رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شركات النصب الهاتفي تغزو الغربية: "ألو مبروك حضرتك كسبت معانا"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تعرض العديد من مواطني محافظة الغربية، للنصب عن طريق شركات وهمية تتصل بضحايها عن طريق التليفون الأرضي وتوهمه بأنه قد فاز بجائزة وربما جائزتين، وعليه فقط أن يقوم بتحويل مادى إما بالبريد أو عن طريق المحمول أو أن يستقبل مندوب الشركة ويقوم بدفع المبلغ المطلوب والذى يتراوح ما بين 500 حتى 2000 جنيه، وأحيانًا يطلب كارت مدفوع مسبقًا لشحن المحمول.

وتكون مندوب خدمة العملاء غالبًا من السيدات أو الآنسات فبمجرد أن ترفع سماعة التليفون تسمع: "مساء صباح الخير يا فندم أنا (---) من شركة (---) مبروك رقم حضرتك كسب جائزة معانا بمناسبة فتح فرع جديد للشركة عبارة عن عدد أيام فى منتجع سياحى وجهاز من بين عدة أجهزة حسب السحب، ممكن الاسم والعنوان؟"

بذلك انت التقطت أول الطُعم والباقى بأن يتصل بك مدير أكبر أو النصاب الأكبر فى نفس الشركة التى تبيع الوهم ويطالبك بتجهيز الطريق المناسبة له لتحويل الأموال حتى تحصل على جائزتك المجانية!!!.

"الدستور" حاورت بعض من تعرض لهذا النوع من عمليات النصب الهاتفى والذين دائمًا ما يكونون من السيدات خاصة كبيرات السن أو قليلات التعليم منهم فى محافظة الغربية، وإن كان الأمر يتعلق بعدة محافظات إلا أن محافظة الغربية تعرضت لعدة عمليات نصب هاتفى من شركات بيع الوهم للمواطنيين.

وتقول سعاد محمد، ربة منزل من مدينة زفتى بمحافظة الغربية، تعرضت لعملية نصب هاتفي: "تلقيت مكالمة هاتفية من مجهولة أخبرتني أنها تعمل في إحدى شركات مزودي خدمة الاتصالات، مباركة لي الفوز بجائزة مالية، وقامت بإعطائى أرقام هواتف للاتصال بها والحصول على الجائزة المزعومة، واتصلت بالفعل وأنا فى قمة السعادة، وطلب صاحب أحد هذه الأرقام أن أقوم بشراء كروت رصيد للمحمول وإرسال الأرقام له، وليس هذا فقط بل أوهمني بأن الجائزة كي يتم صرفها يتوجب دفع رسوم، وزودني برقم شخص لإرسال تحويل له عن طريق أحدى الشركات الخاصة، وحذرني من إغلاق خط الهاتف، أو إبلاغ أي شخص عن الفوز بالجائزة للحفاظ على سرية الجائزة، وما أن قومت بالتحويل حتى أُغلقت جميع الأرقام ولم أحصل على أى شيئ وضاع المبلغ المُحول، وضاع حلم الجائزة المزعومة، ولم أقم بإبلاغ أولادى الذكور إلا بعدها بعدة شهور، ولم أُبلغ الشرطة طبعًا.

الضحية الثانية من محافظة الغربية، السيدة عزة محمد، كان التعامل معها مباشر، فبعد أن تلقت مكالمة من شركة ادعت أنها من محافظة القاهرة افتتحت فرعًا جديدًا للبيع العقارى بالمحافظة، وبهذة المناسبة فقد فاز رقم تليفون السيدة عزة، بجائزتين الأولى بسحب عشوائى والثانية هى جائزة تختارها هى من بين عدة أجهزة كهربائية، وبالفعل وافقت على عرض النصب المُقدم إليها، وأخبرتها مندوب الشركة أن السحب العشوائى فازت فيه بمكواة، وعليها انتظار مكالمة أخرى لتحديد أسلوب توصيل الجائزة واختيار الجائزة الأكبر.

وتقول صاحبة الـ 62 عام، انتظرت بصحبة زوجة ابنى الأكبر مكالمة الشركة لاختيار الجائزة الأخرى ولا نعرف جائزة لماذا وماذا قدمنا لكى نحصل على جائزة، وبالفعل اتصل بي أحدهم على الرقم الأرضى وقدم لى التهنئة على الجائزة الأولى كان شخص لبق جدًا فى كلامه، وأتاح لنا الاختيار واخترنا ثلاجة من ماركة شهيرة، وهنا طلب مني أن أنتظر المندوب ظهر اليوم التالي لاستلام الجائزة الأولى "المكواة"، ودفع مبلغ 500 جنيه، مصاريف شحن الثلاجة وبالفعل حضر المندوب يحمل عدة هدايا خفيفة لعدة عملاء على حد زعمه، وحصل على المبلغ المُتفق عليه وحتى وبعدها لم يتصل بي أحد ولم أحصل على شئ وعرفت من زوج ابنتى وأبنائى الذكور أنها عملية نصب تعرضت لها، ورفضنا إبلاغ الشرطة واستعوضنا الله.

يقول فيه المستشار فتحي عبد الله، المحامى، إن المادة 336 من قانون العقوبات المصري، تنص على أنه يعاقب بالحبس كل من توصل إلى الاستيلاء على نقود أو عروض أو سندات دين أو سندات مخالفة أو أي متاع منقول، وكان ذلك بالاحتيال لسلب كل ثروة الغير أو بعضها إما باستعمال طرق احتيالية من شأنها إيهام الناس بوجود مشروع كاذب أو واقعة مزورة أو إحداث الأمل بحصول ربح وهمى أو تسديد المبلغ الذى أخذ بطريقة الاحتيال أو إيهامهم بوجود سند دين غير صحيح أو سند مخالصة مزود وإما بالتصرف في مال ثابت أو منقول ليس ملكًا له وليس له حق التصرف إما باتخاذ اسم كاذب أو صفة غير صحيحة.

فيما أكد مصدر من مديرية أمن الغربية، أن مثل هذة البلاغات يتم التعامل معها بكل حزم وتقوم مباحث الاتصالات ومباحث الإنترنت بفحصها والتعامل معها فورًا بعد الحصول على إذن من النيابة العامة، ولكنه أكد أنه نادرًا ما يصل إلى المديرية بلاغ بهذا الشأن ولا تقوم الضحية بالإبلاغ إلا بعد مرور وقت كبير على الواقعة، وتكون هذة الشركات من مكاتب وهمية مؤجرة فى محافظات أخرى وأنهت عمليات النصب التى قامت بها وأغلقت كل مالديها من أرقام وحسابات والوصول إليها أحيانًا يكون صعب جدًا، لذلك يجب أن يبعد المواطن عن مثل هذة الشركات، وحال وقوعه فريسة لهم أن يُبلغ الشرطة فورًا بما حدث تفصيلًا ويحرر محضرًا تفصيليًا بما حدث.