رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"نجاح عالمي".. "الدستور" تحاور مخرجي عرض افتتاح الأمم الإفريقية

جريدة الدستور


"بالتوفيق وعلى بركة الله.. أُعلن افتتاح البطولة الـ32 لكأس الأمم الإفريقية".. بتلك الكلمات افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي كأس الأمم الإفريقية في مشهد باهر تحدث عنه العالم أجمع بكلمات إيجابية تنم على نجاح القائمين عليه.

"الدستور" حاورت اثنين من مخرجي هذا الحدث الفريد، وحاولت الوصول إلى المخرجين الأجانب، لكن من بين شروط تعاقدهم ما يمنعهم من عمل حوارات ولقاءات، نظرًا "لاهتمام اللجنة المنظمة بإظهار المصريين أكثر، حتى لا يقول العالم إننا نظمناها بأيادٍ أجنبية"، كما ذكر لنا أحد مخرجي العرض.

عمرو: ترجمت التعليمات لكل الجنسيات الأجنبية المشاركة بالعربية والإنجليزية

بدايتنا كانت مع عمرو علي، وهو مخرج شاب شارك في إخراج افتتاح وختام أوليمبياد الألعاب العالمية الخاصة في أبوظبي، وتم اختياره ليكون ضمن فريق الإخراج الأساسي لحفل افتتاح كأس الأمم الإفريقية، يتذكر مع "الدستور" بدايات اختياره، فيقول "تلقيت التكليف بالعمل في أواخر شهر مارس، ووصلت مصر في أول أبريل لمقابلة فريق الإخراج للوقوف على وضع الفكرة للعرض".

وسافرت بعدها بفترة قصيرة لأبوظبي لوضع خطة العمل مع الشركة الفرنسية المُكلفة بتنظيم الحفل، وعدت إلى مصر يوم ٦ يونيو لبدء التنفيذ مع الفريق الرئيسي لتنفيذ الإخراج المكون من 7 مخرجين من جنسيات مختلفة؛ من مصر "عمرو علي، طه خليفة، أحمد طارق" ومن اليونان "تاتيانا مويركو، إلينا سجوراماني" ومن روسيا، "كارينا بالميرا، ماريا نيكولييفا".

انتقل "عمرو" للحديث عن تحضيرات العمل، فيروي أنهم استغرقوا ما يقرب من شهر تجهيزات وأسبوعين "بروفات" عمل فعلية، والتي تخللها بعض الصعوبات على رأسها حرارة الجو أثناء ساعات النهار، نظرًا لضرورة العمل بمساحة مفتوحة تضاهي مساحة استاد القاهرة "فكنا نباشر البروفات التحضيرية باستاد الهوكي المجاور لملعب استاد القاهرة"، لذا تم تقسيم ساعات العمل وموقع البروفات؛ لتصبح بين الصالة المفتوحة لوقت قصير بهدف وضع التشكيلات الاستعراضية ونقوم بتنفيذها داخل الصالة المغطاة المكيفة التي وفرتها لنا إدارة استاد القاهرة، وسهلوا بروفات الأطفال لإنهائها بشكل أسرع لعدم تحملهم حرارة الجو بالخارج.

وتحدث عن اللمسات النهائية منذ بدء البروفات النهائية على الملعب الرئيسي للحفل التي كان فيها التحدي الأصعب، وهو تنفيذ العرض دون الإضرار بأرضية الملعب المجهزة لمباراة الافتتاح، وضرورة إنهاء العرض وإخلاء الملعب في وقت قياسي وتجهيزه في ٣٠ دقيقة لمباراة الافتتاح.

* بلمسات جمالية انتقلت إلى أنظارنا الأضواء والرقصات التي أبهرت العالم ولاقت ردود فعل عالمية إيجابية، ورغم اختلاف الجنسيات المؤدية لها لكنك تشعر بأنك تشاهد نسيجًا واحدًا لا فرق بينهم، كأنها رسالة للعالم أجمع أن الشعب الإفريقي قوة واحدة.

وعنها، استكمل "عمرو"، "الفكرة تم وضعها بشكل جماعي من فريق الإخراج بناءً على اقتراحات  المخرجين الثلاثة  المصريين نظرًا لمعرفتهم أكثر بمصر من الطاقم الأجنبي، فخرجت فكرتهم تتحدث عن الحضارة الفرعونية والتراث المصري المعروف عالميًا، عقبتها الوحيدة هي التوقيت، فاضطروا لعمل اختبارات أداء للراقصين أثناء نهار شهر رمضان لاختيار جميع العارضين، وإنهاء كل البروفات خلال أسبوعين فقط مما وضع العارضين تحت ضغط، وكانوا جميعًا قدر المسئولية، ولاختلاف اللغات: بجانب عملي كمخرج مشارك توليت مسئولية الترجمة لكل الجنسيات الأجنبية المشاركة، وكنت أكرر كل التعليمات باللغة العربية والإنجليزية".

طارق: تمت مراعاة أن يكون اختيار الأشخاص بناءً على عقليات متقاربة

أما وجهتنا التالية كانت مع أحمد طارق، المخرج المصري الثاني ضمن فريق الإخراج الأساسي لحفل الافتتاح، الذي يروي لنا أنه تم اختياره من خلال مخرجين عملوا معه في "عناقيد الضوء" - إحدى الأعمال المسرحية التي عرضت في مصر والإمارات- والذي شارك فيه مخرجون من أستراليا واليونان، وبناءً على ذلك رشحوا اسمه للشركتين المتعاقدتين مع مصر على تنظيم افتتاح الأمم الإفريقية، وكانت "تاتانيا" هي التي تواصلت معه، وعرف أنها المخرجة المشرفة على فريقه فيما بعد.

ويصف لـ"الدستور" كيفية العمل مع جنسيات مختلفة، فيقول: شهدنا معًا تناغمًا في العمل بشكل كبير، لأنه تمت مراعاة أن يكون اختيار الأشخاص بناء على عقليات متقاربة من بعضها، أيضًا السيرة الذاتية لهم تنم على أهمية ما قدموه من أعمال تؤهلهم للمشاركة في هذا الحدث الجلل، ما سيجعل العمل المقدم على مستوى احترافي، وهو بالفعل ما تم سواءً في التفكير أو التنفيذ، والفريق تكوّن من جوليان وهو المخرج مسئول اللمسات الإبداعية في العمل، ويأتي بعده مجموعة من المخرجين ترأسهم "تاتيانا"، وهم، "عمرو علي، أحمد طارق، طه خليفة، كارينا بالميرا، ماريا نيكولييفا".

استغرقنا حوالي شهر في تجارب الأداء وإتمام العمل كاملاً، لأننا كنا نختار العارضين بشكل دقيق، أيضًا كنّا نركز على الاحترافية في الأداء، ووصلت الدقة لاختيار أطوال متساوية رغم أننا نعلم أنها لن تفرق للناظرين، إلا أنه سيكون أمرًا ملموسًا وسيكون فارقًا في جودة العمل، وكان منفذوا العروض من الراقصين والراقصات 95% مصريين و5% من جنسيات مختلفة مقيمين بمصر: ٢ راقصين فقط من كوت ديفوار، و٤ عارضين من روسيا، والمجموعة المشاركة برقصة النهاية مع المطربين الأفارقة كلهم من أفريقيا، لكن اختلاف الجنسيات ساهم بإخراج العمل بهذا التناغم الرائع، موجهًا الشكر لكل المشاركين في الافتتاح من منفذي رقصات الفراعنة والتنورة وحاملي المرايات والأطفال، فكان العمل يبدأ من العاشرة صباحًا وسط أجواء حارة لكن الجميع كان على قدر المسئولية.