رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الحياه فرصة".. كيف غيرت مبادرة التضامن أوضاع ربات المنازل؟

جريدة الدستور

"من شبَّ على شيء شاب عليه"، قول مأثور غالبًا ما ينطبق على ربات المنازل، فإذا اعتادت السيدة على الاهتمام بمنزلها وأولادها والاكتفاء بذلك فقط، يصبح سعيها للبحث عن فرصة عمل أمر صعب، ليس عليها وحدها ولكن على الدائرة المحيطة بها من الأسرة والمعارف أيضًا، حتى وإن بدأت رحلة البحث بسبب احتياجها المادي يبدء التضييق عليها وإجبارها على الاكتفاء بالمنزل فقط.

هكذا كان الحال مع فتحية عبد الحميد، 52 عامًا، حيث تحدت رفض أبنائها أن تعمل وتبحث عن مصدر رزق، بعدما شعرت بفراغ جم عقب زواج أبنائها الثلاثة، وانشغال كل منهم في عمله وأسرته، فحاولت البحث عن وظيفة رغمًا عنهم، لكنها لم تجد بسبب سنها الكبير.

سمعت "فتحية" عن مبادرة «الحياة فرصة» التي دشنتها مؤسسة أضواء المستقبل للتنمية، برعاية وزارةالتضامن الاجتماعي، من خلال إحدى موظفات التضامن أثناء تحضير أوراق معاش تكافل وكرامة.

" فتحية " تقطن في عزبة الخصوص بالقليوبية، انضمت للمبادرة منذ عامين، وخلالهم تمكنت من امتلاك مشغل لتطريز والخياطة، كمبتدئة كانت تصنع الملايات والمفارش"، وأسهل القطع التي من الممكن أن تنتجها، ابتكرت أشكال جديدة لكل مستلزمات المنزل من خلال إعادة تدوير المخلفات.

أطلقت على مشغلها اسم "باب رزق"؛ ليعبر عن البداية الجديدة لحياتها التي بدأتها بعد الخمسين، تذكر أن أول الدروس التي تعلمتها على يد المشرفات ألا تسمح للزمن أن يمر عليها كـ "خيل الحكومة" أي بعد انتهاء مهمته داخل الأسرة يصبح وجودها كعدمه.

وأضافت «فتحية »، لـ«الدستور»: "أنه عندما عرف أهالي الخصوص بمنتجاتها، أصبح الاقبال عليها يتزايد بالتدريج خاصةً بأن بيعها كان متوقف على المعارض التي تنظمها التضامن لدعمهن".

قام أحد أحفادها بدعمها من خلال تأسيس صفحة على موقع تواصل الاجتماعي لمساعدتها في الدعاية وتوزيع منتجاتها، وبالفعل بدأت تتلقى مطالب كثيرة لشراء منتجاتها، قائلة: «ولادي كانوا عايزين ابقى زي خيل الحكومة اتنظر الموت بقى، لكن أنا شوفت أن الحياة غالية، وطول ما أنا عايشة لازم يكون لي كيان، واتعلم واشتغل والحمدالله نجحت".

"فتحية" هي واحدة ضمن سيدات كثيرات، انقذتهم مبادرة وزارة التضامن من براثن الفراغ إلى الإنتاج والعمل رغم تقدم السن، واستطاعت خلال فترة قصيرة تشغيل ما يقرب من 5000 سيدة في المشروعات اليدوية والتراثية، وأصبحت لديهن منتجات تسوقها لهم الوزارة، وتقيم لهم معارض وتربطهم بأصحاب المحلات التجارية، وكان نتاج ذلك حصول وزارة التضامن على جائزة الأميرة سبيكة لأفضل منتج لعام ٢٠١٩.

وكان الهدف من المبادرة تعليم المرأة المعيلة حرفة يدوية تكسب منها نفقاتها، والفتيات المتعلمات سوف يتعلمن التسويق الإلكتروني عبر الانترنت، وتحتوي المبادرة على حرف تستطيع المرأة ممارستها داخل المنزل أو خارجهان والمبادرة بها أيضا حرف للمرأة المتعلمة، والمرأة غير المتعلمة.

وفي إطار دعم النساء العاملات وتشجيعهن للمشاركة في سوق العمل، قالت وزيرة التضامن إن الوزارة توفر خدمات لهن من خلال 39 مركز في 22 محافظة تتلخص في توفير وجبات نصف مطهية وخدمات تنظيف جاف، ويبلغ عدد المستفيدات 165 ألف من هذه الخدمات.

«الحياة فرصة» مبادرة دشنتها مؤسسة أضواء المستقبل للتنمية، برعاية وزارة التضامن الاجتماعي، ضمن البرنامج التنموي الذي يستهدف تمكين السيدات بدعم وتمويل من مؤسسة دروسوس بمدينة الخصوص وعزبة النخل.

المشروع حقق فرص عمل لـ1000 أسرة وإقامة عدد 2 حضانة لإعادة تدوير المخلفات وعمل 26 مبادرة مجتمعية بالإضافة إلى قيام المشروع بتنفيذ لقاءات رفع وعي تجاوز من استفاد منها 2000 سيدة.

من بين هؤلاء السيدات، كانت منال عادل من محافظة المنيا، توفى زوجها منذ 3 سنوات، ومع ازديدا متطلبات أبنائها، وعدم قدرتها المادية على سد احتياجتهم المادية، لجأت لتعلم الخياطة في مشغل تابع لجمعية أضواء المستقبل، وتعلمت الخياطة وابتاعت أول ماكينة في منزلها وبدأت توزع منتجاتها في محلات منطقة العتبة.

وبعدما زاد الاقبال عليها أصبحت ماكينة واحدة غير كافية لإنجازه؛ لذا قررت "منال " شراء ماكينتين، بالتدريج استطاعت تأجير مكان لعرض منتجاتها. تقول "منال" أن التدريب من خلال المبادرة يختلف عن غيره، لكونه يعلم الفتيات مراعاة الدقة والجودة في التصنيع وعدم اغفال أن يكون المنتج له منافس في فئته السعرية.