"ناسا" ترصد مواد "باردة" منبعثة من الشمس فى الفضاء
تعد الشمس أكثر الأجسام حرارة في النظام الشمسي، حيث تصل حرارة هالتها إلى 15 مليون درجة مئوية، كما أن درجات الحرارة السطحية للشمس مرعبة بالدرجة نفسها، وتصل إلى 5540 درجة مئوية.
ومن المعروف أن هالة الشمس، وهي الطبقة الخارجية من الغلاف الجوي للشمس، ملتهبة أكثر بمئات المرات من سطح الشمس، إلا أن وكالة "ناسا" تمكنت، من رصد مواد "باردة" عنيفة في الغلاف الجوي العلوي للنجم.
وسجل مرصد الطاقة الشمسية التابع لـ"ناسا" (SDO)، أحد أبرز الأحداث الشمسية والمتمثلة فيما يعرف بـ"الوهج" أو "الشواظ"، وهي شكل مشع غازي ضخم يمتد خارجا من سطح الشمس، غالبا على شكل حلقي، ويكون الوهج متصلا بسطح الشمس في طبقة الميزوسفير، ويمتد إلى طبقة التروبوسفير.
ونظرا لأنه تم رصده من الأرض، كان الوهج شبيها بحلقة من الخيوط السائبة المتدلية من بطانة سترة، وهو عبارة عن مواد "باردة".
وأوضحت "ناسا" أن: "وهج الطاقة الشمسية عبارة عن حلقات من المواد الشمسية شديدة البرودة والكثافة والتي يتم تعليقها في الغلاف الجوي الخارجي الحار للشمس".
وأضافت: "نظرا لأنها أكثر برودة وكثافة من المناطق المحيطة بها، فإنه يتم ملاحظتها بسهولة بواسطة تلسكوب 304 Angstrom التابع لمرصد الطاقة الشمسية".
ويعد تلسكوب 304 Angstrom التابع لوكالة "ناسا" أداة حديثة للغاية لمراقبة الضوء الذي تشعه ذرات الهيليوم الهاربة من الشمس.
ويحترق غاز الهيليوم في حرارة لا تقل عن 5 آلاف درجة مئوية بينما يمكن أن يصل الإكليل المحيط إلى "بضعة ملايين درجات مئوية".
وقالت وكالة الفضاء الأمريكية: "يتشكل وهج الشمس مثل معظم الانفجارات الشمسية، فوق المناطق النشطة، وهي الأماكن التي يكون فيها حقل الشمس المغناطيسي شديد التعقيد، ويمكن للمناطق النشطة الاستمرار لعدة أشهر، وتقوم بالعديد من الرحلات حول الشمس".
ويصعب تتبع هذه الأحداث ما لم تكن الطاقة الشمسية في حدها الأدنى، أي عندما ينخفض النشاط الشمسي، لذلك تمكنت "ناسا" من رصد الوهج لأن الشمس تمر الآن بمرحلة الحد الأدنى من الطاقة الشمسية.
ولم تكن المواد "الباردة" المرصودة بنفس درجة حرارة الجليد على الأرض، لكنها أكثر برودة من درجات حرارة ذروة إكليل (هالة) الشمس.