رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

واشنطن بوست: اجتماعات ترامب في آسيا كانت للاستعراض

جريدة الدستور

ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الاجتماع الذي عقد بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الصيني شي جين-بينج والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون كانت بالطبع تهدف للمزيد من الاستعراض أكثر من الاهتمام بجوهر الاجتماع ذاته، فضلا عن وجود نقص مزعج للتفاصيل في روايات الرئيس بشأن ما خلص إليه الاجتماع، ورغم ذلك فقد ساهمت هذه الاجتماعات في تخفيف حدة التوترات.

وقالت الصحيفة - في مقال افتتاحي أوردته في موقعها على الإنترنت اليوم الثلاثاء - أن احتمالات حدوث انفراجة في المفاوضات بشأن ممارسات الصين التجارية أو الترسانة النووية الكورية الشمالية لازالت تبدو بعيدة.. إلا أنه في وقت تنامي المخاطر والاضطراب في العلاقات الخارجية الأمريكية، ثمة سبب يدعو للامتنان حتى لمجرد التخفيف المؤقت للتوترات، وهو الأمر الذي يبدو أن اجتماعات ترامب وتشي كيم حققته.

وأضافت الصحيفة أنه عقب الاجتماع الثنائي مع تشي في قمة مجموعة العشرين في أوساكا باليابان، أعلن ترامب أنه تراجع عن فرض التعريفات على الواردات الصينية المتبقية التي تقدر قيمتها بنحو 300 مليار دولار.. كما قال إنه سيخفف القيود الصارمة على مبيعات الشركات الأمريكية إلى عملاق الاتصالات الصينية هاواوي، وفي المقابل زعم ترامب أن بكين ستشتري قريبا "كمية ضخمة" من البضائع الزراعية الأمريكية والتي كانت قد تجنبت شراءها إلى حد كبير.

وأشارت واشنطن بوست إلى أن ترامب بذلك يكون قد تجنب على الأقل إحداث جرح ذاتي وأتاح إمكانية لسياسة أمريكية أكثر عقلانية، مضيفة أن انتهاج سياسة أمريكية متماسكة لمجابهة نظام شي يتعين أن تركز على التهديد الذي يفرضه على الأمن الآسيوي.. ولكن الهدنة - إذا كان هذا ما تم التوصل إليه في أوساكا - أفضل من التصعيد غير المبرر لحرب التعريفات أو ما وصفته الصحيفة بالحرب الباردة الجديدة التي يبدو أن البعض في واشنطن يرغبون بها.

ومضت الصحيفة تقول إنه وعلى نحو مشابه لا يبدو أن هناك مساحة كبيرة للتفاؤل بأن يكون لقاء ترامب الذي اتسم بالتباهي والاستعراض مع الديكتاتور الكوري الشمالي الوحشي والخطوات التي خطاها صوب الأراضي الكورية الشمالية أمس الأول الأحد ستفتح الطريق أمام "نزع كامل للسلاح النووي دون رجعة وقابل للتحقق منه"، وهو الهدف الذي وضعته الإدارة الأمريكية.. ولكن منذ انهيار قمة هانوي في فبراير الماضي، رفض نظام كيم استئناف المحادثات، غير أنه عقب اجتماع الأحد قال الرئيس الأمريكي أن فرقا من الجانبين ستستأنف المفاوضات في غضون بضعة أسابيع.

واختتمت الصحيفة الأمريكية مقالها قائلة إن هذا ما يمكن أن يضع حدا للتصعيد للتصعيد البطيء للتوترات، من بينها إطلاق كوريا الشمالية لصواريخ جديدة والتهديدات بالعودة لخطوات أكثر استفزازا بنهاية العام.. وبالنسبة للمسألة الصينية فإن إحراز تقدم حقيقي يتطلب تغييرا في الاستراتيجية الأمريكية: وبدلا من الإصرار على تخلي بيونج يانج سريعا عن كل أسلحة الدمار الشامل التي تمتلكها، يتعين على ترامب أن يلجأ إلى اتباع نهج تدريجي يبدأ بقيود جزئية على الأسلحة النووية الكورية الشمالية، وعلى الرغم من إصرار جون بولتون مستشار الأمن القومي الأمريكي أن مثل هذا التغيير غير مطروح، إلا أن الرئيس الأمريكي على الأقل أتاح إمكانية لتصحيح المسار.