رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف سيطرت أغاني «محمد رمضان» على حصص التربية الموسيقية بالمدارس؟

جريدة الدستور

يقف مُعلم الموسيقى بين تلاميذه، تحيطه الآلات الموسيقية من كل جانب، يبدأ في تعليم الصغار أنشودة جديدة، فالجميع يستمتع بتلك الألحان داخل الفصل، بعضهم لديه موهبة ينتظر حصة الموسيقى كل يوم لتنميتها، والبعض الآخر يتعلم، لكن فجاءة صمتت الآلات الموسيقية، واختفى ذلك المعلم، دون أن يبحث أحد أين ذهب؟.

معلم الموسيقى لم يعد دوره كما كان سابقًا، فأصحبت معظم المدارس الحكومية لا تعترف به، ولا تعطي حصته اهتمامًا، حتى وصل الحال بمعلمين التربية الموسيقية، الجلوس طوال اليوم في مكاتبهم، لاستغلال مدرسون آخرون أكثر أهمية من وجهة نظر المدرسة لحصتهم، فضلًا عن عدم وجود آلات موسيقية تمكنه من أداء عمله خلال اليوم الدراسي.

«الدستور» تتبعت اختفاء مدرس التربية الموسيقية من المدارس الحكومية، لمعرفة مصيره الحالي وإلى أين وصل؟، إلى جانب حكايات خاصة لمدرسي الموسيقي والطلاب لمعرفة الأسباب التي أدت إلى إهمال تلك المادة الهامة.

الطلاب: مافيش حصة موسيقى
تقول نهى عادل، نهى عادل الطالبة بالصف السادس الابتدائي، أنه لا يوجد حصة موسيقى بالمدرسة، موضحة أن مدرس التربية الموسيقية إما أن يحول حصة الموسيقى إلى حصة ترفيهيه بين الطلاب وبعضهم أو يتغيب تمامًا عن الحضور الحصة، رغم وجود الأدوات الموسيقية موجودة ولكنها لا تستخدم فهي مخزنة بحجرة الموسيقى دائمًا.

علا ضاحي، طالبة بالصف الرابع الابتدائي، تقول: "مفيش حصة موسيقى، أحنا بنشغل أغاني محمد رمضان ونرقص عليها، عشان المدرس مش بيجي"، موضحة أن حصة الموسيقى تم استبدالها بأغاني المهرجانات وأغاني محمد رمضان، التي يقوم بتشغيلها الطلاب على هواتفهم المحمولة في غياب معلم التربية الموسيقية.

وعلى العكس تقول رولا مصطفى، طالبة بالمرحلة الإعدادية، أن مدرستها الحكومية تهتم بالنشاط الموسيقي، وكذلك باكتشاف المواهب الفنية المختلفة، كما تقوم المدرسة باستئجار مسارح لإحياء الحفلات المدرسية به في نهاية كل فصل دراسي.

أحمد فهمي، طالب بالصف الثالث الابتدائي، يوضح أنه يحب حصة الموسيقى لكونه يمتلك موهبة صوتية ويحب الغناء، لذا فهويلقى بعض الاهتمام من مدرسيه، أكثر من زملائه لهذا السبب فقط، بينما يعد أيضًا الاهتمام بالنشاط الموسيقي ضعيف ومحدود؛ لذا فهو يتمنى أن يتم الاهتمام بالموسيقى، والتدريب على الآلات الموسيقية، إلا أن المدرسة لا تقوم بذلك.

المدرسين: نقوم بتدريبهم على الموسيقى بحسب الإمكانيات المتاحة
أما معلمي الموسيقى فأنهم لا يجدون إمكانيات داخل المدارس تمكنهم من تعليم الصغار، يقول أحمد فتحي، أحد مدرسي التربية الموسيقية، بمدرسة الشهيد عمر عبد العزيز بحي شبرا الخيمة، أن معلمي الموسيقى غير مقصرين في دورهم، ويقومون بشرح قواعد الموسيقى الأساسية لطلاب.

يؤكد أنه يدربهم باستخدام بعض الآلات على عزف بعض المقطوعات الموسيقية التي تناسب سنهم، ويقيم بعض المسابقات بين الطلبة في العزف والغناء ومن ثم يمنح الفائز منهم جوائز، إلا أن المدارس لا تساعدهم على ذلك.

فاطمة أحمد، أحد مدرسي التربية الموسيقية، توضح أن مدرسي الموسيقى يتعاملون مع الطلاب حسب الإمكانيات المتاحة، ولا تنكر أن هناك تقصير وعدم اهتمام، لكنها ترجعه إلى ضعف الإمكانيات.

سبق وأكد أحمد خيري، المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم، أن الوزراة تعمل على الاهتمام بالنشاط الموسيقي، مؤكدًا أن هناك خطة للمسابقات تقدم من الوزارة على مدار السنة، وهذه الخطه يعدها مكتب مدير عام تنمية التربية الموسيقية لجميع المراحل التعليمية.

وأضاف، وتشمل مسابقات للمرحلة الإبتدائية تتضمن العزف على آلات المندولين والكمان والأوكرديون والإكسليفون والريكورد والآلات الإيقاعية، سواء عزف جماعي أو منفرد مع مراعاة أن يتناسب مستوى المسابقة مع المرحلة العمرية.

وتابع المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم أن مدير عام تنمية التربية الموسيقية ينظم مسابقات للمراحل الإعدادية في العزف، وكذلك في الغناء الفردي والجماعي