جارتنر: 76% من رؤساء البيانات يعتبرون تعلّم الآلات أبرز أولوياتهم
كشفت دراسة جديدة من مؤسسة «جارتنر» عن تركيز رؤساء البيانات وطواقم البيانات والتحليلات على الأولويات الصحيحة، إلا أنهم لم يحققوا بعد أفضل توازن في مسئولياتهم المتعددة لأجل تقديم أداء تنظيمي متفوق.
وأجريت الدراسة الاستقصائية السنوية الرابعة لرؤساء البيانات من "جارتنر" على الإنترنت، وشملت 257 من رؤساء البيانات ورؤساء التحليلات وغيرهم من قادة البيانات والتحليلات رفيعي المستوى في أنحاء العالم.
ورغم مجيء "تطبيق استراتيجية التحليلات والبيانات" في المرتبة 3 كعامل نجاح بالغ الأهمية لدى 28% من رؤساء البيانات، إلا أن هناك نشاط استراتيجي آخر - وهو "إقامة برنامج الإلمام بالبيانات" - قد انتهى في المرتبة 12 فقط. هذا يأتي رغم حقيقة أن "ضعف الإلمام بالبيانات" قد حظي في الدراسة بالتصنيف الأول كعائق يحول دون "إيجاد ثقافة مدفوعة بالبيانات" وجني فوائدها في الأعمال.
وقالت لوجان: "يمكن تفسير حصول أنشطة استراتيجية على تصنيف متدن نظرًا لأن أغلبية المؤسسات قد بلغت المرحلة الثالثة فما فوق من النضج في إدارة المعلومات المؤسسية والتحليلات ومعلومات الأعمال. وبينما يظهر المسح أهمية حوكمة المعلومات، لا سيما إدارة البيانات الرئيسية، إلا أنه لا ينبغي لرؤساء البيانات أبدًا إغفال نتائج الأعمال التي يحاولون تحقيقها. ذلك لأن التركيز الحصري على الحوكمة، وحتى على إدارة البيانات الرئيسية، غير كاف للنجاح في دور رئيس البيانات".
وصنفت غالبية رؤساء البيانات المستطلعين تعلم الآلات والذكاء الاصطناعي في مرتبة بالغة الأهمية بنسبة 76% و67% على التوالي. وأفادت نسبة 65% من المستطلعين عن قيامهم باستخدام أو تجربة التعلم الآلي، بينما تعمل نسبة 53% منهم على تجربة الذكاء الاصطناعي. وأشارت نسبة تقل عن 20% من رؤساء البيانات إلى قيامهم باستخدام أو تجربة العقود الذكية (18%) أو تقنية بلوك تشين (16%).
وقالت ديبرا لوجان، نائب رئيس الأبحاث لدى مؤسسة «جارتنر»: ":يعتمد رؤساء البيانات على التقنيات الناشئة بهدف تمكين وحفز نجاح برامج البيانات لديهم. إن المشاركين في الدراسة ممن أشاروا إلى تحقيقهم أداء تنظيمي متفوق بالإجمال مقارنة بمنافسيهم أو نظرائهم كانوا أكثر استخدامًا للتعلم الآلي في تحفيز نمو الإيرادات وجذب المواهب العليا والاحتفاظ بها وترجمة متطلبات الأعمال أو العملاء إلى منتجات أو خدمات عالية القيمة".
فيما يتعلق بتقدير قيمة أصول البيانات والمعلومات في المؤسسات، بلغت نسبة رؤساء البيانات الذين كانوا يقيسون القيمة المالية للبيانات والتحليلات 8% فقط. وأفادت نسبة 45% من رؤساء البيانات إلى إصدارهم بعض القياسات عن جودة البيانات، مثل الدقة والاكتمال والمستوى والاستخدام. بينما أشار 29% إلى قيامهم بقياس تأثير المعلومات وأصول البيانات المهمة على إجراءات الأعمال، مثل مؤشرات الأداء الرئيسية.
وقالت لوجان:إن قياس قيمة المعلومات يميل بوضوح نحو الجودة في البيانات. وهناك متسع لإدخال تحسينات نظرًا لأن خُمس رؤساء البيانات المستطلعين لا يملكون طريقة موضوعية لتقدير قيمة أصول المعلومات. وتحتاج المؤسسات إلى إدراك أن الذين يقيسون القيمة المالية للمعلومات وأصول البيانات المهمة، أو الذين يقيسون تأثيرها على إجراءات الأعمال، يكاد يتضاعف لديهم احتمال الإشارة إلى تحقيق أداء متفوق في كفاءة طواقم البيانات والتحليلات.
كما كشفت الدراسة عن انتاج غالبية رؤساء البيانات لقيمة من أصول المعلومات بهدف الارتقاء بالعمليات الداخلية (60%) ورفع القيمة الكامنة في المنتجات والخدمات (57%) مع إيلاء التركيز على الفعالية.
وأشار خمسون في المائة من رؤساء البيانات إلى تركيزهم على تطوير عروض المنتجات الجديدة عن طريق الابتكار في المعلومات. وجاءت كذلك طرق أخرى في تحقيق القيمة من أصول المعلومات في مراتب متأخرة. وتبين أن 19% من رؤساء البيانات المستطلعين كانوا يقومون ببيع أو ترخيص المعلومات عن طريق وسطاء بيانات أو أسواق الانترنت، وقام 17% منهم فقط بالبيع أو الترخيص لآخرين لقاء مقابل نقدي.
وأشار المستطلعون الذين يستخدمون المعلومات وأصول البيانات في توليد مكاسب اقتصادية غير مباشرة إلى تمتعهم بأداء تنظيمي مرتفع على الأرجح لدى عملهم على تحسين أو تطوير العروض الجديدة، سيما من ناحية الارتقاء بقيمة منتجاتهمخدماتهم، ومبادلة المعلومات مع شركاء الأعمال لقاء بضائع أو خدمات، أو الحصول على شروط تفضيلية في التعاقد.
وأضافت لوجان بأن نجاح رؤساء البيانات يستدعي إيلاء أهمية إلى: توفير نتائج أعمال قابلة للقياس. فعلى سبيل المثال: كيف يستطيع رؤساء البيانات خفض نسبة تسرب العملاء وتوصيل نتائج محددة مثل جودة البيانات.
وموازنة المبادرات التكتيكية والاستراتيجية خاصة عندما يتصل الأمر بالتنفيذ التقني (والتركيز هنا ليس على التنفيذ، حيث يتوجب على رؤساء البيانات ترك تنفيذ التقنية بيد الرؤساء التنفيذيين لتقنية المعلومات) وتجربة التقنيات الرقمية الناشئة وتحديد أفضل حالات استخدامها بهدف التطور لما بعد المرحلة التجريبية.
وقالت يولي رؤساء البيانات تركيزهم على الأمور الصحيحة عادة، لكنهم يفتقرون إلى التوليفة الصحيحة من الأنشطة". حيث وجدت الدراسة أنه رغم قيام طواقم البيانات والتحليلات بتصنيف "إيجاد ثقافة مدفوعة بالبيانات" في المرتبة الأولى كعامل بالغ الأهمية، إلا أنه تبين وجود تصنيفات متضاربة بينهم حيال الأنشطة التقنية وغير التقنية (مثل التدريب على مهارات البيانات وتكامل البيانات)، والأنشطة الاستراتيجية والتكتيكية (مثل برامج إدارة المعلومات المؤسسية وتصميم منصات البيانات والتحليلات).