رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قهر السرطان.. "الدستور" ترافق مشاركات مبادرة "الست المصرية صحة مصر"

جريدة الدستور

في التاسعة من صباح اليوم، وقفت نجلاء عبدالسلام، ٣٤ عامًا، مُدرسة لغة إنجليزية، أمام الوحدة الصحية بقرية كفر الجزار التابعة لمركز بنها محافظة القليوبية، لتنتظر بدء الكشف الذي سمعت الإعلان عنه من خلال مكبرات صوت، جالت القرية فوق عربات صغيرة على مدار الأسبوع الماضي.

"الكشف عن سرطان الثدي" بمجرد ما سمعتها "نجلاء" ضمن الكشوف التي تجريها الحملة، أصابها الفزع وحرصت على التوجه إلى الوحدة الصحية الثلاثاء الماضي؛ لسؤال الرائدة الريفية عن أول ايّام الكشف.

تروي نجلاء أن سبب خوفها الشديد هو حالة وسواس تملكتها على مدار الخمس سنوات الاخيرة، بعد وفاة شقيقتها الكبرى في سن الـ٤٥ بعد إصابتها بسرطان الثدي، وعانت منه عامين، واستأصلت الجانب الأيمن منهومع ذلك لم تنتصر عليه، تذكر "نجلاء" أن الاطباء أخبروهم أن السبب في فشل العلاج الاشعاعي بعد الجراحة كان لاكتشاف المرض متأخر.

أجرت نجلاء، الفحص فور وفاة شقيقتها في إحدى المستشفيات الكبرى بمدينة نصر، مستخدمة أشعة "المامو جرام" رغم أن نتيجته كانت سلبية إلا أن الطبيب أخبرها أن نسب إصابتها كبيرة نظرًا لعوامل الوراثة.

تخبرنا نجلاء أنه من الرغم من تنبيهات الطبيب لها بإجراء فحص نصف سنوي كإجراء احترازي، إلا أن تكلفته المرتفعة أجبرتها على الاكتفاء بالفحص الذاتي شهريًا، لذا كانت من أوائل السيدات اللاتي تواجدن اليوم لإجراء الفحص بعد علمها أن جميع الفحوصات مجانية بالكامل وتشرف عليها طبيبات، تبعًا لحملة وزارة التضامن الاجتماعي "الست المصرية صحة مصر"، والتي بدأت عملها اليوم.

"إقبال كثيف في اول ايّام الكشف والنسبة الأكبر من الشابات "
في الساعات الاولى من اليوم، تواجد نحو ٥٠ سيدة من أعمار مختلفة أمام مستشفى بنها الجامعي؛ لإجراء الفحص الخاص بالسيدات والذي شمل بعض الفحوصات الطبية وتحليل السكر والضغط وقياس الوزن.

انتظرن قرابة الساعة وفِي تمام العاشرة أخبرهن الطبيب المسؤل عن الحملة أن عليهن في البداية الاستماع إلى محاضرة في كيفية الكشف والفحص المنزلي وأسلوب الحياة الصحي والصحة الإنجابية، وفي النهاية المرور على طبيبة متخصصة لتوقيع الكشف الطبي.

تواجدت "الدستور" في بهو المستشفى، ورصدت تفاعل السيدات مع المادة العلمية الملقاة المحاضرة، وكان الملمح المشترك على معظم الحضور وهو المفاجأة من معلومات كثيرة لم يكن على دراية بها منذ قبل.

وكان أيضًا من المُلاحظ أن أغلبية المشاركات في الكشف ممن هم دون الثلاثين، وعلى عكس المتوقع أن أكثر الحريصات على التواجد كانوا فتيات لم يتزوجن بعد، إلا أن الخوف من الإصابة بسرطان الثدي كان محفز لهن.

"كانت صدمة وانهيار عصبي كبير لي ولأهلي"، بهذه الجملة بدأت سحر محمد، ربة منزل من محافظة البحيرة، حديثها لـ "الدستور"، وتقول: كنت مريضة منذ عام 2008 وتم شفائي، وأنا أم لثلاث أطفال، أخذتني أمي ذات يوم لطبيبة مجاورة لنا بعدما وجدت ورم خفيف في صدري".

تضيف: "وقالت الطبيبة أنه ورم حميد، وأمي أصرت علي الطبيبة أن تقوم باستئصاله، ثم ذهبت بي أمي وهي كبيرة في العمر إلى دكتور جراح وقال أيضًا هذا ورم حميد ولا مشكلة فيه، ثم أصرت أمي علي نزع هذا الورم، وبالفعل قام الدكتور باستئصاله واكتشف وجود ورم سرطان في الصدر بمقدار 2 سم، وأخذت جلسات وشعري بدأ يتغير من الجلسة الثالثة".

ووصفت "محمد"، إطلاق الرئيس عبدالفتاح السيسي، مبادرة تدعم صحة المرأة أمر جيد، ناصحة كل النساء والفتيات بالكشف المبكر والتحليل، وزيارة عيادة الحملة أكثر من مرة، لأن الوقاية خير من العلاج، واكتشاف المرض مبكرًا خطوة كبيرة للشفاء التام.

أما هانم مصطفى، 27 عامًا، ربة منزل من محافظة الجيزة، تقول: "ابتليت بالمرض وكاد أن يقتل الفرحة بداخلي، لكني قاومت كل هذا بمساعدة أبنائي وزوجي، ولازالت في مرحلة العلاج، لكن مرحلة الخطورة مرت بنجاح، واكتشفت المرض بالصدفة".

وتابعت "مصطفي"، أن مبادرة الرئيس السيسي للكشف والتحليل على صحة المرأة المصرية تأخرت كثيرا، لكن هي مهمة للغاية ولابد أن نشجع جميع السيدات على القيام بالتحليل والكشف المبكر والوقوف بجانب السيدات المصابات بالمرض ودعمهن نفسيًا واجتماعيًا.

جدير بالذكر أن المرحلة الأولى من المبادرة الرئاسية لدعم صحة المرأة، شملت 9 محافظات، هي: جنوب سيناء، ومطروح، وبورسعيد، والإسكندرية، والبحيرة، ودمياط، والقليوبية، والفيوم، وأسيوط، وهي نفس المحافظات التي شملتها المرحلة الأولى لمبادرة 100 مليون صحة.

ويتم الفحص في 1200 مركز موزعة جغرافيًا في المحافظات التسع، بما يتيح وصول جميع المواطنين بسهولة ويسر، وكل المطلوب من السيدة الراغبة في الفحص هو بطاقة الرقم القومي وأن يكون عمرها فوق 18 عامًا.

وتستهدف المبادرة الرئاسية فحص 27 مليون سيدة مصرية فوق سن الـ 18 عامًا، خلال المراحل الثلاث للمبادرة، وتستغرق مدة الكشف 15 دقيقة، يسبقها محاضرة توعية لمدة نص ساعة عن طريقة الكشف والفحص المنزلي وأسلوب الحياة الصحي والصحة الإنجابية والتشديد على أهمية الفحص الدوري للسيدة، مع إجراء بعض الفحوصات الطبية وتحليل السكر والضغط وقياس الوزن، وفي النهاية المرور على طبيبة متخصصة لتوقيع الكشف الطبي.

ويتم الكشف ببطاقة الرقم القومي، خلال فترات عمل طويلة تبدأ من الساعة 9 صباحًا وحتى 3 عصرًا، كما يوجد بالحملة مراكز التقييم والعلاج، وعددها 12 مركزًا تخضع فيه لكشف متقدم وتحديد سبل العلاج المناسب، مع التأكيد على أن العلاج مجانًا وعلى نفقة الدولة.ت.