د. جورج حبيب بباوى يكتب: ملاحظات حول مذكرة الأساقفة الأربعة للمجمع المقدس
قدم أربعة من أساقفة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وهم الأنبا موسى، أسقف الشباب، والأنبا أغاثون، أسقف مغاغة، والأنبا بنيامين، أسقف المنوفية، والأنبا مايكل، الأسقف العام بأمريكا، مذكرة للجنة العقيدة بالمجمع المقدس تضمنت أكثر من ثلاثين اتهامًا بشأن وجود أخطاء منتشرة فى الكنيسة، مثل وجود ملاحظات على بعض فروع الإكليريكيات، والمراكز التعليمية، وبعض الأساتذة الذين يدرِّسون فيها، بجانب انتشار تعاليم خاطئة، مثل إنكار الخطيَّة الجدية والفداء والكفارة والموت النيابى، والبدلية العقابية، والعدل الإلهى، ووجود جهنم، والعقوبة الدنيونة، والعقاب الأبدى، وعصمة الكتاب المقدس، والاعتقاد بأسطورية أحداث العهد القديم، والإيمان ببدعة الخلاص العام، وأنه متاح لغير المؤمنين أو الشواذ والملحدين، وهذه هى ملاحظاتى حول المذكرة:
1- لم نقرأ ولم نسمع من أنكر الخطية الجدية. ولكن يجب التمييز بين «الجدية». «والأصلية». لأن مفهوم الخطية الأصلية يعود إلى القديس أغسطينوس، وهو تعبير يحتوى على وراثة ذنب آدم. ولم يعرف هذا المصطلح إلا بعد ترجمة توما الأكوينى إلى اليونانية فى القرن 14.
كما قال بولس الرسول «21 فَإِنَّهُ إِذِ الْمَوْتُ بِإِنْسَانٍ، بِإِنْسَانٍ أَيْضًا قِيَامَةُ الأَمْوَاتِ.
22 لأَنَّهُ كَمَا فِى آدَمَ يَمُوتُ الْجَمِيعُ، هكَذَا فِى الْمَسِيحِ سَيُحْيَا الْجَمِيعُ» كورنثوس.
كنت أتمنى وأتوقع أن أسمع عن وراثة الموت. فهو أحد مكونات الخطية الجدية، أما وراثة ذات ذنب آدم فهذا لم تعرفه الأرثوذكسية قط.
2- إنكار الفداء مستحيل لدى كل من يقول إن ربنا يسوع المسيح مخلص. أما تعبير الموت النيابى فهو تعبير غير معروف عند الآباء ودخل مع الترجمة العربية للقمص مرقص داوود فى ترجمته لكتاب تجسد الكلمة، وهذا يتطلب جهدًا من الآباء الموقرين لتقديم نصوص يونانية.
3- البدلية العقابية هى فكرة تقسم الثالوث الواحد بالجوهر إلى أب غاضب وابن مغضوب عليه وهو أمر نرفضه تمامًا، كما أن معاقبة الأب للابن يسوع له المجد تعنى أن البرىء والقدوس عوقب عن خطايا البشر التى لم يرتكبها رب المجد، هذا تجديف على الثالوث.
4- يجب على الآباء الموقرين شرح ما هو العدل الإلهى، ولماذا لا يوجد فى العهد الجديد كله سطر واحد يؤكد أن الرب له المجد مات على الصليب لإرضاء العهد الإلهى.
5- إنكار وجود جهنم هو تعليم لم يسمع فى كنيستنا، ويجب عليهم تقديم أدلة موثقة على ما يدعونه.. ونفس الأمر ينطبق على إنكار الدينونة والعقاب الأبدى.. مع ملاحظة أن كلمة عقاب لم يعرفها الكتاب المقدس بعهديه.
ومثل فرز الخراف عن الجداء لا يحتاج إلى تعليق...
6- أما عن المبالغة فى موضوع تجديد الطبيعة الإنسانية، وهو هدف التدبير، لست أفهم كيف يمكن المبالغة فى مفهوم التجديد الذى تم بتجسيد الله الكلمة، وصلبه وقيامته وصعوده، وانسكاب الروح القدس فى يوم العنصرة، أليس هذا هو هدف التدبير؟؟.
فكيف يمكن المبالغة وأى صورة عقائدية تقدم هذه المبالغة؟!...
الاتهام العام يدل على عدم الوضوح والرؤية!!.
7- لم يكتب أحد أن البشر عندما يشتركون فى حياة الرب يسوع.. بالروح القدس ليكونوا على نفس مستوى الله الكلمة المتجسد. المقصود بكلمة مستوى..
«رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 8: 29 لأَنَّ الَّذِينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُمْ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ، لِيَكُونَ هُوَ بِكْرًا بَيْنَ إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ».
وهل سيكون لنا ذات جسد مجده.. لأن الرب يسوع هو من سيغير شكل جسد تواضعنا.. وهذا ما شرحه القديس كيرلس عمود الدين فى رسائله خاصة شرح رسالة رومية. التأله هو إطار الأيقونة الخاص.. أما تكوين هذه الأيقونة هو عد الفساد.. والخلود.. ميراث الحياة الأبدية.. القيامة من الأموات.. التبنى.. فهل اعتراض الآباء الأربعة الأجلاء هو على مصطلح أم ما يحتوى ويدل عليه المصطلح؟.
8- أما عن إنكار عصمة الكتاب المقدس فهو مصطلح دخل إلى حياتنا الفكرية مع انتشار كتب الإرساليات الإنجيلية، وهو مصطلح غير معروف لدينا فى تراثنا لا القبطى ولا اليونانى..
9- أما الكلام عن بدعة الخلاص العام فهو عبارة عامة لا يمكن تحديدها، إذ لا يوجد موضوع اسمه الخلاص العام.
10- ما هو وجه رفض التقليد الرسولى وتسليم آباء كنيستنا!! من الذين يرفضون ويريدون إدخال تعاليم كاثوليكية وبروتستانتية.. مثل التحول الجوهرى.. والعقوبة البدلية.. ورمزية سر الأفخارستيا.. من أبناء كنيستنا أم الشهداء؟.