رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حقيقة انتشار "طماطم مسرطنة" في الأسواق المصرية

جريدة الدستور

"طماطم مسرطنة بالأسواق"، عنوان مفزع يشد انتباه كل من يقرأه، ويشعره بأن الخطر قريب منه، لكون الطماطم من الخضروات التي يعتمدها عليها أي بيت مصري، وربما يدفع البعض لأخذ احتياطاته والتي من بينها مقاطعة شراء الطماطم من الأسواق نهائيًا.

لا أحد من العامة بمجرد قراءة تلك السطور، سيقوم بالتحقق منها أو التأكد من كونها شائعة أم حقيقة، الجميع فقط سيفزع وربما يقاطع، وذلك ما حدث بالأمس، من خلال منشور واحد على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" أدعى أن الطماطم مسرطنة لتنقلب الدنيا رأسًا على عقب.

المنشور كان من حساب شخصي لأحد الأشخاص أدعى أنه مهندس زراعي سابق في وزارة الزراعة، قال فيه أن الطماطم الموجود في الأسواق مسرطنة، داعيًا السيدات بالتخلص منها تفاديًا للأمراض التي تنشرها.

الحساب على "فيس بوك"، كان يحمل اسم "حسن الشهاوي"، كبير مفتشي ومهندس زراعي بوزارة الزراعة سابقًا بحسب وصفه، قال في منشوره: "لا تهويل ولا تخويف ولا إشاعة، علي مسؤوليتي الشخصية كمهندس زراعي خبير وعجوز في المهنة منذ أكثر من أربعين عام، الرجاء من سيادتكم التنبيه علي أهل البيت الكرام زوجاتكم أمهاتكم".

وأضاف: "من شاهد منكم الطماطم من الداخل ذات لون فاتح يميل للأصفر أو الابيض، أرجوكم من غير ماتفكروا ولا تصعب عليكم الفلوس، ألقوا بها في صندوق القمامة فهي سم قاتل من كثرة الهرمونات، وتعتبر مسرطنة".

لقى المنشور رد فعل سريع على مجموعات السيدات، وبدأت كل واحدة منهن تلتقط صورًا للطماطم في منزلها متسائلة إذا كانت طبيعية أم مسرطنة، بعدما صدقته جميع السيدات وسلّمت بأن الطماطم الموجودة بالأسواق بالفعل مسرطنة.

لكن "الدستور" استطاعت الوصول إلى حقيقة الأمر، والتي أكدت أن ما قيل عن الطماطم ليس حقيقة، ولا توجد طماطم مسرطنة بالأسواق، هي فقط يتغير لونها من الأحمر إلى الأصفر بسبب ارتفاع درجات الحرارة، بحسب الخبراء ومسؤولي الزراعة الذين تواصلنا معهم.

سلمى حسين، مهندسة زراعية، أكدت أن ما أشيع عن وجود سم قاتل في الطماطم معلومات مضللة وغير صحيحة، موضحة أنها كل عام تخرج نفس الشائعات، ويتفاعل معها المواطنين وتخرج بعدها وزارة الزراعة وتنفيها.

وأوضحت أن تغير لون الطماطم من الداخل له عدة أسباب فإذا كان بها نقاط بيضاء فهذا دليل على نقص الكالسيوم بها، أما إذا كانت حمراء من الخارج وبيضاء تمامًا من الداخل فهذا دليل على ارتفاع درجات الحرارة وهي مازالت في الأرض، وإذا وجدت ربة المنزل بقعة سوداء فهذا دليل على نقص الكالسيوم بها.

وتابعت الطماطم الموجودة في السوق طبيعية، وصالحة للاستخدام وليس بها أي مشاكل، مضيفة هناك فرق بين الطماطم التي تم رشها بهرمونات وغيرها، فإذا تم رشها بهرمونات سيكون شكلها غريبة وحجمها ضخم، وأنصح سيدات البيوت الابتعاد عنها وشراء الطماطم الطبيعية أفضل.

ناصف عبدالله، مهندس زراعي، قال إن الطماطم أنواعها كثيرة وأشكالها مختلفة، ولكن بعض ربات البيوت ليس لديهم معلومات كافية عن هذه الأنواع، فتصاب بالذعر إذا وجدت طماطم شكلها مختلف عن الذي تعودت عليه؛ ما يجعلها أكثر تصديقًا للشائعات التي تنتشر حول إصابتها بالسرطان أو تسمم بعض الأنواع.

وأوضح هناك بعض أنواع من الطماطم تكون حمراء من الخارج وبذورها خضراء؛ ما يجعل قلبها يميل إلى اللون الأخضر، وهناك أنواع أخرى تميل إلى البياض من الداخل وهذه أيضًا صالحة للإستخدام.

وتابع بعض السيدات يجدن البذور داخل الطماطم نبتت، ويدعي البعض أنها مسرطنة أو بها مشكلة تضر بصحة الإنسان، موضحًا أن بذور الطماطم لها القدرة على الإنبات، وهي في طور النضج الأخضر التام، ولكن تحتوي ثمار الطماطم على مواد مانعة للإنبات؛ تمنع البذور من الإنبات بداخلها وهو أمر طبيعي، وتوجد هذه المواد في الثمرة والغلاف شبه الجيلاتيني المحيط بالبذور.

واستطرد يزول تأثير المواد المانعة للإنبات في الثمار اللحمية، مثل الطماطم بمجرد إزالة البذور من الثمرة وغسلها من المواد شبه الجيلاتينية، لذا فإن إنبات بذور الطماطم بداخل الثمار يرجع إلى اختلاف صنف الطماطم، فالتي تزرع في العروات الباردة تختلف عن العروات الحارة.

وأشار إلى أنه قد يحدث نتيجة ترك الثمرة تتعدى مرحلة النضج النباتي؛ ما يؤدى إلى ارتفاع حموضتها وإذابة الغلاف الجيلاتيني المحيط بالبذور، بجانب ظروف التخزين غير المبرد، لذا فهناك أسباب كثيرة تؤدي إلى إنبات الطماطم وجميعها بعيدة عن كونها مسمومة أو مضرة بالصحة.

وزارة الزراعة ردت فى أكثر من بيان لها على انتشارالطماطم المسرطنة في الأسواق، وقالت إن ما تردد على وسائل التواصل الاجتماعي من وجود طماطم مسرطنة في الأسواق مجرد شائعات ليس لها أى أساس من الصحة.

وأضافت، الطماطم تأثرت بظاهرة تغير المناخ، وهو ما أدى إلى انتشار ما يسمى بـ"اللحم الأبيض"، بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وبعض المعاملات الأخرى التي يقوم بها الفلاحون في عمليات الري.

وأوضحت أن اللحم الأبيض لا يشكل أي خطورة على صحة المستهلكين، والطماكم المصرية يتم تصديرها للعديد من الدول الأجنبية، بعد الطفرة التى شهدتها في السنوات الماضية، حتي أصبحت مصر الأولى عالميًا في تصديرها، فكيف تثق بها كل دول العالم وهي مسرطنة أو مسممة؟.