رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أخطرها "تسلل داعش".. شهادات خاصة لـ"صحفيون عسكريون" عن ثورة 30 يونيو

جريدة الدستور

"إن القوات المسلحة لم يكن في مقدورها أن تصم آذانها، أوتغض بصرها عن حركة ونداء جماهير الشعب المصري التي استدعت دورها الوطني"، قالها الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ 6 أعوام مضت، في خطابه الذي اهتز له قلوب المصريين، بعدما أعلن فيه تلبية نداء الشعب المصري، الذي استدعى الجيش لحمايته من الضربات الإخوانية، والتي انطلقت في 30 يونيو 2013.

3 يوليو من العام 2013، المتحدث العسكري يعلن اجتماع قيادة القوات المسلحة مع قيادات وقوى سياسية ودينية شبابية، بعد انتهاء المهلة التي منحتها القوات المسلحة للسلطة محددة بـ48 ساعة فقط، وعقبها أذاع التليفزيون المصرى بيانا للرئيس السيسي، أنهى فيه رئاسة الأسبق محمد مرسي وعرض خارطة طريق سياسية للبلاد.

سُطرت هذه الفترة في تاريخ الثورات المصرية، لكن في هذه الأثناء وما قبلها وقعت بعض الكواليس التي أدت في النهاية لتلك الاحتفالات الحالية، كانت هناك أقلام شاهدة عليها، لم يكونوا ثوار أو مصريون عاديون، لكنهم عيون متحرك بما كتبوا، هم الصحفيون العسكريون، الذين دونوا بأقلامهم تلك الفترة.

الدكتورة فاطمة سيد أحمد، محررة عسكرية ورئيس تحرير جريدة روزاليوسف سابقًا، تتذكر معنا تلك الكواليس والتي بدأت منذ إبريل، فتقول: "تم استدعائنا وكنا 5 أفراد فقط للقاء مع العقيد أحمد محمد علي، والمقدم أحمد شعبان في مكان ما، وتحدثنا حول أن جماعة الإخوان ينحرفون بالأمن القومي المصري".

تضيف: "ظهرت أهدافهم وخططهم الخفية للتنازل عن سيناء، وأيضًا كانت لهم محاولات لتمكين أفراد من حماس من شراء أراضي سيناء، وذلك من خلال سرقتهم ماكينة عمل البطاقات الشخصية لاستخراج آلاف البطاقات لأفراد من حماس بالجنسية المصرية".

توضح أن الضابطان بدأ يمهدان لهم ما سيقولانه من معلومات مهمة تحملنا مسئولية توصيلها للشعب، لأن الوضع في حاجة إلى وعي وإدراك بكل الأمور لمحاولات الإخوان للعبث في أرضنا ومقدراتنا، مؤكدة أن القيادي الإخواني خيرت الشاطر أعد خططه الجهنمية الواحدة بعد الأخرى للتنازل عن أرض سيناء.

وعن واقعة البطاقات، تروي لـ "الدستور" أن هذه الفوضى تمت أثناء اندلاع أحداث 28 يناير 2011 ليلهوا الشعب في أحداث داخل القاهرة وبعض المحافظات، وكانت عناصر من حماس تتسلل عبر الأنفاق والحدود.

تضيف: "وخلال ذلك تمكنوا من سرقة ماكينة عمل البطاقات الشخصية بعد اقتحامهم لقسم شرطة العريش وأودعوها غزة وطبعوا بها أرقامًا قومية بالجنسية المصرية، واستغلوها في البداية في إعطاء "مرسي" أصواتهم كمواطنين مصريين، ثم أرادوا أن يتملكوا أراضي هناك بتلك البطاقات، لكن صدر قرار عسكري أن أراضي سيناء مناطق عسكرية وممنوع شرائها أو بيعها".

"قال لنا الضابطان كل المعلومات التي يمكن أن تساعدنا لنقل الحقيقة إلى الشعب المصري، وكتبناها ونقلتها برامج التوك شو التي تنسب لنفسها أنها مفجرة ثورة يونيو".. هكذا كانت رواية الدكتورة فاطمة حول استنفار الجيش المصري من التصرفات الإخوانية.

تضيف: "وبدأ بالاستعداد لتلبية نداء الشعب المصري الذي وصل إلى ذروته،في عدم احتمال وجود الإخوان في سدة الحكم لفترة أطول عقب الإعلان الدستوري الذي أعلن فيه "مرسي" أن له اليد العليا في كل مؤسسات الدولة وثار الشعب عليه في 30 يونيو 2013".

كواليس هذا اليوم لا تنتهي، فتحدثنا أيضًا مع كريم وزيري، محرر عسكري، الذي أكد لنا أن التعامل في أحداث مشابهة يكون بحذر في النشر الصحفي، موضحًا أن كثير من المواد الصحفية وصلت لهم قبل يوم 30 يونيو بأسبوع تقريبًا، فقط عن بيانات الجيش والإنذار الأخير ومهلة الـ48 ساعة التي منحها الجيش لإخلاء ساحة رابعة العدوية.

يوضح كذلك البيانات التي تبرز مجهودات حرس الحدود والجيش الثاني والثالث، وكل الأنشطة والمناورات الخاصة بالقوات المسلحة، والتي تثبت أن القوات المسلحة تعمل بكل طاقتها بعيدًا عن أي أحداث سياسية دائرة، فقط هم يقومون بمهمتهم في حماية البلاد ضد أي هجمات تستغل الحال الذي كانت البلد تمر به في الدخول إليها ومحاولة تعكير صفو أمنها الداخلي.

ويحكي "وزيري" لـ"الدستور" أنه خلال أحداث هذه الفترة بدأ كل صحفي يستغل ما يُرسل إليه من بيانات أو ما يُتاح له حضوره من لقاءات، في استخراج زاوية محددة ليكتب عنها ويسطر ما يتمكن من جمعه من معلومات.

يضيف: "هناك موضوعات وجدناها عن كيفية تأمين الجيش للسلع الاستراتيجية وقت الثورة، وأخرى مقالات تحليليلة عما بعد انتهاء الثورة"، متذكرًا موضوعًا لإحدى الصحفيات حول قرب عدد من القطع البحرية الأمريكية من السواحل المصرية، وحين وصل الأمر للقوات الجوية والبحرية تم إطلاق إنذار لها أنه في حال عدم تحركها سيتم ضربها خلال 5 دقائق، وبالفعل انسحبت القطع البحرية الأمريكية من موقعها.

"وزيري" ذكر أنه ركز في ملفاته الصحفية خلال تلك الفترة على الأسلحة الموجود في رابعة العدوية، والعناصر الإخوانية المدربة على استخدامها من كتائب خيرت الشاطر وتهدد مصر وأمنها –آنذاك-، وأيضًا الكتائب العسكرية التابعة للإخوان وكيفية تسللها إلى مصر، فقد دخل إلى مصر وقت عزل "مرسي" حوالي 15 ألف داعشي ما بين أفراد من حماس وسوريا ووصلوا إلى سيناء من خلال الأنفاق.