رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل يحل إنشاء مصنع حبوب منع الحمل أزمة السكان في مصر؟

جريدة الدستور

قبل ثلاثة أشهر رُزقت إيمان بطفلتها الأولى "آسيا"، وبعد متابعات مع طبيب النساء الخاص بها قررت أن تأخذ وسيلة لمنع الحمل، واستقر رأيها على الوسيلة الأكثر شعبية وهي تركيب "اللولب"، إذ نصحها الطبيب أن هذه الوسيلة أكثر فاعلية وآمانًا.

تقول إيمان: " بمرور الأيام، بدأت تظهر أعراض غريبة لم تكن موجودة من قبل، وأُصبت بالتهابات شديدة، لم أكن أعاني منها من قبل، ولكنها ظهرت بعد تركيب وسيلة منع الحمل، فباتت الآلام والالتهابات تأتيني كل شهر، خاصة قبل ميعاد الدورة الشهرية".

بدأت السيدة تفكر في تغيير تلك الوسيلة، على أن تستخدم هذه المرة حبوب منع الحمل؛ لعلها تأتي بنتيجة إيجابية ولا تسبب لها أضرار، وعلى الرغم من أن البعض نصحها بها من البداية إلا إنها لم يكن لديها شجاعة لتجريبها.

تقول: "كثيرًا ما أسمع عن أعراضها الجانبية، إلا إنني عزمت على استخدمها بيد أنها لم تكن متوفرة في الوحدات الصحية التابعة لوزارة الصحة المصرية، كما أن تناولها لا يكون مؤثرًا بدرجة كبيرة فيحدث حمل حتى بعدها".

"إيمان" هي واحدة ضمن سيدات كثيرات، حاولن تحديد النسل كما تسعى الحكومة ووزارة الصحة منذ فترة كبيرة، إلا أنهن لم يجدن الوسائل المانعة متاحة، والبعض منهم أخذها ولم تأت بنتيجة على أرض الواقع، فهناك احتمالية كبيرة لحدوث حمل أثناء استخدامها.

ومن أجل ذلك، ظهرت مطالبات برلمانية بإنشاء مصنع لإنتاج حبوب منع الحمل، على يد النائبة منى منير، عضو مجلس النواب، التي تقدمت باقتراح إنشاء مصنع لإنتاج أدوية منع الحمل كحل جذري لمشكلة الزيادة السكانية.

وأوضحت "منير" أن المشكلة السكانية على رأس المشكلات الاجتماعية ذات الآثار السلبية المتعددة الأبعاد التي تواجهها مصر؛ بسبب ارتباطها الشديد بالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية المختلفة بالمجتمع كما أنها تؤثر بصورة مباشرة على جهود المجتمع في مجالات التنمية الاجتماعية الاقتصادية.

وأضافت: "بين الحين والآخر نجد أزمة نقص ملحوظ في حبوب منع الحمل، أو اختفاء أنواع دون الأخرى، أو عدم تواجدها على المستوى الجغرافي المطلوب، حيث تتوافر في بعض المحافظات وتختفي في الأخرى".

وتابعت: "من المهم أن يكون هناك مصنع محلي يقوم على إنتاج حبوب منع الحمل، لاسيما وعدم وجود مصنع مصري يقوم بإنتاج هذه الوسائل، فوجود مصنع مصري ينتج وسائل الحمل، ويقوم بتوزيعها على نطاق جغرافي كبير، يمنع أن تقوم الشركات المستوردة باستغلال حاجة السوق المصرية، أو تعطيش السوق لخدمة مصالحها الشخصية".

واقترحت "منير" أن يتم دراسة بناء مصنع مصري على الأراضي المصرية، لإنتاج وسائل منع الحمل، على أن يكون له منافذ توزيع على مستوى المحافظات من خلال مراعاة التقسيم الجغرافي، بحيث يشمل كافة المحافظات والقرى المصرية.

إيمان ليست الوحيدة فهناك "نورهان" التي استخدمت منذ ثلاثة أعوام، الوسيلة الشهيرة والمعتادة لمنع الحمل، وقامت بتركيب "اللولب"، فقد علمت من البعض أن الحبوب تحتاج إلى متابعة ونظام دقيق في تناولها؛ لأنها إذا لم تنتظم ربما يحدث حمل، فاختارت أن تستخدم الوسيلة الأولى.

تقول:" ومع مرور الوقت كان هناك إفرازات دائمة، فضلًا عن الالتهابات التي أصبحت غير قادرة على تحملها على الإطلاق حتى بعد استخدام المطهرات الطبية والكريمات وأيضًا المضادات الحيوية، فبدأت أشعر أن هذا المر غير طبيعي؛ لأن لم أجد أي تحسن".

وتابعت نورهان، "ذهبت إلي الطبيبة التي تعالجني، وبعد الكشف وعمل مسح، قررت الطبيبة إزالة الوسيلة فورًا؛ إذ أنها وجدت أن "اللولب" كان سبب في التهابات مزمنة في منطقة الحوض، وقرحة في الرحم، ومن ثم وجهتني لاستخدام حبوب منع الحمل؛ لأنها أكثر آمانًا وفعالية من الوسائل الأخرى، ولكن مع الحفاظ على المتابعة المستمرة معها".

لم تستطيع "نورهان" إيجاد تلك الحبوب في منافذ وزارة الصحة ووحدات الأسرة، رغم رغبتها في تحديد النسل، تضيف: "حاولت قدر الإمكان أساعد الدولة في محاربة الزيادة السكانية، لكن وسائل منع الحمل الآمنة نادرًا لما بنلاقيها".

حبوب منع الحمل، هي الوسيلة الأكثر آمانًا ومتعارف عليها منذ سنوات لدى السيدات، ولا تسبب أي أعراض جانبية أو أمراض مثل ما يشاع كل فترة، بحسب الدكتور عمار النووي استشاري أمراض النساء والتوليد.

يؤكد على ضرورة عدم تناول النساء تلك الحبوب بدون استشارة طبيب، موضحًا أن عدم وجودها في مراكز الصحة والأسرة، يدفع النساء إلى شرائها من الصيدليات دون استشارة الأطباء بتلك الوحدات.

ويشير إلى أن الخطأ في مواعيد تناول تلك الحبوب بشكل منضبط قد يؤدي إلى حدوث حمل بالفعل، مبينًا أن إنشاء مصنع لإنتاج تلك الحبوب يساهم بشكل كبير في محاربة الزيادة السكانية.

وتعرضت حبوب منع الحمل لأزمات عديدة في السوق المصري، خلال عام 2016 شهدت أقراص منع الحمل اختفاء من السوق، والتي أشهرها أصناف «ياسمين» و«جينيرا» و«مارفيلون» و«جراسيال» و«سيليت»، وتكرر الأمر خلال عام 2017 اختفت تلك الحبوب في منافذ وزارة الصحة والصيدليات.

يذكر أن تعداد المصريين بحسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء 98 مليون مواطن في 11 ديسمبركانون الأول الماضي، وزاد حتى اليوم نحو 43 ألفًا نسمة.