رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"قنبلة موقوتة"..السبب الرئيسي في إشعال الحرائق داخل الأسواق الشعبية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أيمن الدسوقي، 33 عام، أحد قاطني مدينة المحلة الكبرى، يحكي في حديثه لـ"ألدستور" معايشته لإحدى حوادث الحريق التي نشبت داخل المصنع الذي يعمل به في منطقة سوق اللبن، قائلًا "كنا في عز الصيف، والكهرباء بتروح وتيجي، وفجأة حصل ماس في عمود الكهرباء اللي على باب المصنع لحد ما حرق البضاعة".

يقول أيمن، أن أسلاك أعمدة الإنارة في المنطقة تالفة، وهي السبب الرئيسي في نشوب الحرائق كل فترة عندما يحدث ماس كهربائي في وقت ما، وتتشابك أسلاك الأعمدة المكشوفة مع أي شئ حولها ليحدث حريق على الفور، وأحيانًا ما تمر تلك الحوادث على خير، موضحًا أن في كل مرة تُعرض تلك المشكلة بعض قاطني المنطقة لحوادث ماس كهربائي، كانت قد تؤدي لوفاتهم لولا الإنقاذ السريع لهم في المستشفى.

"دايمًا بضايع المصانع بتروح في الحرائق، ومش عارفين نحل المشكلة دي من زمان"، هذا مايقوله "الدسوقي"عن ضحايا الحرائق الناشبة عن أسلاك الأعمدة الكهربائية التالفة، وإستمرارية حدوث الماس الكهربائي كل فترة دون أي تدخل من الجهات المعنية عن الأمر، ويشير أيضًا إلى عدم توافر طفايات حريق داخل جميع المصانع مما يجعل أصحابها مضطرين لإنتظار سيارات الحريق وقت وقوع الحادثة.

لم تكن حادثة المحلة هي الوحيدة بل تكررت تلك الحوادث داخل العديد من الأسواق الشعبية المعروفة في محافظات مصر، على سبيل المثال نشوب الحرائق المتكررة داخل أسواق منطقتي العتبة والموسكي في محافظة القاهرة، وماينتج عنها من خسائر مالية كبيرة لتجار تلك المناطق، كما حدث في حريق منطقة "سوق العتبة" وسط القاهرة الذي تبعه حريق في منطقة الجيزة، ثم حريق منطقة "باب الشعرية"، ليتساءل تجار تلك المناطق عن سبب حدوثها.


في ذات السياق، يوضح طارق متولي، عضو لجنة الصناعة بمجلس النواب، تقدمه بطلب إحاطة موجه إلى رئيس الوزراء، بشأن التوصيلات العشوائية للكهرباء، وما تسببه من مشكلات تتسبب في إشعال الحرائق، خاصة في فصل الصيف، لأنها تُعتبر السبب الرئيسي في إشعال الحرائق داخل الأماكن المزدحمة، خاصة الأسواق الشعبية.

ويشير متولي، إلى خطورة التوصيلات العشوائية من صناديق توزيع الكهرباء أو القائمين بعمل تلك التوصيلات، مؤكدًا أن تلك المشكلة لها علاقة قوية بسرقة التيار الكهربائي من أعمدة الإنارة في الشوارع؛ مما ينتج عنها تقديم خدمة غير جيدة للجمهور، وتأثسر سلبي على شبكة الكهرباء، مناشدًا بضرورة تفعيل دور شرطة الكهرباء في المراقبة، وعمل دوريات تفتيش للمرور على التوصيلات الكهربائية، والتأكد من اتباع مبادئ الأمن الصناعي، وتوافر طفايات حريق داخل تلك الأسواق.

تواصل "محرر الدستور" مع وزارة الكهرباء لمعرفة موقفها من مشاكل التيارات الكهربائية في الشوارع، ويوضح أسامة عسران، نائب وزير الكهرباء والطاقة، في حديثه لـ"الدستور" أن الوزارة ليست لها علاقة بأعمال صيانة أعمدة الإنارة في الشوارع، وهذه المشاكل تكون من إختصاص الأحياء وقطاع الإنارة المركزية بهيئة النظافة، مؤكدًأ إخلاء الوزارة مسئوليتها من نشوب حرائق بسبب الأسلاك الكهربائية التالفة أو حدوث ماس كهربائي منها يتسبب في إشعال الحرائق.

منطقة الزاوية الحمراء تُعد من المناطق الشعبية التي شهدت وقوع العديد من حوادث الحرائق داخل المصانع والبيوت، لهذا تواصلنا مع إحدى الجهات المعنية عن ذلك الأمر، وكان حي الزاوية الحمراء هو وجهتنا التالية لرصد كيفية السيطرة على هذه المشكلة، ويقول اللواء هشام عصمت عبد الحميد، رئيس حي الزاوية الحمراء، إن الحي يعمل على لصق "برشمة" جميع أعمدة الإنارة المكشوفة بشوارع الحي التي يُسرق منها التيار الكهربائي، كما حدث بطريق ترعة الإسماعيلية حين وضع الحي أعمدة كهربائية بكافة الطريق وتم سرقة الأسلاك منها.

وييضيف هشام، أن أعمال الصيانة بالشوارع الرئيسية ليست من تخصص الحي، إنما يتخصص الحي في صيانة أعمدة الإنارة المتهالكة بالشوارع الداخلية فقط.

حوادث سابقة

في 24 يوليو 2018 شهدت منطقة حارة اليهود نشوب حرائق كبيرة تسببت في تدمير ثلاثة محلات ومخزنين للخردوات والملابس، و6 طوابق كاملة يتكون منها المول التجارى، بسبب ماس كهربائى، وتمكنت قوات الحماية المدنية من السيطرة عليه، بإستخدام 14 سيارة إطفاء.

بينما شهد شارع الرويعى بمنطقة العتبة فى 9 مايو 2016 حادثة لم تسيطر عليها أكثر من 25 سيارة إطفاء بسهولة، وأسفر الحريق عن وقوع 3 مصابين، وإصابة 8 أفراد من رجال الحماية المدنية.

نشب حريق في منطقة الموسكي يوم 20 يوليو 2013 وقع ضحيته 13 جثة متفحمة من بين 15 قتيلًا، وفي 30 أبريل 2016 وقعت حادثة حريق فى محل ملابس بميدان العتبة، وتمكنت قوات الحماية المدنية بالقاهرة بـ3 سيارات إطفاء من السيطرة على الحريق دون وقوع أى إصابات.