رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد هزّة القاهرة.."الدستور" تحاور مسئولي المعهد القومي للبحوث الفلكية

جريدة الدستور

على هزة أرضية بقوة 4،4 ريختر، استيقظ أغلب سكان القاهرة منذ أيام، بعد تسجيل الشبكة القومية للزلازل زلزالًا متوسطًا وقع بلا خسائر، من منطقة تسمى الحافة القارية بشرق البحر الأبيض المتوسط، وذلك حسبما صرح  الدكتور أحمد بدوي، رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية.

ورغم أن الزلزال لم يكن قويًا بالقدر الذي يتم رصده، لكن المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، والشبكة القومية المصرية للزلازل، استطاعا رصده وتسجيل قوته، بسبب التطورات التي مرت عليهما في الأجهزة الخاصة برصد الزلازل على مدار السنوات الماضية.

الشبكة القومية، تعد هي المركز الرئيسي المسئول عن رصد الزلازل على مستوى جميع محافظات الجمهورية، وأنشئت بعد زلزال أكتوبر 1992 المدمر، وهي المحطة الأخيرة التي تستقبل بيانات 80 محطة رصد زلزالي على مستوى الجمهورية، إضافة إلى المركز الإقليمي للزلازل في أسوان، والذي يتبعه 15 محطة لرصد الزلازل وعدد من محطات البيزومترات.

وتنتمي الشبكة إلى المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، والذي يعد من أقدم المعاهد البحثية في مصر والوطن العربي، وتم إنشاؤه عام 1903 على قمة المرصد بحلوان، وبدأت القياسات الزلزالية عام 1889– 1903 في مرصد العباسية، ثم بعد ذلك تخصص قسم "الفلك والجيوفيزياء" بالمعهد في عملية الرصد.

يتبع المعهد عدد من المراكز الفرعية للزلازل على مستوى الجمهورية، لاستقبال بيانات الزلازل من 80 محطة، ومن مهامه المراقبة المستمرة للنشاط الزلزالي على المستوى المحلي والإقليمي والدولي؛ لإجراء البحوث للتعرف على أسباب حدوث الزلازل والعمل على تقليل الأخطار الناجمة عن الزلازل.

"الدستور" اقتربت أكثر من المعهد من خلال مسئوليه وخبرائه، يقول الدكتور أبوالعلا أمين، خبير الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، إنه إلى الآن لا يوجد أجهزة للتنبؤ بالزلازال في العالم على الإطلاق، مؤكدًا على أهمية الزلازل فهي تعمل على تفريغ الطاقة الموجودة بالكرة الأرضية.

يشير إلى أن الزلازل لا تقتل، بل سلوكيات البشر في التعامل مع الزلازل هي التي تؤدي إلى وفاة الآلاف، ومنها إنشاء مباني "هشة" التأسيس، باستخدام مواد بناء مغشوشة؛ فلا تستطيع الصمود أمام تغيرات الطبيعة، مشيرًا إلى أن هناك سلوكيات خاطئة وقت حدوث الزلزال من قبل البعض.

وضرب مثلا بزلزال 1992، الذي يصنف بالشبكة القومية زلزالا متوسطًا القوة، مرجعًا السبب في هذه الخسائر إلى ضعف الأساسات المستخدمة في المباني المنهارة، وكذلك سلوكيات المواطنين الخاطئة، والتي كان أبرزها إلقاء أنفسهم من النوافذ خوفًا.

أما عن تطورات الشبكة المصرية للزلازل، يقول أحمد علي بدوي، أستاذ ورئيس قسم الزلازل بالمعهد، تمثلت في أن الشبكة أصبح يستخدم بها أحدث الوسائل التكنولوجية، والتقنيات الحديثة في مجال رصد الزلازل، ورصد التحركات الجيوفيزيقية على مدار 24 ساعة، وذلك عن طريق الأقمار الصناعية لتستطيع رصد أي زلزال مهما بلغت قوته.

يذكر أنه من أرشيف الزلازل التي وقعت بمصر تعرض القاهرة لهزة أرضية فى 13 يناير 1997 بلغت قوتها 5.9 درجة على مقياس ريختر، ولم تسفر عن أيّة أضرار فى الأرواح أو الممتلكات، وتعرّضت لزلزال فى 12 أكتوبر 1999 بلغت شدّته 5.2 درجة على مقياس ريختر، دون حدوث أيّة خسائر، وقد رصدت محطات رصد الزلزال 7 توابع ضعيفة وغير محسوسة لهذه الهزة الأرضية.

سبق وتعرضت القاهرة لزلزال في 12 يونيو 2001، بلغت قوته 4.9 درجة على مقياس ريختر، وتعرضت محافظة أسوان لزلزال وصلت قوته إلى 4.2 على مقياس ريختر، فى منطقة بحيرة ناصر، فى ديسمبر عام 2011.

وكان الزلزال الأقوى في مصر 1992، والدمار الذى خلّفه فى الأرواح والمبانى فقد توفّى على أثره 541 شخصًا، وبلغ عدد الجرحى 6522 شخصًا، كما تعرض العديد من المنازل للانهيار وبلغ عددها 398، وأصبح حوالى 8 آلاف منزل غير صالحة للسكن.