رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«أكل العيش مُرّ».. حكايات خاصة لـ«شباب» لم تنتصر البطالة عليهم

جريدة الدستور

يعمل عبدالجليل، 42 عامًا، بأحد مصانع الغزل والنسيج في مدينة المحلة الكبرى التابعة لمحافظة الغربية، إلا أنه فوجئ في يوم بقرار من صاحب المصنع بتصفية عدد كبير من العاملين؛ بسبب ضعف السيولة المالية وعدم قدرته على سداد رواتب العاملين به.

5 أعوام قضاها الرجل عقب تلك الواقعة بدون عمل، لا يستطيع سداد مصروفات منزله، التي تكفلت بها زوجته، ولم يجد عملًا آخر. يقول إنه عانى كثيرًا في البحث عن فرصة عمل جديدة، يسد من خلالها احتياجات منزله، لكن الضغط النفسي سيطر عليه حتى دخل في مرحلة اكتئاب شديدة، ومكث في البيت لفترة كبيرة، وكانت الزوجة هي عائل البيت في هذه المرحلة من خلال عملها في إحدى صالونات التجميل لتزيين العرائس.

شعور "محمود" بالذنب تجاه زوجته؛ بسبب الحمل الثقيل الذي تحملته طوال خمس الأعوام دون شكوى، جعله يعود إلى البحث مجددًا، بالتوجه إلى جميع المصانع والشركات بمدينة المحلة؛ للسؤال عن فرصة عمل متاحة، وبالفعل وجد مصنعًا للمفروشات يطلب أكثر من 500 عامل، وكان "محمود" من ضمن هؤلاء العمال ليبدأ رحلته الوظيفية من جديد تاركًا البطالة.

الخمس سنوات التي قضاها "عبدالجليل" عاطلًا يبحث عن عمل، استطاعت فيها مصر خفض معدلات البطالة، لا سيما أن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أعلن مؤخرًا أن معدل البطالة السنوي تراجع إلى 8.9% نتيجة للنمو الاقتصادي للبلاد.

ربما يكون ذلك الانخفاض نتيجة توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي؛ لتحقيق التنمية المستدامة من خلال تنفيذ رؤية 2030، والتي شملت جميع المحاور الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، فقد تم تنفيذ مشروعات كُبرى ساهمت في تخفيض نسبة البطالة بشكل ملحوظ على مدار الأربع سنوات الماضية؟

فوصلت في الربع الأخير من عام 2018 إلى 8.9% من حجم قُوة العمل البالغة 28.027 مليون فرد، منهم 22.686 مليون من الذكور، و5.341 ملايين من الإناث، وذلك بعد أن كانت 13.3% في الربع الثاني من عام 2014.

وإزاء ذلك، استعرضت "الدستور" في التقرير التالي قصص شباب تخلصوا من البطالة في تلك الفترة، بسبب المشروعات التي نفذتها الحكومة، وساهمت في خفض نسبة البطالة. "عمر الغريب"، 29 عامًا، أحد قاطني محافظة الدقهلية، تخرج في كلية الهندسة، وظل أعوامًا عدة بلا عمل في مجاله الذي طالما اهتم بدراسته، وأخذ يبحث لكنه لم يجد.

وبعد البحث عن فرصة عمل في أكثر من عشر شركات هندسة مدنية، فقد الأمل في الحصول على وظيفة تناسب دراسته ومجاله، حتى قرر الابتعاد عن الهندسة ليجد نفسه يعمل في إحدى شركات الاتصالات.

يضيف: "وجدت إعلانًا على أحد مواقع التواصل الاجتماعي يفيد بأن هناك شركات اتصالات تطلب تعيين شباب على الفور مقابل أجور مجزية"، وبالفعل قدم الشاب أوراقه للشركة، واجتاز المقابلة الأولى التي وجهته للتدريب حتى حصل على خبرة كبيرة خلال السنوات التي قضاها في هذا المجال.

يشير إلى أنه احترف مهنته الجديدة التي استطاع أن يجني من خلالها الكثير من المال، وإتقانه لغة جديدة تمكنه من الحصول على ترقيات أعلى في الشركة، مبينًا أنه ابعتد عن مجال دراسته؛ بسبب قلة فرص العمل به باحثًا عن فرصة أخرى حتى يستطيع الزواج، إلا أنه ما زال يريد فرصة في مجاله الأساسي الهندسة.

الدكتور محمد سعفان، وزير القوى العاملة، سبق وأوضح في تصريحات له، إن المشروعات القومية كان لها دور كبير جدًا في القضاء على نسبة كبيرة من البطالة، حيث إن المشروعات القومية وفرت فرص عمل كثيرة للشباب.

وأشار إلى أن نسبة البطالة في مصر كانت تفوق الـ14% في عام 2013، لكن بعد تنفيذ الرئيس عبدالفتاح السيسي العديد من المشروعات القومية، وافتتاح المصانع الكبرى استطاعت مصر أن تغير تلك النسبة لتصل إلى 9% في العام الحالي.

وتستهدف الحكومة في برنامج تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، زيادة فرص أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، في الحصول على الخدمات المالية، من خلال الوصول إلى إجمالي عدد المشروعات الممولة بنهاية سنوات البرنامج إلى 335 ألف مشروع، من شأنها توفير 460 ألف فرصة عمل مع زيادة نسبة مشاركة المرأة إلى 48%، فضلًا عن تنفيذ 2400 برنامج لنشر وعي زيادة الأعمال التي يمكن أن يستفيد منها حوالي 4 آلاف شاب وفتاة.

وتسعى الحكومة لزيادة فرص تشغيل العاطلين من خلال برامج التنمية المجتمعية كثيفة العمالة التي تراعى البعد البيئي، والمتوقع أن يستفيد منها 435 ألف أسرة و175 ألف مواطن و207 قرى طوال سنوات عمل البرنامج، بالإضافة إلى تحسين مهارات 4 آلاف عامل في المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتوفير 625 ألف فرصة عمل يومية.