رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

السلمي: المستجدات في المنطقة العربية تستدعي وجود استراتيجية للتصدي للأعمال العدوانية

 الدكتور مشعل السلمي
الدكتور مشعل السلمي

أكد رئيس البرلمان العربي الدكتور مشعل السلمي أن التحديات الجسيمة والمستجدات الخطيرة التي تواجه الأمة العربية، تستدعي وجود استراتيجية عربية موحدة للتصدي للمطامع الاستعمارية والأعمال العدوانية للدول الإقليمية.

جاء ذلك في كلمته اليوم الاثنين في افتتاح ندوة "نحو بناء استراتيجية موحدة للتعامل مع دول الجوار الجغرافي" التي ينظمها البرلمان العربي بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ونخبة بارزة من الوزراء والبرلمانيين والسياسيين والخبراء العرب.

وقال"السلمي" إن المطامع الاستعمارية والأعمال العدوانية للدول الإقليمية وصلت إلى دعم وتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف ضرب منشآت اقتصادية حيوية داخل الدول العربية وسفن تجارية مدنية في المياه الإقليمية للدول العربية، بهدف زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة العربية، وتنامي الإرهاب والتطرف العنيف وتمدد الجماعات الإرهابية وتكوين الميليشيات المسلحة داخل الدول العربية والتي فاق خطرها كل حد، وتداعيات كل ذلك على الأمن القومي العربي ووحدة المجتمعات العربية.

وأضاف السلمي " إن تنظيم البرلمان العربي لهذه الندوة المهمة يأتي استشعارًا لمسؤوليتنا كممثلين عن الشعب العربي، وإدراكًا منا إننا نقف اليوم أمام مرحلة دقيقة من تاريخ أمتنا العربية، تستوجب التحرر من التبعية الطائفية والمذهبية والفكرية للدول الإقليمية والتي وصل تدخلها السافر في الشؤون العربية لدرجة غير مسبوقة، من خلال الاحتلال المباشر للأراضي العربية وفرض سياساتها ومواقفها وتوجهاتها الفكرية والطائفية على الدول والمجتمعات العربية".

وقال " إن المشروع العربي غاب في مقابل تنامي المشاريع العدوانية للدول الإقليمية والأجنبية، ولذلك "فإننا بحاجة ماسة إلى مشروع عربي يصون الثوابت العربية ويدافع عن السيادة العربية ويحافظ على الأمن القومي العربي ويتصدى للتدخلات الإقليمية والأجنبية في الشؤون العربية"، لافتا إلى أن أحد أهم تجليات المشروع العربي هو بلورة إستراتيجية عربية موحدة للتعامل مع دول الجوار الجغرافي العربي.

وأوضح أن عقد البرلمان العربي لهذه الندوة المهمة يأتي كأحد أهم توصيات "الوثيقة العربية لتعزيز التضامن ومواجهة التحديات"، التي أعدها البرلمان العربي من خلال نخبة من القيادات العربية رفيعة المستوى وناقشها واعتمدها في جلسة البرلمان العربي التي انعقدت في شهر فبراير الماضي، وذلك في إطار استكمال مبادراته للتصدي للقضايا الاستراتيجية والكبرى للأمة العربية، ومواجهة المطامع الاستعمارية والمشاريع العدوانية والتهديدات الإقليمية، بإستراتيجيات عربية متكاملة، توحد المواقف والجهود العربية، وتقف سدًا منيعًا لإفشال مشاريع التخريب والتدمير والفتنة التي تستهدف نشر الفوضى وغياب الأمن داخل الدول العربية وإذكاء نار الخلافات البينية بين الدول العربية وبين أبناء المجتمع الواحد.

وأضاف إن البرلمان العربي يهدف من تنظيم هذه الندوة المهمة التي يشارك فيها نخبة عربية بارزة من الوزراء والبرلمانيين والسياسيين والخبراء وأساتذة العلوم السياسية، وحضور رؤساء لجان الشؤون السياسية والعلاقات الدولية في المجالس والبرلمانات العربية ورؤساء أقسام العلوم السياسية في عدد من الجامعات العربية، تقديم أوراق عمل ورؤى، لبلورة الأسس والأهداف والأحكام "للإستراتيجية العربية للتعامل مع دول الجوار الجغرافي"، من أجل بناء موقف عربي موحد للتعامل مع دول الجوار الجغرافي.

وأكد أن التطورات الأمنية الخطيرة التي شهدتها منطقة الخليج العربي مؤخرًا، والتي تمثلت في القيام بعمليات إرهابية استهدفت محطتي ضخ نفط في المملكة العربية السعودية بهدف تهديد إمدادات الطاقة العالمية والتأثير على أسعارها، واستهداف سفن تجارية في المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة وخليج عُمان لتعطيل طرق الملاحة الدولية في خليج عُمان والخليج العربي، والتي استدعت عقد قمتين طارئتين خليجية وعربية بمكة المكرمة بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، تستوجب موقف عربي ودولي حازم للتصدي للأعمال الإرهابية والعمليات التخريبية المدعومة من بعض الدول الإقليمية ومحاسبتها وتجريمها طبقًا للقانون الدولي.

وقال "السلمي" إن هذه التطورات تؤكد أهمية وجود استراتيجية عربية موحدة للتعامل مع هذه التحديات الخطيرة من دول الجوار الجغرافي، هدفها حفظ أوطاننا، والتصدي للتدخلات الخارجية والإقليمية في شؤوننا العربية، وصيانة أمننا القومي العربي الذي هو كلٌ لا يتجزأ من المحيط إلى الخليج، وتقديم الحلول الناجعة بما يضمن عدم السماح بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية والمساس بسيادتها واستهداف أمنها والتعرض لمصالحها.