رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الضحايا يتحدثون لـ«الدستور».. ما هي حقيقة تسمم البطيخ؟

جريدة الدستور

تعشق «نجوان» 11 عامًا فاكهة البطيخ بشدة، وتجبر والدتها «ريان» في كل صيف على شراؤه بصفة مستمرة، رغم تخوف الأخيرة منه ومن حالات التسمم والنزلات المعوية التي يسببها لآكليه، إلا أنها رضخت مطلع الصيف الحالي إلى رغبتها.

ابتاعت السيدة بطيخ تلبية لرغبة ابنتها، فقامت الأخيرة على سهوه من والدتها بتناول ما يقرب من نصفها وخلدت إلى النوم، لم تمر سوى ساعة حتى سمعت الأم صراخ الصغيرة بشكل جنوني، وهي تمسك معدتها وتؤكد لها أنها تشعر بألم شديد.

تقول «ريان»: «حالة تسمم اتحجزت بسببها في المستشفى 3 أيام، اتبهدلت من السخونية والترجيع، ودرجة حراراتها ارتفعت، والدكتور قال أن البطيخ اللي كلته كان مسمم، غير أنها أكلت كتير».

تختتم: «مش البطيخ بس كمان الخوخ، الدكتور حط محاذير كتير على الفاكهة، لأن معظمها بيجب تسمم وإسهال، ومن يومها بنتي مش بتأكل أي فاكهة غير العصائر فقط، زي ما قال الدكتور».

«نجوان» هي واحدة ضمن كثيرون أصيبوا بنزلات معوية وتسمم بسبب تناول فاكهة البطيخ، التي اختلفت الأقاويل حولها في موسم الصيف، لاسيما بعد إرجاع وزارة الخبراء السبب إلى حقنة بمواد صناعية من قبل المزارعين.

لعل آخر تلك الحوادث، هي تسمم 16 عاملًا في إحدى مزارع مدينة السادات في محافظة المنوفية؛ إثر تناولهم بطيخ أثناء العمل بمزرعة فواكه، وانتشرت حالة من الذعر وتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي العديد من المنشورات بشأن انتشار بطيخ مسموم بالمبيدات والنترات بالأسواق بعد الحادثة المذكورة، مما أثار حالة من الفوضى بين المواطنين.

«نوران» حالة أخرى أصيبت بتسمم بعد تناولها كميات كبيرة من البطيخ، تقول: «جالي تسمم من البطيخ، وكنت بأكله كل يوم وأشربه عصير، وروحت المستشفى وقعدت أسبوع اتعالج».

تؤكد أن الأطباء في المستشفى أجروا لها غسيل للمعدة، ونقل دم، وظلت في حالة خطيرة لمدة يومين حتى استقرت، وأكملت أسبوع كامل في المستشفى تحت نظر الأكباء».

تضيف: «الفاكهة مش مضمونة حتى المعلبات والعصائر كله مرشوش عليه، الدكتور في المستشفى قالي كدة، وأن الفترة دي في حالات تسمم كتير جلته، بسبب الفاكهة المرشوشة».

المركز الإعلامي الحكومي التابع لمجلس الوزراء، نفى أن تكون الفاكهة مسمومة، وتحديدًا البطيخ، مؤكدًا أنه لا يحتوي على مادة بيضاء بالأسواق المصرية، بعد تواصل تم بين وزارة الزراعة والمركز.

وأوضح في بيان له، أنه لا يوجد بطيخ مسرطن في الأسواق، مرجعًا وجود بعض ثمار البطيخ لونها أبيض أو مجوفة من الداخل، إلى أنها ظاهرة فسيولوجية طبيعية تسمى القلب الأجوف، ولا تمثل أي خطورة على صحة الإنسان.

الحاج حسين أبوصدام، نقيب الفلاحين، يوضح أن تجويف البطيخ لا يعد دليلًا على أنه مسمم، مشيرًا إلى أن البطيخ الأجوف من الداخل يعد خفيف الوزن؛ نتيجة تركه ينضج أكثر من اللازم أو لسوء عملية تخزينه.

وعلى النقيض، أكد الدكتور حسام رضا، الخبير الزراعي، ومدير عام الإرشاد الزراعي السابق بمحافظة الإسماعيلية، على وجود بعض البطيخ المسمم بالفعل وهو الذي ينتج عن استخدام المبيدات بصورة خاطئة من قبل بعض المزارعين.

يضيف: "على سبيل المثال يتم استخدام مبيدات طويلة المفعول تحتفظ بالمادة السامة لفترات طويلة، وبالتالي تظل آثار المبيد بداخله عند التناول، بينما يجب أن يستخدم بزراعة الخضروات والتي ينتمي محصول البطيخ إليها مبيدات سهلة التكسير" أي ينتهي مفعول المادة السامة بها بححد أقصى بعد 4 أو 5 أيام فقط حتى تصبح ثمار المحصول آمنة عند التناول".

وأرجع الخبير الزراعي هذا الأمر إلى وجود بعض التقصير بدور الجمعيات الزراعية، في توعية المزارع البسيط بأنواع المبيدات، التي تناسب كل محصول ولا تناسب الآخر، مشيرًا إلى ضرورة عودة دور المهندسين الزراعيين في ارشاد المزارع ومتابعته.

أوضح الخبير الزراعي، أنه لا يمكن الكشف عن تسمم البطيخ برؤى العين، حيث لايوجد أي علامات ظاهرية تتشكل تشير إلى أنها سامة.

وأشار إلى أن البطيخ يحتوي على النيترات وبعض المواد الكيميائية التي تنتشر على سطحه والتي تؤدى للإصابة بالتسمم الغذائي، مبينًا أن العلامات الأولى لتسمم البطيخ تظهر في غضون ساعات قليلة بعد تناوله، وتشمل الأعراض الآتى: التعب والصداع الشديد والإغماء والقىء والإسهال وتشنجات وآلام فى المفاصل.

يذكر أن الإصابات بتسمم البطيخ لم تكن هي المرة الأولى حيث أصيب على مدار السنوات الماضية عدد من المواطنين بالتسمم نتيجه تناوله ففي عام 2016 أصيب 12 شخصًا بالتسمم آثر تناولهم للبطيخ وكذلك ففي الغربية قد تسمم 50 شخصًا آخرين لنفس هذا السبب.