رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في اليوم العالمي للتبرع بالدم.. عائدون من الموت "أنقذوا حياتنا"

جريدة الدستور


14 يونيو، أقرته منظمة الصحة العالمية ليكون يومًا عالميًا للتبرع بالدم، وبالرغم من أن أغلب الحالات التي تخضع لعمليات طبية تحتاج إلى نقل دم بشكل كبير إلا أنه يوجد نسبة كبير من الأشخاص يتطوعوا بالدم دائمًا في سبيل انقاذ العديد من الأرواح دون أي مقابل، كما تحث المنظمة في هذا اليوم بضرورة التبرّع بالدم لتوفير إمدادات مضمونة الجودة منه ومن منتجاته بتكلفة معقولة وبالوقت المناسب أمام جميع الأفراد.

"عمري ما هنسى الشخص اللي اتبرعلي بدمه وأنقذ حياتي في يوم من الأيام"، كلمات بدأ بها "محمود توفيق، طالب بمرحلة الثانوية، من قاطني محافظة الاسكندرية، خضع الشاب لعملية فصل البلازما منذ عدة اشهر في المستشفى الميري داخل جامعة الاسكندرية، وكان يحتاج إلى 20 شيك دم قبل دخوله إلى غرفة العمليات فاقدا الأمل في أن يمده أحد بهذه الكمية الكبيرة من الدم.

وعن تقديم العون "أحد الأطباء بالمستشفى نشر أخبار في الجماعة بوجود حالة مستعصية تحتاج لنقل دم على الفور وإلا فقدت حياتها"، وبعد خروج من العملية بسلام علم أن أحد طلاب الجامعة قام بتجميع عدد من الأشخاص لتوفير كمية الدم المطلوبة، وبالفعل تطوعوا بالكمية المطلوبة بل أن الشخص المتبرع كان أكثرهم في حين أنه تطوع بثلاث أكياس من الدم.

بنك الدم المركزي كان قد أصدر تقارير عن مقدار الدم من المتبرعين خلال الأربع سنوات الأخيرة الذي بلغت نسبته 40% بالإضافة إلى ارتفاع نسبة وحدات البلازما المفصوله بمقدار 416%، وأوضحت التقارير أن الدولة تحتاج من 2.7 مليون وحدة دم إلى 3.5 مليون وحدة سنويا، مع العلم أن عدد بنوك الدم في مصر 5 بنوك في خمسة محافظات يستطيع المتطوعون من خلالهم التبرع بالكمية المتاحة من أكياس الدم.

"أول مرة اتبرع بدمي كان في حادقة قطر رمسيس الأخيرة"، هذا ما يقوله "علاء سليمان"، عن أول تجربة له في التبرع الدم التي جعلته مواظبا على التطوع دائما منذ ذلك الحين، ويوضح أنه عند علمه بحادث القطار لم يستطع الانتظار في بيته مشاهدا الأوضاع بل القرر الذهاب إلى المستشفيات المتواجد بها المصابين لنقل أكبر كمية يستطيع نقلها إليهم.

معهد ناصر كان وجهة الشاب في هذا اليوم حين علم بوجود حالات عدة من المصابين هناك، وبالفعل اتجه إلى المستشفى لمقابلة الأطباء المختصين بهذا الشأن قائلا "لقيت ناس كتير زيي ومن ساعتها بعتبر التبرع بالدم واجب وطني عليا"، مشيرا إلى تبرعه بثلاث أكياس من الدم للحالات المصابة بجانب رغبته في التطوع بالمزيد لكن الطبيب نصحه بالإكتفاء بذلك القدر خوفا على حالته الصحية.

يقول الدكتور "إيهاب سراج الدين"، مستشار الأمين العام لشئون جودة بنوك الدم بالهلال الأحمر، إن مصر تحتاج أكثر من 3 ملايين أكياس دم سنويا بينما حملات التبرع التي تطلقها مؤسسة الهلال الأحمر جمعت 1.5 مليون كيس دم، وذلك بسبب مخاوف المواطنين من فكرة التبرع بالدم لاعتقادهم الخاطئ بأنها تنقل الفيروسات والأمراض.

ويضيف أن نسبة المتبرعين من الشباب سنويا تترواح مابين 75 إلى 80% من إجمالى المتبرّعين، مشيرا إلى توفير الهلال الأحر لأكثر من 125 ألف كيس سنويا ما يعادل 8% من إجمالي أكياس الدم التي تأتي عبر حملات التبرع، بالرغم من النقص الكبير في الفصائل السالبة تحديدا، وتعمل المؤسسة على اطلاق حملات توعية دائما عبر وسائل التواصل الاجتماعي لحث الشباب على ضرورة التبرع بالدم التي تكمن فائدتها في إنقاذ روح واكتساب نشاط الدورة الدموية وتقليل نسبة الحديد في الدم.

مجموعات التواصل الاجتماعي كان لها دور كبير مؤخرا في ازدياد نسبة الإقبال على التبرع بالدم، "أحمد جمال" أحد الأشخاص الذين تبرعوا بالدم من خلال منشور شاهده على إحدى صفحات "الفيس بوك" بأن والد شخص يعاني من السرطان ومتواجد بمستشفى قريبة من منزله في منطقة فيصل يحتاج كمية معينة من أكياس الدم، وبالفعل توجه الشاب إلى المستشفى للتطوع على الفور.

وعن الاجراءات "اجتزت الفحص الطبي والتحاليل على وحدات الدم بجسمي معرفة الفصيلة والتأكد من خلوها من الأمراض المعدية باستخدام مرشحات لكريات الدم البيضاء"، مؤكدا أنه استطاع التبرع بكيسين من الدم ثم أخذ قسط من الراحة داخل غرفة الطوارئ بجانب تناول السوائل المفيدة لتجديد الدورة الدموية.