من السجن».
وأضاف البشبيشى أن الجماعة تستخدم الدين كوسيلة لحيازة السلطة ولا تؤمن بالحريات، مشيرًا إلى أنها تعتبر العنف أداة للحكم وإرهاب المعارضين.
■ بداية.. ماذا عن تجربتك داخل جماعة الإخوان الإرهابية؟
- استمرت رحلتى مع الجماعة الإرهابية لمدة ٣٠ عامًا، كنت أعتقد طوال هذه المدة أنها مدرسة تربوية وحركة إصلاحية تحافظ على الهوية الإسلامية للمجتمع، ولكننى اكتشفت بعد أحداث ٢٥ يناير ٢٠١١ زيف ما كنت أعتقده، وأن هذا التنظيم يستخدم الدين كوسيلة لحيازة السلطة ولا يؤمن بالحريات ويعتبر العنف أداة للحكم وإرهاب المعارضين، وعندها قررت ترك الجماعة.
عندما اكتشفت خطورة التنظيم على الهوية المدنية لمصر وعلى أمنها القومى كنت مخيرًا بين انتمائى لوطنى وانتمائى لجماعة معادية لبلادى.. فاخترت الوطن.
وما أشهد الله عليه أن هذه الجماعة تستخدم الدين كسلعة لدغدغة مشاعر الجماهير وتدمن الكذب والخداع والتدليس، وأصبحت أداة فى أيدى قوى معادية لمصر والعرب استخدمتها لتفتيت الدول العربية وإضعافها، فالإخوان يحاربون مصر بالوكالة عن العدو الصهيونى والاستعمار البريطانى وحاولوا تنفيذ مشروع الهيمنة الأمريكى على الشرق الأوسط، والمشروعين التركى والفارسى للسيطرة على ثروات العرب.
■ كيف نقضى على فكر الإخوان؟
- يتطلب الأمر تعاون جميع مؤسسات الدولة والنخبة المثقفة لتدشين مشروع قومى ثقافى تنويرى للقضاء على الأفكار المتطرفة، فضلًا عن أهمية الجهود الأمنية المبذولة حاليًا.
■ هل اختلفت أخطاء الإخوان بين الماضى والحاضر؟
- نعم.. فلأول مرة يصطدم الإخوان بالشعب المصرى مباشرة بعد أن فشلوا فى الحكم وقتلوا المصريين ورفعوا السلاح فى وجه الآمنين وتحدوا إرادة المصريين فى ثورة ٣٠ يونيو، لذا أستبعد تمامًا أن يكون هناك مستقبل للجماعة فى مصر أو أى دور سياسى أو اجتماعى لها، فنحن نعيش الآن نهاية جماعة الإخوان التى أسسها حسن البنا فى ١٩٢٨.
■ يقال إن الإرهابيين محمود عزت وإبراهيم منير هما السبب فى انهيار الجماعة.. ما رأيك؟
- أختلف مع هذا الطرح.. فرغم أن محمود عزت قائم بأعمال مرشد الجماعة وإبراهيم منير نائبه إلا أنهما لا يقودان التنظيم.
وأرى أن فكر الإخوان يحمل داخله أسباب نهايته، لأنه فكر شرير ومعادٍ للشعوب مبنى على الخيانة، لذلك فإن الجماعة تسير إلى حتفها فقد تجاوزها الزمن وانكشفت أهدافها الحقيقية الخبيثة وأصبحت نهايتها مسألة وقت فهى الآن ميتة إكلينيكيًا.
■ ماذا كان سيحدث إن استمر حكم الإخوان لمصر؟
- لو استمر حكم الإخوان لضاعت مصر وضربتها الفوضى والحرب الأهلية، فقد سعت الجماعة إلى تكوين ميليشيا مسلحة مثل الحرس الثورى فى إيران، بهدف تصفية المعارضين بدنيًا وقهر المصريين، وكنا سنرى الدماء تسيل لأن الشعب لن يقف مكتوف الأيدى أمام تلك الجرائم.. فالمؤكد أن التنظيم كان سيحكم كنظام فاشية دينية يكفر خصومه ويغتالهم.
■ يدعى الإخوان أن الجماعة لم تتحول للعنف إلا بعد ثورة ٣٠ يونيو.. ما ردك؟
- لم تكن جماعة الإخوان الإرهابية سلمية يومًا ما، كل ما فى الأمر أنهم يؤجلون استخدام العنف إلى الوقت المناسب، وتكرر ذلك أكثر من مرة خلال تاريخهم، فمنذ اللحظة الأولى لإنشاء التنظيم سعى حسن البنا لاستخدام القوة والإرهاب ضد المجتمع خاصة خصومه، وكتب ذلك فى رسالة المؤتمر الخامس عندما حذر الجميع من الوقوف أمام مشروع الجماعة، مشددًا على أن من سيخالف ذلك سيتحمل العواقب لأن الجماعة ستلجأ للعنف واستخدام القوة للسيطرة على الحكم.
■ بماذا تنصح أعضاء الجماعة؟
- أعتقد أن أى إخوانى عاقل سيقرأ مراجعاتى الفكرية وأسباب انشقاقى عن الجماعة سيتأكد من أن هذا التنظيم يجب أن ينتهى من أجل الحفاظ على وطننا مصر.
■ ما رأيك فى المراجعات الفكرية التى يجريها بعض أعضاء الجماعة فى السجون؟
- لا أؤمن بالمراجعات الفكرية للإخوان، لأنى أرى الجماعة تشبه عصابات المافيا، ولا أصدق أن عصابة سرية اعتادت الإجرام قد تتوب عن أفعالها وتصبح جماعة خيرية.
وأرى أن المراجعات التى يجريها أعضاء الجماعة فى السجون قد تكون تقية من أجل الخروج من السجن فقط، ولا أستطيع الحكم على المراجعات لأن هذا شأن أمنى والكلمة الأخيرة فيه لأجهزة الأمن المشرفة على السجون.
■ هل قصّر المنشقون عن الجماعة فى مواجهة فكرها المتطرف وتنوير المجتمع؟
- لا.. فالمنشقون أوضحوا للناس خطورة هذه الجماعة على مستقبل وعقول أبناء مصر، ونمارس دورنا باستمرار فى توضيح فكر الإخوان الهدام، ونكتب فى كل مكان ونظهر فى وسائل الإعلام، ولا ندخر جهدًا فى سبيل كشف حقيقة ذلك التنظيم الإرهابى وتحذير شبابنا من الانخراط فى هذا الفكر الفاسد الذى يحوّل الشاب إلى قنبلة موقوتة مستعدة للانفجار فى وجه المجتمع، وسنواصل دورنا هذا حتى تنتهى الجماعة للأبد.