رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«نعوش كهربائية».. أجهزة الغسيل الكلوي تقضي على مرضى التليف

جريدة الدستور

على الأسّرة البيضاء، خاضت عبير حسين 43 عامًا، رحلة طويلة من الشقاء والآلم، وانتهى بها الحال لتصبح إحدى مريضات الفشل الكلوي، التي طالما سمعت عنهم وتعاطفت معهم؛ لتبدأ هي مثلهم رحلة شقاء أخرى كانت فيها الأسرة البيضاء عنصرًا مشتركًا بينها وبين الرحلة الأولى.

الطبيب قرر أن تجري السيدة غسيل كلوي بأحد المستشفيات الحكومية مرتان أسبوعيًا، لتأتي بعدها طواعية مستسلمة إلى العناء الذي يعقب اختراق هذه الأجهزة لجسدها النحيل آملة بذلك تحقق آخر أمل لها في الشفاء.

إلى أن جاء يوم لم يختلف عن سابقيه كثيرًا، سوى أن أهل عبير كالعادة وقفوا منتظرين انتها ء جلسة الغسيل، التي تجريها السيدة على نفس الأجهزة المعتادة، حتى انطفأت الأجهزة بشكل مفاجىء، وتقوف جميع الوصلات بين جسدها والأجهزة، وبدأت تنزف بغزارة أدخلتها في غيبوبة ومن ثم فارقت الحياه.

عبير لم تكن هي الحالة الوحيدة، التي انتهت حياتها على أجهزة غسيل الكلى بالمستشفيات الحكومية؛ نتيجة تعطل هذه الأجهزة وتوقفها فجأة أثناء جلسات الغسيل، بحسب حكايات ووقائع خاصة رصدتها "الدستور" في التقرير التالي.

ما يدل على سوء الأجهزة، الواقعة التي حدثت مؤخرا في بني سويف، حين امتنع عدد من مرضى الغسيل الكلوي بمستشفى الفشن المركزي، عن الحصول على جلسات الغسيل الكلوي الخاصة بهم، وذلك لسوء حال الأجهزة وكثرة تعطلها.

محمد حسن، مريض فشل كلوي، يُعالج بأحد أكبر المستشفيات الحكومية بمحافظته منذ عام، يعاني من تعطل دائم لأجهزة الغسيل الكلوي؛ ما يتسبب بإطالة مدة الجلسة الواحدة التي يفترض أن وقتها الأصلي هو أربع ساعات.

يؤكد أنه في بعض الأحيان يتعرض المرضى إلى الانقطاع المفاجئ للتيار الكهربائي، ما يتسبب عنه توقف الأجهزة وهو ما يعرض حياتهم للخطر، إذا ما لم يتم إلحاقهم بعمل غسيل يدوى بالماكينة؛ خوفًا من تجلط الدم في الخراطيم الخاصة بالجهاز ما يجعلهم عرضة لحدوث نزيف أو فقدان لحياتهم.

وفي دمياط شكى عدد من مرضى الفشل الكلوي من تعطل الأجهزة، ونقص في فلاتر المياه والأجهزة وكذلك نقص في القوى البشرية في المستشفيات من أطباء وممرضين، ما يضطرهم أحيانًا للجوء للمراكز الطبية الخاصة الأمر الذي يكلفهم أموالًا طائلة.

إلهام المنشاوي، عضو لجنة الصحة فى البرلمان، تقول إن المستشفيات المتاح بها وحدات الغسيل الكلوي توجد بها عدد كبير من أجهزة الغسل الكلوي، وهناك مراجعة مستمرة من قبل وزارة الصحة، وعند حدوث عطل في الأجهزة يتم تحويل المرضى إلى أقرب مستشفى مجاورة.

وتؤكد لـ"الدستور"، أن الدور الرقابي المنوط به من وزارة الصحة، عدم بدء تشغيل جلسات الغسيل الكلوى إلا فى المواعيد الرسمية فىيالثامنة صباحًا، وهو ما لم يلتزم به المستشفيات، وجاء إليهم العديد من شكاوى من المرضى، بخصوص عدم كفاءة وحدات غسيل الكلى بالمستشفيات، موضحة أن معظم هذه الأجهزة تبرع بها بعض الأهالى للمرضى من أجل بناء مستشفيات متكاملة.

ووفقا للجمعية المصرية للكلى، فأن 25%؜ من ‏مرضى الفشل الكلوي في مصر يموتون سنويًا، في حين لا تتجاوز النسبة العالمية للوفاة بهذا المرض 10%‏.

وذكرت الإحصائية، أن مصر بها ‏460‏ مركزًا خاصًا وحكوميًا‏، ‏وأن المراكز التي خضعت للإحصائية ‏86‏ مركزًا فقط يوجد بها حوالي ‏3581‏ مريضًا، علمًا أن عدد مرضي الفشل الكلوي في مصر غير محدد، وأن ‏50 ألفًا منهم يقومون بعمليات الغسيل فيما يخضع للفحص أعداد مضاعفة لهذا الرقم.

سبق وأكد حاتم عبدالحميد، عضو لجنة الصحة بمجلس الشعب، أن هناك أكثر من مليون مريض بالفشل الكلوي فى مصر، يعانون من جلسات غسيل الكلى خاصة مع تهالك الأجهزة المستخدمة، التى مر عليها أكثر من 20 سنة، فى حين أن مدة صلاحيتها ينبغي ألا تتجاوز أكثر من 5 سنوات؛ ما يتسبب ذلك في كوارث صحية خطيرة لمرضى الفشل الكلوي.